«الصحة العالمية» لـ"الاقتصادية" : 6 مرتكزات لضبط الحالة الصحية في الحج
وضعت منظمة الصحة العالمية ستة مرتكزات واحترازات أساسية لضبط الحالة الصحية في موسم حج هذا العام، إضافة إلى مكافحة الأمراض والأوبئة المعدية من خلال تواصلها المستمر بشكل وثيق مع وزارة الصحة السعودية للتحضير للموسم.
وكشفت لـ "الاقتصادية" رنا صيداني المتحدثة باسم مكتب الشرق الأوسط لمنظمة الصحة العالمية، عن أن من بين هذه المرتكزات تفعيل نظام التعرف على الأوبئة للتعرف على أية حالة بأسرع وقت ممكن، وتشديد إجراءات الحماية من العدوى والاستجابة لها في المرافق الصحية، إضافة إلى تفعيل نظام متابعة مخالطي الأشخاص المصابين بالفيروس لاحتواء أي انتشار إضافي.
وأشارت صيداني إلى دعم هذه المرتكزات عبر تنظيم دورات تدريب لفرق التدخل الصحي السريع لاحتواء أي طارئ صحي في أسرع وقت ممكن، وقد استهدف التدريب أكثر من 25 طبيبا وعاملا صحيا في جدة، مكة المكرمة والمدينة المنورة.
#2#
وفيما يخص فيروس كورونا أكد المتحدث باسم مكتب الشرق الأوسط لمنظمة الصحة العالمية، أن وزارة الصحة السعودية قامت على مدى السنوات الماضية بخطوات كثيرة من شأنها تقليل خطر الفيروس في المرافق الصحية، مشيرا إلى أن هذه الجهود أتت ثمارها من خلال تدني عدد الإصابات بالفيروس خلال العام الجاري والماضي مقارنة بالأعوام السابقة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد الإصابات عام 2014 بلغ 622 حالة وتدنى إلى 494 حالة عام 2015.
وأوضحت المسؤولة الإعلامية في منظمة الصحة العالمية أنه منذ بداية عام 2016 وحتى شهر آب (أغسطس)، سجلت 171 حالة فقط، مؤكدة أن هذه الأرقام تدل على أن معدل الإصابات بفيروس كورونا في تدن مستمر، وفيما يخص الصعيد العالمي، فقد أبلغت المنظمة حتى اليوم بـ 1800 حالة إصابة بالفيروس، و640 حالة وفاة في 27 دولة.
ولفتت إلى أنه ككل عام، سيتوجه وفد من المنظمة إلى السعودية لتقديم الدعم لوزارة الصحة خلال موسم الحج، مبينة أن الفريق هذا العام مكون من ستة مختصين بالأمراض المعدية ومختصي الحملات التوعوية، كما أنه منذ ظهور فيروس كورونا عام 2012، لم يشهد أي من مواسم الحج السابقة انتشارا لفيروس "كورونا" لدى الحجاج.
وذكرت رنا صيداني أنه لا شك أن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، سيشكل التحدي الأكبر فيما يتعلق بالأمراض، إذ من الممكن حصول إصابات بضربات الشمس، حيث قامت الوزارة بزيادة عدد الأسرة في المستشفيات لمعالجة ضربات الشمس، فضلا عن نشر عدد كبير من المراوح المزودة برشاشات المياه.
وفي سياق متصل، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة السعودية استكمال كل الإجراءات والتجهيزات الصحية لضمان سلامة الحج والحجيج هذا العام 1437هـ، بتقديم كل الخدمات الوقائية والعلاجية والإسعافية لحجاج بيت الله الحرام على أعلى المستويات، أكدت لـ "الاقتصادية" الوزارة أنها تطبق هذا الموسم إجراءات مشددة خلال موسم الحج لمواجهة الأمراض المعدية، ومنها: فيروسا "كورونا"، و"زيكا". على الرغم من تجاوز المملكة الأربعة مواسم الماضية، دون تسجيل أي حالة إصابة بين الحجاج، إلا أن القطاع الصحي على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ.
