صالة العزاء والبيان
البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية عن حادثة قاعة العزاء في صنعاء واضح وصريح، ولكنه أثار بعض اللغط. أستسمحكم أن أعرض النص كاملا، ثم أتبعه بتعليق سريع. قال الخبر: “أعربت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء هذا اليوم السبت 8 أكتوبر 2016 جراء الأعمال القتالية الدائرة منذ استيلاء الانقلابيين على السلطة هناك في سبتمبر 2014.
كما تؤكد قيادة قوات التحالف أن لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر. وسوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وسيسعى فريق التحقيق للاستفادة من خبرات الجانب الأمريكي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات.
وسوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق”.
هذا نص الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية فيما يخص استهداف قاعة للعزاء في صنعاء. وقد تكررت المعلومات نفسها في نص الرسالة التي قامت البعثة السعودية للأمم المتحدة بتسليمها إلى مجلس الأمن.
من الواضح أن هناك من قرأ البيان بشكل ناقص ومغلوط، هذا الكلام ينطبق على بعض المواقع العالمية مثل BBC وسواها من الصحف، ناهيك بالقراءة المغلوطة التي ركزت عليها صحف عربية مثل الأهرام المصرية، أما الإعلام المحسوب على الحوثيين وعلى النظام الإيراني ومن يدورون في فلكهم فإن رواياتهم دوما مكذوبة.
من الضروري هنا أن نذكر أن قوات التحالف نفت استهداف هذا الموقع، وقد أراد البعض استغلال اللغة الدبلوماسية التي تمت من خلالها صياغة البيان لتحميله تفسيرات غير صحيحة. من البدهي أن الموتور والمسكون برغبة الإساءة يفتش عن عبارات تجعله يصوغ القصة بشكل مغاير لواقع الحال. لقد سارع الحوثيون غداة الحادثة إلى محاولة إزالة آثار التفجير بهدف التلاعب بالأدلة، وهذا الأمر أدانته حتى أسرة الرويشان التي كان عزاء قاعة صنعاء يخصها. وحتى تنتهي لجنة التحقيقات من تحديد المتسبب في هذه الجريمة، فإننا نحتاج إلى خطاب إعلامي عالمي يواجه القراءات والتفسيرات غير البريئة، ويتصدى للإعلام الرديء.