الحوثيون عصابة عميلة لا تنفع معهم المفاوضات

لا يوجد انحطاط في أي مواجهة عسكرية أقوى من استهداف المدنيين. ويدل هذا على طبيعة الجهة التي تشن عدوانا كهذا. وهي لا يمكن أن تدخل ضمن توصيف الجيوش على الإطلاق، لأنها ببساطة لا تعدو عن كونها عصابة تلتزم أخلاقيات قطاع الطرق الهاربين من الشرعية، وتعمل على تقويض هذه الشرعية بأي وسيلة كانت، بما فيها قتل الأطفال والمدنيين الآمنين. وما قامت به عصابة الحوثيين وحليفها المخلوع علي عبد الله صالح في نجران، لم يكن غريبا على هؤلاء إذا ما استعرضنا سلوكياتهم في الحرب الدائرة لبسط الشرعية اليمنية على كل أرض اليمن الشقيق. مع ضرورة التأكيد على أن هؤلاء المجرمين مأمورون من جهة خارجية، بعد أن حصلوا منها على السلاح المستخدم في استهداف المدنيين سواء في المملكة أو في اليمن.
المجرمون لا يعترفون بالقانون المحلي، فكيف الحال بالقانون الدولي؟ ولذلك فهم يتجاوزون كل قانون إنساني في عملياتهم الدنيئة. ولو قبلوا هذا القانون، عليهم على الفور أن يمتثلوا للشرعية في اليمن، وهذا يعني تلقائيا نهايتهم. إنهم مجموعة من العصابات المرتزقة أعلنوا صراحة عمالتهم للنظام الإيراني التخريبي، وهذا الأخير لم يتردد في الإعلان عن أن الأسلحة التي يستهدف بها هؤلاء الأبرياء ليست سوى أسلحة إيرانية. وكلما قام هؤلاء المجرمون بعمليات دنيئة كتلك التي استهدفت نجران، تأكد للعالم أنهم مهزومون على الساحة اليمنية، وأنهم يخسرون على مدار الساعة مواقعهم، بفعل العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى البلاد. كما أن الحوثيين ومعهم عصابات صالح، يفقدون يوما بعد يوم مؤيدين، إما كانوا مضللين أو خائفين من بطشهم. وهذا ما يفسر انشقاق المئات من أتباعهم عنهم في الأيام القليلة الماضية.
أمن المملكة خط أحمر قان لا مجال للاعتداء عليه. لماذا؟ لأن القيادة في السعودية وضعت كل الإمكانات من أجل توفير أقصى درجات الأمن والأمان لحدود البلاد، وحماية كل مواطن ومقيم على أرضها. إنها مبادئ لا نقاش فيها. إنه (أي الأمن) على رأس الأولويات، وكل شيء بعده يأتي لاحقا. وعدوان نجران لن يمر إلا نارا على هؤلاء المجرمين. هل يعقل أن يكون الهدف طفلا آمنا، أو امرأة في منزلها؟! مرة أخرى، ليس غريبا على الحوثيين القيام بمثل هذه الأعمال الدنيئة، وقد ارتكبوا خطيئة إضافية أخرى بهذا العدوان المروع، وعليهم أن يتحملوا تبعاتها، التي بدأت بالفعل على الساحة داخل الأراضي اليمنية. أرادوا بهذا الاستهداف المنحط، التأكيد للمرة المليون على طائفيتهم البغيضة، لم يكونوا وطنيين في يوم من الأيام، ولن يصبحوا كذلك في المستقبل.
إن مثل هذه الأعمال من مثل هذه الجهات واردة، لكن المؤكد أن المملكة تقتص من هؤلاء بالشكل المناسب، وبالأسلوب الذي يفهمونه. ستبقى حدود المملكة آمنة، وفق الاستراتيجية التي تتبعها لصيانة وحماية البلاد من أي مكروه. والقوات المسلحة السعودية تصدت في الواقع لآلاف القذائف والصواريخ ومنعتها من الوصول إلى داخل البلاد، ليس فقط باعتراضها جوا، بل باستهدافها على أرضها داخل اليمن. المجرمون الحوثيون ومعهم عصابات صالح، حاولوا استغلال الوضع قدر الإمكان بمشاركتهم في مفاوضات يعرف الجميع أنها لن تتوصل إلى شيء. وقاموا في هذه الفترة بجلب ما أمكن لهم من عتاد ولاسيما من إيران مباشرة.
لا تنفع مع هؤلاء المفاوضات والحلول السلمية، لأنهم ببساطة سيخسرون كل شيء فيها. وعلى هذا الأساس سيكون الحسم قريبا لإنهاء الأزمة برمتها، وعودة الشرعية إلى ربوع اليمن الشقيق. إن المملكة اتبعت الحزم وتنشر الأمل مع الحسم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي