الحجاج المغادرون من المدينة المنورة .. ما بين اللهفة للوطن والحنين لمسجد المصطفى
امتزجت مشاعر الحجاج المغادرين للمدينة المنورة بالحزن والفرح ما بين اللهفة للوطن ورؤية الأهل والحنين للمدينة المنورة التي قضوا فيها عدة أيام زاروا خلالها المسجد النبوي الشريف، وأدوا الصلاة فيه وتشرفوا بالسلام على الرسول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وعلى صاحبيّه- رضوان الله عليهما- إضافة إلى زيارة عديد من المساجد والمواقع الإسلامية والتاريخية، بعد أن من الله عليم بأداء مناسك الحج.
وهيأت الجهات المختصة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز أرقى الخدمات اللازمة للحجاج منذ لحظة وصولهم للمطار حتى لحظة صعودهم للطائرة, وفق منظومة عمل لافته دقيقة ومنظمة تُقدمها القطاعات الأمنية والمدنية والأهلية وشركات الخدمات المختلفة بكل جودة واحتراف.
#2#
وقال الحاج حسني أبو داني مغربي الجنسية: لا أخفي سعادتي وأنا في طريقي للقاء أبنائي وأهلي وأقاربي، بعد أن منّ الله عليّ بأدائي لنسك الحج راجياً منه القبول, لكني أشعر بحزن عميق في داخلي لمغادرة المدينة المنورة التي منذ وصولي إليها وأنا أعيش في حالة راحة ومصالحة نفسيّة قلّ أن أشعر بها في أي مكان آخر في العالم.
من جهته، قال الحاج حارس كلتش من البوسنة والهرسك: إن فراق مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة أمر يُحزن أي مسلم متعلق قلبه بها, موجها عظيم الثناء والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومة المملكة على جهودها الكبيرة والعظيمة المتمثلة في الرعاية والعناية بالحرمين الشريفين, وتوفير كل سُبل الراحة والطمأنينة لكل زائر لها.
وبنبرة حزينة متأثرة قالت الحاجة زليخة عاصم من المغرب: قضيت عدة أيام في المدينة المنورة كانت من أجمل أيام حياتي، حيث عشت وسط أجواء من الطمأنينة والخشوع, وقضيت الساعات في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن في الحرم النبوي, وصليت في الروضة الشريفة، فكل الشكر للملك سلمان بن عبدالعزيز على ما هيأ للمسلمين من خدمات لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
من جانبه، رفع الحاج سيد بك كوتوشيف من كازاخستان أكف الضراعة مُبتهلاً لله تعالى أن يحفظ المملكة وأن يكلأها برعايته وعنايته، مبينا أنه منذ وصوله للسعودية حتى المغادرة لم يجد غير طيب اللقاء والمشاهد الروحانية في المشاعر المقدسة التي تحظى برعاية واهتمام رجال الأمن لإدارة حشود الحجيج بكل انسيابية وإتقان, باذلين أقصى الجهود ومتعاملين بسمو الأخلاق مع حجاج بيت الله الحرام.
أما الحاج أسعد أوكا من ألمانيا فقد أبدى سعادته الكبيرة بعد بالوقوف بمشعر عرفات التي طالما تمنى الوقوف فيها, واصفا المنظر العظيم لوقوف المسلمين في عرفات وقد تساوت صفوفهم وأصوات التلبية والدعاء تلهج بألسنتهم.
وهنأ الحاج معروف البرغش من سورية المملكة والعالم الإسلامي أجمع على نجاح موسم حج هذا العام, وشكر المملكة على الجهود الكبيرة التي أسهمت في هذا النجاح وكانت خير معين للحجاج لأداء حجهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة, سائلاً المولى تبارك وتعالى أن يكتب له العودة للأراضي المقدسة في الأعوام المقبلة.
وبدوره عبر الحاج أرمن هويستشن من ألمانيا عن فخره واعتزازه بما شاهده ولمسه من خدمات جليلة أسهمت بالتيسير على حجاج بيت الله الحرام, وقال: هنيئاً لأهل المملكة هذا الشرف الكبير أن حباهم الله دون سواهم بخدمة وعمارة الحرمين الشريفين, سائلاً الله القدير أن يحفظ هذه البلاد وقادتها, وأن يُديم عليها أمنها واستقرارها.