حائل: 25 متحفا تحتضنها المنازل .. و«الأمانة»: تم تحديد موقع لها وجارٍ اعتماده
تستمر معاناة ملاك المتاحف التراثية في حائل مع عدم توافر مقار خاصة تتيح لهم عرض مقتنياتهم الأثرية، التي تعكس الوجه الحقيقي لتراث المنطقة، حيث تحتضن المنازل 25 متحفا مرخصا، تحتفظ في داخلها بإرث تاريخي يعود إلى مئات السنين، إلاّ أنه مغيب على الأنظار بسبب عدم توافر مقار خاصة بها بعيدا عن المنازل.
وأكد لـ "الاقتصادية" خالد المطرود مالك متحف "لقيت للماضي أثر"، التقدم إلى أمانة حائل للحصول على مقر، وفق توجيهات وزير الشؤون البلدية والقروية بتخصيص مقار لملاك المتاحف المرخصة، لكن قوبل الطلب بالرفض، حيث عللت "الأمانة" ذلك بعدم نظامية منح الأراضي لأصحاب المتاحف مباشرة دون الإعلان عنها والدخول في نظام المزايدة، مبينا أن ذلك يعد مخالفة للقرار الوزاري.
ولفت إلى أن أصحاب المتاحف في حائل يقيمون متاحفهم في منازلهم، وأن مطالبهم تتلخص في توفير مقار لها، مشيرا إلى إنشائه متحفه بجهود فردية على مر سنوات طويلة، حيث يحوي كثيرا من التراث الوطني النادر.
وفيما يخص عزوف ملاك المتاحف عن المشاركة في المهرجانات السياحية للمنطقة، قال "للأسف لم توجه إلينا الدعوات للمشاركة في المهرجانات السياحية في حائل وكذلك مهرجان الجنادرية المعني بالتراث الوطني، بينما توجه الدعوات إلى المتاحف من خارج المنطقة"، لافتا إلى أن المتاحف تعد مزارا لضيوف حائل، لكن لعدم وجودها في مكان واحد أصبح من الصبح زيارتها جميعا.
#2#
من جهته، أكد خالد النونان أحد ملاك المتاحف، التقدم إلى أمانة حائل بطلب للحصول على أراض استثمارية تنفيذا لتوجيهات الشؤون البلدية والقروية، إلاّ أن طلبه قوبل بالرفض، رغم الموافقة لعدد من ملاك المتاحف في المناطق الأخرى، والذين حصلوا على أراض من البلديات وأقاموا متاحفهم عليها.
وشدد النونان على أهمية العناية بتراث المنطقة، كونه الوجه الحقيقي لها، مطالبا بمنح أصحاب المتاحف مواقع في مكان واحد، سواء في مقر القرية التراثية في برزان، الذي انتهى تنفيذ المشروع فيه منذ موسمين، وأغلقت أبوابه ولم تتم الاستفادة منها، أو في أي مكان آخر، بحيث تتجمع المتاحف في مكان واحد ليسهل على الزائر زيارتها جميعا.
وأوضح أن المتاحف في حائل تقوم على جهود مالك المتحف الذاتية وليس للجهات المعنية أي دور أو دعم سواء بالمهرجانات السياحية أو المناسبات العامة، حيث توجه الدعوات للمشاركة للمتاحف من خارج حائل وتدعم، مضيفا أن "من أبسط حقوقنا وضع لوحات أرشادية في الشوارع تدل على مواقع المتاحف أسوة بالمناطق الأخرى".
من جانبه، قال خالد السيف رئيس فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في حائل، "إن هناك قرارا من وزارة البلديات نصه أن يمنح كل صاحب ترخيص متحف أرضا ليقيم عليها متحفاً بدلاً من إقامته في منازله"، موضحا أن الأرض تمنح من الدولة ولا بد أن تكون مزايدة وفق النظام لدى الأمانات والبلديات.
وأشار السيف إلى أن جميع ملاك المتاحف المرخصة التي يتجاوز عددها نحو 25 متحفاً، قد تقدم أكثرهم للأمانة لطلب الأرض إلا أنهم اصطدموا بقرار المزايدة، حيث يختارون الموقع ومن ثم يتنافس عليه أصحاب المتاحف المرخصة بعد طرحها للمزايدة في الصحف.
وفيما يخص مطالبة أصحاب المتاحف بتحديد موقع واحد لها مثل القرية التراثية في برزان، أو موقع ترتئيه الجهات المختصة، قال السيف، "إن أصحاب المتاحف لا يريدون أن يجتمعوا في مكان واحد وهو أفضل لهم للانتشار في مختلف أرجاء المدينة"، مشيراً إلى وجود تشابه بين المتاحف، حيث يغلب عليها جميعا الطابع الشعبي.
بدوره، أوضح سعد الثويني مدير إدارة الإعلام في أمانة حائل أنه تم تحديد موقع للمتاحف التراثية وجار اعتماده من الوزارة، لجعله مقراً للمتاحف الأثرية وسوقا للحرف اليدوية، بعد استكمال الإجراءات النظامية والتأكد من خلو الموقع من الموانع، مبينا أن مساحة الموقع الجديد تبلغ 37.5 ألف متر مربع.
وأشار إلى أن الحصول على الأراضي الاستثمارية من "الأمانة" يتم عن طريق نظام المزايدة حيث يتم الإعلان رسمياً عن موقع الأرض ويتم الدخول في منافسة من قبل المستثمرين للحصول عليها وفق الأنظمة واللوائح.