رئيس «أرامكو»: حصتنا في أسواق شرق آسيا في تزايد مستمر
قال المهندس أمين الناصر رئيس "أرامكو" السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، إن الدراسات المتعلقة بطرح جزء من أسهم "أرامكو" للاكتتاب ما زالت مستمرة، حيث هناك فريق عمل متكامل من "أرامكو" السعودية يقوم بالتنسيق مع أجهزة مختصة، وأن هذه الدراسات تعرض بشكل مستمر على مجلس الإدارة لرفعها للمجلس الاقتصادي الأعلى حسب التوجيهات العليا المتعلقة بالطرح.
وأوضح في رد على سؤال لـ "الاقتصادية"، أن فريق العمل يدرس الآن خيارات الطرح سواء فقط في السوق السعودية أو جزء منها سيكون السوق العالمية، مشيرا إلى أن كل الخيارات تظل قائمة لحين الانتهاء من الدراسات.
وبشأن الطلب على النفط من قبل عملاء السعودية، أشار إلى أن حصة "أرامكو" في الأسواق شرق آسيوية في تزايد مستمر على حسب طلب العملاء في جميع مناطق العالم، التي من بينها عملاء السعودية في شرق آسيا. وأكد أن جميع مشاريع الشركة داخل المملكة وخارجها تعمل بصورة طبيعية، ولا تتأثر بالتطورات الاقتصادية العالمية، وأن جميع المشاريع يجري تنفيذها حسب الجداول الزمنية المتفق عليها.
وأشار الناصر خلال حفل توقيع "أرامكو" السعودية أمس آخر أربعة عقود رئيسة من أعمال الهندسة والإنشاء لمشروع الفاضلي للغاز والكهرباء العملاق، الذي سيتم تنفيذه شمال غرب الجبيل، إلى أن إمدادات الغاز الطبيعي أصبحت تحتل أهمية كبرى في مجال الطاقة في مختلف دول العالم.
ويمثل مشروع الفاضلي العملاق والرائد للغاز والكهرباء، بجوانبه المتعددة، خطوة كبيرة ضمن سعينا لمضاعفة حجم إمدادات الغاز في المملكة خلال السنوات العشر المقبلة لتحقيق الأهداف الطموحة للتنمية الصناعية والاقتصادية في البلاد وفق ما ترسمه الرؤية السعودية 2030، مضيفا أنه لا نية للشركة لتصدير الغاز في الوقت الراهن، وأن جزءا كبيرا من إنتاجه يستخدم في الصناعات المحلية من بينها توليد الطاقة الكهربائية ومشاريع التحلية وقطاع البتروكيمياويات.
وأضاف الناصر أنه لا شك أن توافر كميات أكبر من الغاز يعني توافر مزيد من اللقيم لتوسعة قطاعات قائمة وظهور قطاعات أخرى جديدة، وسيترجم ذلك في النهاية إلى فرص عمل جديدة، وعلاوة على ذلك، فإن زيادة استخدام الغاز الطبيعي ضمن مزيج الوقود في المملكة سيجلب فوائد بيئية جمَّة تتمثل في تخفيض الانبعاثات الناتجة من استخدام الوقود.
وستضيف مشاريع تطوير حقول الغاز الجديدة البرية والبحرية في كل من واسط ومدين والفاضلي أكثر من خمسة مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب لطاقة المعالجة في شبكة الغاز الرئيسة، حيث ستسهم في الوصول بالطاقة الإنتاجية للغاز في المملكة إلى أكثر من 17 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز بحلول عام 2020.
وستعمل هذه الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي على إيجاد مزيد من الفرص في عديد من القطاعات الصناعية السعودية منها الحديد والصلب، والألومنيوم، والبتروكيميائيات، وتحلية المياه، وإنتاج الكهرباء، والصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة التي تعمل على إنتاج المذيبات، والوقود، والمواد المتقدمة الأخرى.
ويعد مشروع معمل غاز الفاضلي امتداداً لمشاريع أخرى تسهم في تحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التحول الوطني 2020، وهو تعويض الاحتياطات والمحافظة على الطاقة الإنتاجية للبترول، وزيادة حجم إمدادات الغاز من خلال تطوير أعمال الاستكشاف والاحتياطات، المرتبط بأحد أهداف رؤية السعودية 2030، وهو تطوير قطاع النفط والغاز ورفع تنافسية قطاع الطاقة.
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع، بنهاية عام 2019م، حيث سيمثل هذا المعمل بعد إنجاز أعمال إنشائه أحد أهم مكونات المنظومة الرئيسة لإمدادات الغاز في المملكة، حيث من المقرر أن تبلغ طاقة المعالجة الإجمالية للمعمل 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب؛ منها مليارا قدم مكعبة قياسية من حقل الحصباة البحري، و500 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب من حقل الخرسانية البري.
كما يتوقع أن ينتج المعمل 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من غاز البيع، وأربعة آلاف طن متري في اليوم من الكبريت، و470 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز لتشغيل محطة مجاورة للتوليد المشترك للكهرباء، التي ستلبي متطلبات الطاقة والبخار للمحطة وتصدر نحو 1.100 ميجاواط من الكهرباء.
وقال إن شبكة غاز الفاضلي ستكون فريدة من نوعها، فمن الناحية البيئية، سيراعى في تصميمها تحقيق أعلى معدلات استخلاص الكبريت بواقع 99.9 في المائة بفضل الاعتماد على عملية معالجة غاز العادم في المعمل بما يتفق مع معايير "أرامكو" السعودية للمحافظة على البيئة والمقدرات الطبيعية.
وبين أن القيمة الإجمالية لمعمل غاز الفاضلي تزيد على 50 مليار ريال، وأنه يحقق نسبة دعم متميزة لتحفيز القطاع الخاص لتصنيع السلع وتوفير الخدمات محليا وكذلك تشجيع الاستثمار الأجنبي للشركات الكبيرة والمتفوقة تقنيا بما يحقق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، حيث يطمح المشروع لتخصيص ما يفوق 40 في المائة من تكلفة مرافق المشروع للمواد والخدمات المصنعة داخل المملكة.
وأشار إلى أنه سيكون للمشروع أثر إيجابي ملموس، حيث سيستخدم معدات وأجهزة متطورة سيتم تصنيعها في المملكة كتوربينات التوليد الكهربائي، ومن المتوقع أن يوفر نحو 4500 فرصة عمل للمواطنين، بشكل مباشر وغير مباشر ما بين فرص عمل دائمة ومؤقتة وتدريب على رأس العمل، لافتاً إلى أن توقيع هذه العقود يأتي تحقيقًا للتوسع الكبير في إنتاج الغاز لتلبية الطلب المحلي المتنامي على الطاقة في المملكة، وزيادة كفاءة استخدام الوقود في قطاع الكهرباء.
ويمثل معمل الغاز في الفاضلي التابع لـ"أرامكو" السعودية مرحلة أخرى لتوفير المزيد من الغاز الطبيعي، لشبكة الغاز الرئيسة في المملكة، ولتوفير مزيدٍ من اللقيم للصناعات ومصادر الطاقة في المملكة، ضمن رؤية السعودية 2030 ومساهمة في تطبيق خطة التحول الوطني.