المغير .. شغفه بالطهي يدفعه إلى تأسيس أول أكاديمية سعودية للطعام

قيل له يوما إنه لن يحقق أي نجاح عن طريق مهنة الطهي التي اختار دراستها والعمل في مجالها، ولكن شغفه بهوايته وتطبيقه للمثل المتعلق بمهارته "القدر ما يركب إلا على ثلاث"، ساعدته ليكون محكما دوليا معتمدا في فنون الطهي وشريكا في أول أكاديمية سعودية متخصصة بتعليم الطهي، التي نجحت بتدريب نحو خمسة آلاف متدرب خلال عام ونصف، وتوظيف نحو 20 شابا وفتاة بين وظائف متنوعة بين الطهي والإدارة.

يروي الشيف سلطان المغير البالغ من العمر 25 عاما والمتخرج في كلية السياحة والفندقة في المدينة المنورة حاصل على المرتبة الأولى على الدفعة في تخصص (إنتاج طعام)، وبجانب حصوله على جائزة التميز العلمي عام 2012، لـ "الاقتصادية" قصة نجاحه الثرية التي تستشعر روعة التعرف على تفاصيلها مشابه لمذاق الأطباق التي يصنعها.

ويقول الشيف المغير إنه بعد أن تخرج وعمل في عدة مطاعم وفنادق واكتسب خبرة كافية بدأ في التفكير في آلية لدعم الطهاة المحترفين ومحبي الطعام من الهواة أو البادئين في السعودية، وفي النهاية قرر على العمل على تأسيس أول أكاديمية في السعودية متخصصة في الطعام وطرق إعداده بالتعاون مع الشيف هاني زين وزوجته الشيف فيفيان فييرا.
#2#
الأكاديمية الآن تعرف باسم "آرتيستك فوود لاب"، وأصبح سلطان المغير شريكا مؤسسا، وقائدا لهذه الأكاديمية المختصة بتقديم الدورات التدريبية وإعداد مسابقات الطهي، التي يحلم بأن تكون إرثا مهنيا علميا ثقافيا يجعل الشباب السعودي المصدر الأول للطهاة المحترفين وصناع الأغذية والمشروبات والضيافة على مر الزمان.

وأكد المغير أنهم بدأوا بفكرة المشروع من الصفر ريال وانطلقوا من اللا شيء إلى كل شيء؛ لأن المشروع يعتمد على الاستثمار في المهارات المهنية والكوادر العاملة، حيث بدأوا بتقديم الدورات التدريبية باستئجار قاعة في أحد الفنادق أو في أحد مراكز التدريب الأهلية، ليستطيعوا قراءة ودراسة المحيط بتأسيس أول مقر فعلي لمشروعهم، كما عمل المغير على ابتكار وصفات خاصة بالأكلات الإيطالية بحكم تخصصه.

ويستطرد الشيف سلطان بلهجة مفعمة بالحماس أن عدد المستفدين من برامج وخدمات الأكاديمية يزداد يوما بعد آخر، حيث استطاعت الأكاديمية أن تدرب ما يقارب خمسة آلاف شخص خلال عام ونصف واستطاعات الأكاديمية جذب عديد من الشركات التي أصبحت من العملاء المستثمرين، ويطمح أن تكون "آرتيستك" المرجع الأساسي للطهاة المحترفين ومحبي الطعام وصناع الأغذية والضيافة والسياحة في السعودية والعمل على إقناع الشباب السعودي بالانخراط في المجال واعتباره مهنة مستقبلية.

وأبان المغير أن العوائق والتحديات التي واجهته كانت بتقبل المجتمع لفكرة الطاهي السعودي المتمكن، وقلة دعم المؤسسات الحكومية أو رجالات الأعمال لمشاريع الطهاة، لكن الاعتماد على النفس هو النجاح بحد ذاته، فالنجاح الذي حققه الآن يثبت للجميع أننا كشباب سعوديين نستطيع تحويل الفحم إلى ألماس بمجهوداتنا الخاصة لنصنع نجاحا يراه الجميع.

ونصح المغير الشباب بالاعتماد على النفس والفخر بأنفسهم وعدم الاعتماد على الراحة التامة دون بذل مجهودات للحصول على النجاح والمال مع عدم التردد بتجربة الأفكار التي تراود عقله، حتى لو فشلت بالبداية فالفشل دليل المحاولة، وتكرار المحاولات سيكون طريق نهايته الفوز والنجاح دوما.