حد سكين «جاستا» القاطع على الرقبة الأمريكية .. أيضا
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 610
حافز السبت
أظهر نفسك قبل فوات الأوان.
الرأي
العرب يفوتون على أنفسهم الظهور بالأوساط الدولية، وداخل كل الدولة، أو الدول ذات الأهمية، وإن ظهر العرب فإنهم يظهرون رغم أنوفهم كما يريد أن يصورهم الإعلام الغربي بصحفه وأفلامه، وأبحاثه ووثائقه. أقل الناس إرهابا وأشدهم نفعا هم المسلمون والعرب بشكل عام، وهذا أمر مسجل بقياس الجرائم ولكن لو عطس عربي لارتاب العالم أنه يحمل في رذاذ فمه سلاحا ميكروبيا مدمرا. تنجح الأقليات في إبراز مظاهرها الجميلة، وتنجح في وضع تاريخها الخفي السيئ تحت سجادة الظهور المبرمج والمخطط والمتقن. الجاليات الصينية تحمل منظرا زاهيا بالتنانين الحمراء وأزهار الأوركيد، بينما جرائم العصابات المنظمة الصينية في أمريكا وأوروبا تهز ألواح الأرض التحتية. وينجح الأرمن في تلميع صورتهم، واليونان، والطليان وهم قادة المافيا الدولية، وينجح ببراعة اليهود ودولة إسرائيل المصطنعة في إظهار صورة اليهودي المسالم، بل المغلوب على أمره بأفلام هوليوود ونيويورك، فوق إبراز تفوقهم بالعلم والمال والتهويل حوله. وننجح نحن في الاختفاء بمزايانا، وأي خطأ يحصل من الذين يحملون جنسياتنا، ضد تعليمات حكوماتنا تنفجر براكين الإعلام ضد.. حكوماتنا.
الواقع
لقد أوجد المسلمون في أمريكا صورة ظاهرة جيدة أكثرها ارتدادي. فبينما انتشر الإسلام في الإعلام الأمريكي، لم يكن مصدر انتشاره خارجيا، بل نبع من قلب أمريكا، نبع من القوة السوداء الإفريقية ــ الأمريكية، وظهر بازغا شاهقا لما اعتنق محمد علي كلاي الإسلام، وظهر الإسلام بصورة جلية صافية أنه دين السلام، بل إن رفض محمد علي كلاي الانخراط في حرب فيتنام القائمة آنذاك انتشر في الأدبيات الأمريكية والغربية على أن دينه الإسلامي يحرم الاعتداء على الآخرين بلا مبرر. وكانت من أكبر عناوين القرن العشرين حسب إحصاء للعناوين المهمة على أكبر صحف العالم، جملة محمد علي كلاي: "ديني يمنعني!". الآن جاء من يطمس صورة الإسلام الحقيقية بأكثر مما يحلم به الحاقدون عليه من الذين يدعون أنهم من المسلمين، ويجيزون سفك الدماء التي لا ذنب لها والتي حرمها الله تحريما قاطعا، ويجيزون الغدر بالمسالمين. وقتها كان يجب أن نعمل على إظهار ديننا كما نؤمن به، وبالذات نحن السعوديين الذين لا نحمل السلاح كشعب بشكل عام ولا نحبذ اقتناءه ولا استخدامه. قصرنا في ذلك. بعد 11 سبتمبر خاطبنا أنفسنا كالعادة، بينما كتب مسلمون هنود وباكستانيون وأفغان ومنصفون كتبا ومقالات ومن أشهرها كتاب "لماذا أنا مسلمة؟" كتبته فتاة باكستانية اسمها "أسماء جل حسن"، وظهرت بالغلاف عادية بوجه بشوش كأي فتاة في العالم في عمرها، وكان الكتاب الأكثر انتشارا ومبيعا على قائمة كتب "نيويورك تايمز". ودار حوله تقريظ وثناء بكل مطبوعة، واستقبلت بعشرات البرامج وفي احتقان السنوات القليلة بعد 11 سبتمبر كان الكتاب فرجا مضيئا في الميديا العالمية.
كتاب الأسبوع
"كتابات على الجدار Writings on the Wall، لمؤلفه كريم عبدالجبار لاعب السلة الأسطوري الأمريكي المسلم، وهو كاتب جيد بل محترف يكتب في عدة مطبوعات أمريكية، منها مجلة "التايم" الأمريكية، والكتاب جيد وسلس وواقعي ومنطقي ويظهر فعلا في وقته لمعالجة عدة مواضيع تشغل الرأي العام الأمريكي الآن وهي: العدالة الاقتصادية، والعنصرية، وتجارة الرياضة.. والإسلام".
والمهم
جاستا (القانون الذي يفوض محاكمة رعاة الإرهاب على التراب الأمريكي) سلاح ذو حدين. وفي رأيي أنه لن يمضي سهلا مهما تجمعت أصوات الكونجرس والنواب، لأنه بحدين قاطعين.. أحدهما على الرقبة الأمريكية.. وربما أقواهما قطعا!