السعودية تحتفل بالحجاج وإيران تحتفل بالشيطان

لم تتأخر السعودية طوال عقود طويلة مضت، عن تسخير كل مواردها وطاقتها وإمكاناتها لأجل إنجاح سعي أفراد الأمة الإسلامية من كل أنحاء العالم نحو أداء الركن الخامس من الدين، وهي في هذا اليوم المعظم من أيام الله تكمل عقد استضافة نحو 60 مليون حاج وحاجة خلال 1407-1437، قدموا مهللين وملبين إلى بيت الله الحرام، دع عنك عشرات الملايين الأخرى من المعتمرين والمعتمرات وحجاج بيت الله، خارج تلك الفترة فقط، سخرت المملكة لأجل الوفاء بمتطلبات أداء فرائض الحج والعمرة نحو 10 في المائة من إجمالي اقتصادها الوطني، ولأجل تطوير وتحسين وتوسعة الحرمين الشريفين، ولم تدخر وسعها لأجل الوفاء والنجاح بذلك الدور العظيم، الذي وضعته في سنام أولوياتها تجاه الدين والأمة منذ تأسيسها على يد المؤسس المرحوم بإذن الله تعالى حتى اليوم، وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
حينما سخرت المملكة كل تلك الجهود والموارد والإمكانات، التي تتفوق كثيرا على قدرات وإمكانات كثير من الدول والحكومات، لم يكن في حسبانها وحسبان أهلها انتظار إحسان من أحد، أو انتظار رد جميل أو خلافه، بل قامت به وستظل تتولى أداء ما رأته أحد واجباتها ومسؤولياتها العظيمة تجاه دينها وأمتها، دون منّة منها أو ادعاء فضل على أحد، كما اعتادت عليه دول عديدة. لهذا؛ أدركت وتدرك المملكة أنها حينما تستضيف خلال فترة زمنية وجيزة وقصيرة أكثر من 20 في المائة من حجم سكانها، فإن عليها بذل جهود تتطلب تسخير وتوفير مئات الآلاف من الموارد البشرية، عدا الأرصدة المالية والمادية الهائلة التي تفوق ميزانيات كثير من الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى ضرورة إعداد وتأهيل وتطوير البنى التحتية على كافة المستويات، بدءا من الموانئ والمطارات والطرق والمواصلات والمستشفيات والمراكز الأولية للعناية الصحية وغيرها من المرافق اللازمة لأداء هذه المهام الجسيمة، التي تعجز عن الوفاء بها دول مجتمعة تنتمي إلى الدول النامية، ولا يعلم بحجمها إلا دول متقدمة تدرك تماما متطلبات واحتياجات استضافة هذه الملايين من البشر في بقعة صغيرة، وخلال فترة وجيزة لا تتجاوز الأيام المعدودة.
يدون هذا الحديث هنا؛ لبيان حقائق غابت جهلا أو عمدا عمن اعتادت بلادنا على سماع صوته النشاز مع كل موسم للحج، لا يكتفي بعضها بترديد اتهاماته المغلوطة والمعلومة الأهداف إلى المملكة العربية السعودية في كل مناسبة، في مقدمة رأس الشيطان "إيران" التي حرمت شعبها من أداء فريضة الحج، وارتضت لهم اقتحام مواطن البدع والشرك، ومنافسة الركن الخامس من دين الله بما لم ينزل الله به من سلطان، بل شهد العالم بأسره على تورطها لمرات ومرات في تعمد إحداث كل ما يمكن أن يربك على حجاج بيت الله أداءهم فريضة الحج، حتى لم يعد أحد في حاجة إلى عناء إثبات خبث نوايا ومساعي رأس الشيطان الصفوي، وجرائمها شواهد صريحة، سبق أن تورطت في ارتكابها في أطهر البقاع المقدسة على وجه الأرض، وذهب ضحيتها مئات بل آلاف من حجاج بيت الله.
إنه لمن العجب أن تشكك دولة صفوية في قدرة بلادنا على أداء ما هو أولى أولوياتها، وهي الدولة المحاربة في الأصل لعرى الدين والأخوة والحضارة والأمن والاستقرار، ليس على مستوى منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل حتى على المستوى الدولي! ومن عجب أن تأتي دولة تعتقد في صلب عقيدتها المنحرفة عن الدين القويم أن مساجدها ومقابرها أكثر قداسة من قدسية الحرمين الشريفين؛ أنها قد تنجح ولو بـ 1 في المليون في الوفاء بواجبات هذه الملايين من حجاج بيت الله، في الوقت ذاته الذي تدنست أيديها الآثمة باستباحة وسفك دماء عشرات الملايين من المسلمين منذ وصلت أئمة الفتن فيها إلى سدة الحكم! وماذا جنت منطقتنا العتيقة في تاريخ حضارة العالم من أئمة الفتن منذ استولت على السلطة حتى تاريخ اليوم غير الحروب والفتن والقتل وسفك الدماء؟ وما اليد الطولى خلف كل حدث إجرامي يرتكب في المشاعر المقدسة غير أيديها الآثمة؟ ومن الحجاج الذين يأتون لغير أداء فريضة الركن الخامس من أركان الإسلام غير أولئك الآتين من تحت أقدام أئمة الإثم؟
إنه لما يفوق العجب أن يأتي من اقتحم على المجتمعات سكينة حياتهم، وانتزع دون رحمة أو اعتبار إنساني استقرار وأمن حتى من سكنوا بيوتهم آمنين، ليتبجح بأنه أكثر حرصا على حجاج بيت الله ممن سخر كل ما لديه من مقدرات وإمكانات لأجل حسن وفادتهم طوال العام، وأنه وهو الواقف خلف كل فتنة وجريمة حرب في المنطقة منذ أتى إلى سدة الحكم، قد يهيأ إليه من وسوسة الشياطين في فكره ومن حوله أنه سيكون أهلا لهذه الرسالة والمهام الجسيمة! لا يمكن ليد آثمة تدنست باستباحة دماء المسلمين أن تمد راحتها في رحمة إلى مجرد واحد منهم، فما بالك وأنت تتحدث عن مدها إلى أكثر من مليار مسلم حول العالم!
لقد أفاء الله على بلادنا الموحدة، المتمسكة بشريعة الله فعلا وقولا، لا مجرد شعارات خادعة كاذبة، بالقيام على أداء واجبات الحرمين الشريفين، وهو أمر تشرف به أبناء وبنات بلادنا كافة، حاكمين ومحكومين لا فرق بين أحد منهم تجاه هذا الواجب المقدس، ولن تستطيع أي قوة في العالم مهما بلغ بها حلمها المغذى من وسوسة الشيطان أن تنتزعه من قبضة أحفاد الصحابة وورثة الدين القويم، وإن بلادنا ستمضي كعادتها ودون هزة في قلب أي فرد منها في طريقها الذي رسمته، طريق التشرف بخدمة الدين والأمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأنه مع كل زيادة في الغل والحقد والفتن في قلوب امتلأت وتشبعت بها، لن تقابلها إلا زيادة في الإيمان والتمسك بشرع الله القويم والتوكل على رب العالمين في قلب كل سعودي وسعودية، ولتعلم الدولة الصفوية وأذنابها وكل من مال ميلهم الشيطاني أنه يوجد على أرض السعودية أكثر من 21 مليون خادم للحرمين الشريفين!. والله ولي التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي