خطيب المسجد الحرام: العام الجديد فرصة لإصلاح ما فسد وتدارك ما فات
أكد الدكتور أسامة خياط إمام وخطيب المسجد الحرام، أهمية اغتنام دخول العام الجديد، لإصلاح ما فسد، وتدارك ما فات، واستكمال ما نقص، بالسعي إلى الترقي في مدارج الباقيات الصالحات، واستباق الخيرات.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس، إن إشراق شمس شهر الله المحرم هو مطلع عام جديد، وبداية مرحلة من مراحل العمر، تبعث على السعادة والغبطة، وتشيع السرور في جنبات النفس أن من الله على عبده، فأمد له في أجله، وأطال في عمره، حتى أدرك ما قعد بغيره الأجل عن إدراكه، وحظي بما حرم منه من أمسى رهين قبره من أهله وإخوانه وأحبته وعشرائه وتلك نعمة ما أجلها، ومنة ما أعظمها، وما أعظم حق المنعم بها سبحانه في وجوب الشكر له عليها.
وأوضح أن خير ما يقع به الشكر لله المنعم بهذا الإمداد، والفسحة في الأجل أن يبدأ المسلم عامه بالصيام الذي تروض فيه النفس على كبح جماحها إزاء الشهوات المحرمة، والنزوات والشطحات، وتسمو به لبلوغ الكمالات الروحية، وتغدو به أقرب إلى كل خير يحبه الله ويرضاه، وأبعد عن كل شر حذر منه ونهى عنه.
وأضاف، أن للصيام في هذا الشهر فضلا عظيما، والصوم حين يقع في شهر حرام، فإن الفضل يقترن فيه بالفضل فيتأكد فعله بشرفه في ذاته وبشرف زمانه.
وبين أهمية صوم يوم عاشوراء، ذلك اليوم الذي نصر الله فيه موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ومن معه من المؤمنين على الطاغية فرعون الذي علا في الأرض وجعل أهلها شيعا، يستضعف طائفة منهم، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، الذي تمادى به الطغيان، فكان عاقبته الإهلاك بالغرق في اليم، جزاء استكباره هو وجنوده في الأرض بغير الحق وكان أن قص الله نبأ نهاية طغيانه، وقطع دابر ظلمه، في قرآن يتلى؛ ليكون عبرة للمعتبرين.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن يوم عاشوراء مع كونه يوم النصر لموسى وقومه على الطاغية فرعون؛ فإنه من أيام الله التي جعل لها من الفضل العظيم ومن السنة: أن يصام يوم قبله، أو يوم بعده فخذوا بحظكم من هذا الخير يا عباد الله وعظموا ما عظمه الله من أيام باتباع سنة خير الورى صلوات الله وسلامه عليه واقتفاء أثره، والاهتداء بهديه، والحذر من الابتداع في دين الله ما لم يأذن به الله، ولم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي المدينة المنورة تحدث عبدالله البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي عن مرور الأزمان وانقضائها عاما بعد عام وعن الأشهر الحرم وفضل وعظمة شهر المحرم.
وقال في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي أمس، إن الزمان سيار وقد أدبر عامه واستدار وما مضى فلن يعود وكل لحظة تمر تزفك عبد الله إلى يومك الموعود وشاهد ومشهود وإلى فراق ولحود فاغتنم الفرصة وحاسب نفسك قبل أن تحاسب، مشيرا إلى أن من حاسب نفسه في الدنيا خفف عنه الحساب يوم القيامة.
وأوضح أن الأمة الإسلامية قد دخلت في عام جديد بدايته شهر حرام ونهايته شهر حرام طابت غرته وبورك في سائر أيامه وأوقاته وأزمانه، مؤكدا أنه يجب على المسلم أن يحرص على استقبال عامه الجديد بطاعة الله عز وجل والانقياد لأوامره والاستعداد للقائه وأن يستشعر ويعرف الأشهر المحرمة، حرمتها، وفضلها، ومكانتها، وتلك طاعة يلتمس ثوابها ويحذر من عقابها. وأضاف أن الله عز وجل افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان ولا أعظم عند الله من المحرم، مشيرا إلى أن شهر المحرم كان يسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه، وقد رغب الشارع سبحانه في صيامه تطوعا فعلى المسلم أن يحرص أن يكون له أكثر نصيب من فضله.
ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي الله سبحانه وتعالى أن يمن على المسلمين في هذا العام الجديد بعز وتمكين ونصر مبين وأن يؤلف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم ويوحد صفهم.