وبينت الوزارة، أن العام الماضي كان بالنسبة لها هو التحدي الأصعب بسبب تزامن موسم الحج مع زيادة في عدد حالات فيروس "كورونا" المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، خاصة في مدينة الرياض، وهذا لم يحصل من قبل، ما استوجب على الصحة اتخاذ إجراءات احترازية إضافية لمنع وصول الحالات إلى الحجيج.
وأكدت الوزاراة الاستمرار هذا العام في تطبيق عدد من الإجراءات التي تشمل التنسيق لمنع دخول الإبل، وهو مصدر الإصابات الأولية بانتشار "كورونا"، من دخول مناطق الحج بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية في الحج.
وأشارت الوزارة إلى أنها عملت خلال أشهر طويلة على تجهيز منشآتها للتعامل مع حالات الاشتباه بفيروس "كورونا" وذلك بتوفير غرف العزل التنفسي وأسرة العناية المركزة والمختبرات الثابتة والمتنقلة لإجراء فحص الفيروس في مناطق الحج. كما فعَّلت "الصحة" نظام الاستقصاء الوبائي الإلكتروني للإبلاغ عن الأمراض المعدية ذات البعد الوبائي، وتم التنسيق مع البعثات الطبية المختلفة لتشارك في عملية الترصد.
ولفتت الوزارة إلى أنه تم الإبلاغ عن ١٠٧٤ حالة التهاب رئوي في حج العام الماضي، لم تسجل أي حالة لفيروس كورونا بينها، كما نجحت المملكة في منع أي إصابات بالفيروس مرتبطة بالحج حتى الآن، وهذا يمثل امتدادا للجهود والخبرات المتراكمة التي اكتسبتها الصحة في الأعوام الماضية، مشيرة إلى أن أهم ما حققته الوزارة في هذا الصدد هو نجاحها في التحكم في تفشي الأمراض الوبائية داخل المنشآت الصحية، وفق الإحصاءات الرسمية، وذلك بالتطبيق الصارم لاشتراطات مكافحة العدوى وتطبيق حزمة متكاملة من الإجراءات الإدارية والفنية لمنع العدوى الثانوية المرتبطة بالرعاية الصحية.
وأفصحت وزارة الصحة، عن أن التحدي الأكبر أمام الوزارة والعالم كله حاليا يتمثل في منع الحالات الأولية المكتسبة في المجتمع التي تبدأ بانتقال الفيروس من الإبل إلى الإنسان ومن ثم بين البشر، وهذا التحدي هو الأصعب نظرا لطبيعة الفيروس وخصائصه الجينية التي جعلت تطوير لقاح فعال أو علاج ناجع أمرا بالغ الصعوبة.
كما عملت "الصحة" على مختلف الأصعدة لبناء تحالف واسع من الأكاديميين والعلماء والباحثين على مستوى العالم إضافة إلى الشركات الكبرى العاملة في مجال تطوير اللقاحات، كما سعت كذلك إلى الاستفادة من الخبرات التي عملت أخيرا في تطوير لقاح "إيبولا"، ونجحت في ذلك، ولكن يظل إنتاج لقاح فعال ضد هذا الفيروس هو السبيل الوحيد بإذن الله لإيقاف سلسلة العدوى والقضاء على المرض.
وفيما يتعلق بفيروس "زيكا" الذي يشهد حاليا تفشيا في عدد كبير من دول أمريكا الجنوبية والوسطى وجزر الكاريبي، إضافة إلى حالات متفرقة مرتبطة بالسفر في دول أخرى، فإن جهود الوزارة تتركز حاليا في منع وفادة الفيروس إلى المملكة بتوعية المسافرين من السعودية إلى الدول الموبوءة بأساليب تجنب التعرض للبعوض الناقل للمرض، ونصح السيدات الحوامل بعدم السفر لهذه الدول لارتباط الإصابة بالفيروس بتشوهات الأجنة.