«قصر المصمك» .. صور تاريخية ومقتنيات أثرية تحكي نضال الأجداد
ما زال قصر المصمك رمزا من الرموز المشرفة للمملكة كونه شاهدا على عصر النضال والوحدة، لاسيما كونه اللبنة الأولى في ملحمة استرداد الرياض، التي ضربت للعالم أشجع الأمثلة في توحيد بلاد الحرمين، ونهضتها، فما بين الصور التاريخية والأفلام الوثائقية التي تطلع الأجيال الحالية على نضال آبائهم وأجدادهم، يشهد متحف المصمك التاريخي في الرياض إقبال الطلبة والطالبات من إدارات التعليم من عدة مناطق بالمملكة، إذ يتم إطلاعهم على اللوحات والصور، والأفلام الوثائقية التي تقص عليهم ملحمة استرداد الرياض. وتتضمن زيارة الطلاب والطالبات لمتحف المصمك، التي تستمر طوال أيام الأسبوع، الاطلاع على ما يحتويه من لوحات وصور وخزائن وعروض مرئية، ومشاهدة فيلم استرداد الرياض، بجانب الاستماع لشرح عن كفاح الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لتوحيد السعودية، كما يتم تقديم عديد من المطبوعات الخاصة بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كهدايا للطلاب والطالبات في نهاية كل زيارة.
وأوضح ناصر بن عبدالكريم العريفي مدير متحف المصمك، أن تخصيص المصمك أياماً محددة لاستقبال الطلاب والطالبات يسهم في تعزيز الانتماء الوطني للطلبة والطالبات، وتعريفهم بما تضمه مناطق المملكة من تراث وطني وحضاري من خلال زيارة المتاحف وإطلاعهم على البعد الحضاري والتاريخي للمملكة.
وأكد العريفي أن المصمك شارك في الاحتفال باليوم الوطني الـ86 للمملكة، من خلال فتح أبوابه للزوار طوال ثلاثة أيام ابتداء من الساعة الثامنة صباحاً حتى العاشرة مساءً، مع تقديم الخدمات الإرشادية اللازمة من قبل منسوبي المتحف، حيث بلغ عدد زوار المصمك خلال اليوم الوطني ما يقارب 19 ألف زائر من جميع فئات المجتمع عائلات وأفرادا.
وأشار مدير متحف المصمك إلى أن مقتنيات المتحف وما تحتويه قاعاته من معلومات تاريخية تعد من أهم وسائل الجذب للزوار لما تمثله من أبعاد وطنية تجسد هوية هذه الأمة وتاريخها وتوحيد شعبها على يد الملك عبدالعزيز. يستقبل المتحف الزائرين طوال أيام الأسبوع، حيث تم تخصيص أيام الأحد والثلاثاء والخميس لمدارس البنين والرجال، فيما خصص يوما الإثنين والأربعاء لمدارس البنات والعائلات، وذلك بالتزامن مع بداية العام الدراسي.
يذكر أن قصر المصمك الذي تم بناؤه عام 1895 يقع في الركن الشمالي الشرقي للرياض القديمة قرب السور القديم، حي الديرة، وقد كان المصمك مسرحاً لمعركة فتح الرياض، التي لا تزال آثار تلك المعركة الشهيرة موجودة على باب القصر.
ويعتبر قصر المصمك من مباني الرياض الأصلية الباقية إلى الوقت الحاضر، ويحوي الآن بداخله متحفاً مخصصاً لتوحيد السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
والمصمك يعني البناء السميك المرتفع الحصين، وقد استخدم كمستودع للذخيرة والأسلحة بعد فتح الرياض 1902، وبقي يستخدم لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى معلم تراثي، يمثل مرحلة من مراحل تأسيس المملكة.
ففي عام 1400 هـ أعدت أمانة مدينة الرياض دراسة خاصة لترميم المصمك، ثم تبنت فيما بعد وزارة المعارف (ممثلة في الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف) بالتنسيق مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برنامجًا لتحويل هذا المعلم إلى متحف، يعرض مراحل تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز، حيث تم افتتاحه في أوائل عام 1416هـ الموافق 1995م تحت رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض آنذاك.