مليار ريال خسائر شركات تصنيع العطور العالمية في «الشرقية» سنويا

مليار ريال خسائر شركات تصنيع العطور العالمية في «الشرقية» سنويا
شهدت الأشهر الأربعة الماضية ارتفاعا ملحوظا في مبيعات العطور المقلدة بنسبة 25 في المائة.

ارتفعت خسائر سوق العطور في المنطقة الشرقية، بنسبة 30 في المائة خلال العامين الماضيين، بسبب العطور المقلدة التي أغرقت السوق وتصل عبر الدول الخليجية المجاورة، فيما تقدر قيمة خسائر الشركات العالمية في المنطقة بنحو مليار ريال سنويا، وفقا لما كشفه مستثمرون في السوق.
وقال المستثمرون، إن سوق المنطقة الشرقية ينافس جميع أسواق دول الخليج في مبيعات العطور ذات الماركات العالمية، إلا أن دخول بعض أنواع الماركات للسوق تسبب في خسائر كبيرة، نظرا لرخص أسعارها.
وأشاروا إلى أن الأشهر الأربعة الماضية شهدت ارتفاعا ملحوظا في مبيعات العطور المقلدة والمصنعة داخليا في المملكة بنسبة تجاوزت 25 في المائة عن الأيام العادية، لافتين إلى أن تلك العطور أثرت بشكل كبير على عمليات البيع بسبب ارتفاع أسعار العطور الأصلية خلال العامين الماضيين بنسبة 30 في المائة.
من جهته، قال مسعد الناصر؛ مسؤول في إحدى شركات العطور والكماليات، إن نسبة مبيعات العطور ترتفع أيام العيد بنسبة تراوح من 20 إلى 30 في المائة، لكن الارتفاع في هذا العام لم يصل لمستواه في العام الماضي الذي شهد نسبة مبيعات قياسية، مضيفا أن المستهلك في أيام العيد يشتري عطورا متوسطة القيمة كهدايا لأفراد عائلته وذويه، لذلك يبتعد الأغلبية عن العطور ذات الأسعار المرتفعة جدا.
وأوضح، أن السوق الخليجية أكثر الأسواق أهمية لمصنعي العطور ويزيد استهلاك المواطن الخليجي من العطور عن أي مواطن آخر في العالم، مؤكدا تأثير السوق الخليجية على الذوق العالمي للعطور، حيث تعمد شركات العطور على تلبية الذوق العربي من خلال تنويع مركباتها العطرية ومزج العطور الغربية بالشرقية واهتمامها بإدخال مكونات شرقية، مثل العود والصندل واللبان وروائح البهارات للعطور الحديثة.
من جهته، قال محمد سعد؛ مدير أحد المراكز المتخصصة ببيع العطور في الدمام، إن العطور الفرنسية كانت تستحوذ على النصيب الأكبر من سوق العطور العالمية والخليجية قبل دخول العطور المقلدة والمصنعة خليجيا ومحليا، ودخول شركات تنافس بقوة ولها عملائها، خصوصا الشركات الإنجليزية والإيطالية والأمريكية.
وبين أن المتسوق حاليا يدقق كثيرا قبل شراء العطر للتأكد من العطر، بسبب انتشار الأصناف المقلدة ذات الجودة المنخفضة التي يصعب التفريق بينها وبين الماركات الأصلية، مشيرا إلى أن الطريقة الأمثل للتأكد من أصالة العطر هي شراؤه من الوكالات المعتمدة والشركات الكبرى.
فيما استبعد وجود حالات غش لدى المعارض والوكلاء المعتمدين، لأن هذه المحال تحصل على العطور من مصادرها الأصلية ولن تخاطر بسمعتها وثقة زبائنها، كما أن هناك رقابة من قبل الغرف التجارية التي تقوم بجولات تفتيش متكررة على هذه المعارض.
كما اعترف بارتفاع أسعار عطور بعض الماركات العالمية وتوجه بعض المستهلكين للمصنع خليجيا ومحليا وبعض العطور الأخرى المقلدة، مشيرا إلى أن هناك شركات عالمية بدأت تخرج من السوق بسبب الخسائر المتراكمة، بسبب ارتفاع الأسعار وتوجه البعض لشراء ماركات أقل سعرا في ظل المنافسة الكبيرة بين الشركات العالمية المصنعة للعطور، إضافة إلى استغناء بعض المستهلكين عن شراء العطور العالمية والاكتفاء بالمصنع المحلي والخليجي.

الأكثر قراءة