ابن العقيد العثمان: الحكم أثلج صدورنا .. والإرهاب خطف أعز ما نملك
أكد محمد العثمان الابن الأكبر للعقيد المغدور به ناصر العثمان، أن الحكم الصادر من المحكمة الجزائية أمس، القاضي بإقامة حد الحرابة في اثنين من المتهمين، وسجن الثالث 30 سنة، أثلج صدورهم، مؤكدا على نزاهة القضاء السعودي.
وافتخر العثمان بوالده الذي قدم نفسه فداء للدين والوطن، متذكرا أدق التفاصيل التي عاشها مع والده التي لم تغب عنه منذ وقوع الحادث من تسع سنوات، مضيفا أن الإرهاب خطف منا أعز ما نملك في غدر.
ويروي محمد قصة استشهاد والده الذي كان يعده صديقا مقربا له أكثر من ابن قائلا، كان والدي في مزرعته الجديدة في حائل يحرثها بنفسه ويجهزها للموسم الأخير للبطيخ والقرع، حتى أنهكه العمل فاتجهنا إلى الاستراحة في بريدة وتناولنا طعام العشاء وفي الساعة الـ11 ليلا انصرفت للمنزل مودعا أبي. ويضيف العثمان، اتصلت في العاشرة صباحا على الوالد للاطمئنان عليه، لكنه لم يرد على هاتفه، فاتصلت على العامل، الذي بدا متلعثما في الكلام، ما اضطرني للذهاب مسرعا إلى الاستراحة، لأفجع باستشهاد الوالد في أبشع صور الإرهاب، بعدها تمالكت نفسي واتصلت على الجهات المختصة لمباشرة الحادثة.
وأشار إلى أن الجميع شهد للوالد بالخير، ومساهمته في دفع الشر عن المواطنين، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، مشيرا إلى أنه لم يذكر أن والده أسهم في أذى أحد أو تسبب في ضرر أي إنسان.
الجدير بالذكر، أن العقيد ناصر العثمان من سكان مدينة بريدة، ولد عام 1379هجري ودرس المرحلة الابتدائية في إحدى ضواحي بريدة الغربية بالقصيعة وتخرج منها في عام 1391، ودرس المرحلة المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي في بريدة.
ودرس العقيد العثمان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فرع القصيم، في كلية العلوم العربية والاجتماعية قسم التاريخ عاما، وتحصل بعد الجامعة على دورة تأهيل الضباط الجامعيين، وتخرج منها برتبة ملازم ثانٍ، ثم عين في القصيم ثم انتقل إلى تبوك ثم المجمعة ثم حائل ثم عاد إلى القصيم، وتدرج في السلك العسكري حتى علق رتبة عقيد.
رزق العقيد العثمان بـ ستة من الأولاد وثلاث من البنات، وكان لطيف المعشر، صادقا صدوقا في تعامله، صافي النية، لا يحمل حقدا على أحد مهما كان بينه وبين الآخرين، أبيض القلب، يحب النكتة ويرويها. وقد رحل في حادثة غدر تاركا وراءه سيرة حسنة وذكرى طيبة.