حائل ..ضعف الدورات المقدمة يشل نشاط الصيانة في سوق الاتصالات
أدى ضعف الدورات المقدمة في مجال صيانة الجوالات إلى شل السوق، وقلة الإقبال، حيث اتسمت عديد من الدورات بالسطحية، كونها اقتصرت على فك وتركيب البطارية والشاشة فقط ولنوع واحد من أنواع الهواتف الذكية.
وأكد لـ"الاقتصادية" مشعل الفقيه أحد ملاك محال الاتصالات، أن ضعف الدورات المقدمة من المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني في حائل، شكل عائقا كبيراً أمام الشباب في العمل في الصيانة، ما تسبب في عدم وجود خدمة الصيانة في عديد من المحال.
وأشار الفقيه إلى اعتماد كثير من الشباب على قنوات يوتيوب لتعلم صيانة بعض أعطال الهاتف، وذلك لعدم وجود دورات أساسية متخصصة وأكثر شمولية.
بدوره، أوضح نايف الشمري موظف صيانة في أحد المحال، أن الدورات تعد من المعضلات الكبيرة التي واجهت الشباب، لما تتسم به من السطحية، ما يؤدي إلى عدم الاستفادة منها، وبالتالي عدم مواصلة الشباب طريقهم في العمل في الصيانة.
ولفت الشمري إلى أن الشباب الذين يقومون بالصيانة، اكتسبوا خبراتهم بالممارسة والعمل مع الأجانب في الفترة السابقة، مشيرا إلى حرص كثير منهم على تبادل الخبرات والتعاون فيما بينهم، مطالبا بتنظيم دورات وبرامج في أساسيات الصيانة وعلى جميع أنواع الهواتف.
من جهته، تحدث سالم الشهري عن معاناة الشباب في السوق، المتمثلة في قلة قطع الغيار المتوافرة، إلى جانب ارتفاع أسعار الجملة كثيرا عن السابق، حيث يرفض كثير من التجار البيع للشباب بنظام الآجل، أسوة بتعاملهم سابقا مع الأجانب، ما تسبب في مشكلات كثيرة للبعض، لاسيما أن 80 في المائة من ملاك المحال الآن شباب وجدد على السوق ولا يملكون التمويل الكافي.
وطالب الشهري رجال الأعمال وأصحاب محال الجملة بالوقوف معهم والبيع لهم بالآجل وطلب الضمانات والكمبيالات التي تضمن حق التاجر، مشيرا إلى أن بعض المحال ما زالت تدار من قبل أجانب، يوقفون سياراتهم ويدخلون السوق على أنهم متسوقون ويشرفون على محالهم.
وبين، أن قلة تخصص الصيانة في السوق دفع العمالة الأجنبية للعودة له من خلف الكواليس والاتفاق مع بعض أصحاب المحال لصيانة هواتف عملائهم من منازلهم، حيث يتم أخذ الجوال من العميل وصيانته في منزل العامل الأجنبي وإعادته للعميل.
من جانبه، شدد صالح الأحمري مدير عام فرع وزارة العمل في حائل، على ضرورة التزام أصحاب محال الاتصالات باللوائح والأنظمة حيال سعودة جميع المهن في سوق الاتصالات وعدم تشغيل العامل الأجنبي في محال الاتصالات في أي مهنة كانت.
وأكد الأحمري، خلال زيارة مفاجئة لسوق الاتصالات التقى خلالها كثيرا من الشباب واستمع لبعض المشكلات التي تعيق عملهم في السوق بعد السعودة، أن مكتب العمل يقوم بجولات تفتيشية ورقابية على مدار اليوم في السوق لرصد المخالفات.
ولفت إلى وجود ثلاثة فرق رقابية تعمل بشكل دائم في السوق، رصدوا عديدا من المخالفات وتم تغريم المخالفين بغرامات متفاوته وصلت إلى 120 ألف ريال لأحد المحال الذي أغلق بسبب تكرار المخالفة وتشغيل عمالة أجنبية في قسم الصيانة.
وتلخصت مطالبات الشباب في سوق الاتصالات لمدير مكتب العمل في ضرورة تكثيف الدورات الأساسية في مجال الصيانة وتعليم ثقافة التجارة والبيع للشباب وذلك لضعف الدورات التي أقيمت لهم في مجال الصيانة.
ودون مدير عام فرع وزارة العمل في حائل جميع مطالب الشباب وملاحظاتهم وعلق على مطالبهم قائلا: "بخصوص دورات الصيانة عقدت المؤسسة العامه للتدريب التقني والمهني منذ بدء تطبيق القرار عديدا من الدورات في عده مجالات من أهمها دورات الصيانة الأساسية سواء من خلال كلية التقنية أو المعهد المهني الذي تم تخريج ما يفوق 500 متدرب، مؤكد إقامة دورات متقدمة خلال الفترة القادمة.
وأكد أن التدريب يعد من أولويات الخطط التي وضعتها وزارة العمل لدعم الشباب في قطاع الاتصالات، مع حرص الوزارة على أن يحظى الشباب المتقدمون لدخول مجال بيع وصيانة الجوال على الحصول على التقنية الحديثة تسهيلاً ودعماً لهم في مسيرتهم الوظيفية.
وحيال العمالة الوافدة وطرق تحايلها على النظام من خلال العمل على صيانة الجوالات في منازلهم تجنباً للوقوع في مصيدة المخالفات قال: لم نلحظ وجود هذه الظاهرة وسوف يتم التعامل بكل حزم وسرعة في تطبيق النظام لمن يثبت ارتكابه هذه المخالفة التي تعد مخالفاتها رادعة وتصل لترحيل العمالة الوافدة وفق المادة الـ39 من نظام العمل.