القنصل التركي: 3 طائرات مدنية راوغت الانقلابيين وأنقذت أردوغان
في الوقت الذي كان فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتجه من الفندق الذي يقضي إجازته به في مرمريس بولاية موغلا غربي تركيا، بعد أن ورده تحذير من قبل "صهره" المعلم المتقاعد، بمحاولة انقلاب يقوم بها عناصر من الجيش، إلى مطار دالامان، ترك خلفه معركة دامية وضحايا من حرسه، بعد أن دخل أفراد من القوات الخاصة التابعة للانقلابيين للفندق بعد خروجه بدقائق واشتبكوا مع حراسه.
ويروي فكرت أوزير القنصل العام التركي تفاصيل ما حدث بقوله إن "أردوغان توجه لمطار دالامان مباشرة، وغادر المطار عبر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية التركية، حيث تم إبلاغ برج المراقبة في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول الذي سيطر عليها الانقلابيون حينها، أن هناك ثلاث طائرات لركاب مواطنين ستتجه للمطار، ولم يكن لديهم علم أن أردوغان في إحدى تلك الطائرات التي سمح لها بالمغادرة حينها".
وأضاف القنصل التركي، في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس بحضور بهاء الدين الملحق الإعلامي في القنصلية التركية بجدة: "اتجهت الطائرة إلى مطار أتاتورك مباشرة إلا أنها تأخرت في الأجواء في انتظار أمر بالهبوط من قبل برج المراقبة في المطار، حيث سمح لها بذلك بعد فترة، ولم يكن لدى الانقلابيين علم بعد بأن أردوغان في تلك الطائرة، حيث انقضت بعض عناصر الشرطة على الانقلابيين في برج المراقبة وأنزلوهم، وبدأت عملية تطهير المطار التي نجحت في نفس الوقت.
وقال أوزير إن 40 في المائة من المنتسبين للجيش هم من المنتمين لمجموعة فتح الله جولن، الذي أعلنت الحكومة التركية أنه من دبر محاولة الانقلاب، مبينا أن 70 في المائة من هؤلاء المنتمين لمجموعته رتبهم العسكرية لواء وجنرال، وهو ما شكل خطرا كبيرا على تركيا، في حين وصل عدد الموقوفين من عناصر الجيش والشرطة والقضاء على خلفية محاولة الانقلاب التركي إلى 13 ألفا، إضافة للمعتقلين من المؤسسات الحكومية المدنية.
وأكد أوزير أن السعودية كان لها موقف واضح من الانقلاب، وأنه لا صحة للمزاعم التي تقول إن المملكة لم يكن لها موقف واضح، حيث إن السعودية ساندت تركيا ضد متورطي الانقلاب من خلال تسليمها الملحق العسكري التركي في الكويت الذي كان ينوي الهروب إلى هولندا من خلال خروجه من الكويت إلى الدمام ومن ثم إلى ألمانيا حتى وصوله إلى أمستردام، إذ ألقت السلطات السعودية القبض على الملحق العسكري في مطار الدمام وسلمته إلى تركيا بطائرة خاصة سعودية.
وحول إغلاق المدارس في تركيا التي افتتحها جولن، قال القنصل التركي "هذه المجموعة منتشرة حول العالم، وقدموا أنفسهم على أنهم ملائكة السلام، وقاموا بفتح مدارس في كثير من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، وفي خلال فترة ليست بقصيرة ثبت بالدليل القاطع لدى بعض الدول أنهم يقومون بأعمال غير شرعية في القطاع التعليمي، وبناء عليه قررت عدة دول منها روسيا والأردن وبنجلادش والصومال وأذربيجان والنيجر وقبرص ومقدونيا بإغلاق المدارس وطرد منتسبيها".
وفيما يخص تهديد أوروبا برفض دخول تركيا الاتحاد الأوروبي في حال تطبيق حكم الإعدام من ضمن الأحكام القضائية، وأنها تعمل على إصدار هذا القرار؛ لأنها تريد التخلص من المشاركين في الانقلاب، أوضح أوزير "تركيا لن تطلب هذا للتخلص منهم، وأن صدور القرار حسب قانون العقوبات التركي لا يمشي إلى الوراء، وأنه لو أصدر فلن يشملهم القرار وإنما سيكون قرارا مستقبليا لتركيا، وإن ادعاء الغرب ليس له أساس".