«غار ثور» .. حصن الإسلام الأول ووجهة الملايين من المسلمين
تضم مكة المكرمة كثيرا من المواقع الأثرية، والأماكن التاريخية العظيمة التي يأتي إليها الملايين كل عام، ومن ضمن أهم هذه المواقع غار ثور، الذي يعد معلما بارزا في رأس جبل ثور وهو أحد الجبال الشمالية عن العاصمة المقدسة.
وبقي حصن غار ثور في ذاكرة التاريخ الإسلامي يحكي قصة ثاني اثنين إذ هما في الغار وكان عونًا بعد عناية الله في حماية رسول الله -صلى الله عليه وسلم - والصحابي أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- من كفار مكة.
مكث النبي وصاحبه فيه ثلاثة أيام اختباء من المشركين المطاردين لدعوة الحق، وبعد خروجهما من الغار باتجاه المدينة المنورة، تحول غار ثور لذكرى ليست عابرة يرويها التاريخ للأجيال من خلال قرآن يتلى إلى قيام الساعة.
واتجهت أقوال تاريخية إلى أن غار ثور هو أول حصن في الإسلام تحصّن فيه الرسول الكريم وصاحبه الصديق بعد إعلان الدعوة السماوية، حيث أوى إليه وصاحبه، وهما في طريقهما إلى المدينة في رحلة الهجرة النبوية، فدخلا فيه حتى إذا هدأ طلب قريش لهما تابعا طريقهما.
وفي أثناء وجودهما في الغار جاءت قريش تبحث عنهما، حتى وقفت على فم الغار، إلا أن الله ردها بفضله وقدرته، يقول أبو بكر-رضي الله عنه-: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما" رواه البخاري ومسلم.
ويشمخ الغار في الجهة الشمالية أعلى جبل ثور المعروف باسم "جبل أكحل" جنوب مكة في سهل وادي المفجر، ويفصله عن باقي جبال مكة فجّ المفجر والطريق الدائري القادم من الطائف والمشاعر إلى جدة، بجواره حي اسمه حي الهجرة.
ويرتفع الجبل 760 متراً عن سطح البحر، سهل أدناه وعر أعلاه، ذو مسالك صعبة المرتقى، وعلى الرغم من ذلك تجد الحجّاج والعمّار والزوار يصعدونه، للاطلاع عليه ومشاهدته.
وللتوعية الدينية والثقافية في الجبل خصصت مراكز خاصة للتوجيه والإرشاد، من أي سلوك أو مخالفة شرعية.
كما توزع الكتيبات، والمطويات التوعوية، والتثقيفية بعدة لغات، ونشرت دعاة من أجل التوجيه والتنبيه خاصة في موسم الحج، وشهر رمضان المبارك الذي تشهد فيهما مكة المكرمة كثافة كبيرة من وفود الرحمن.