60 ألف مشجع .. حماهم الله
أحبطت الجهات الأمنية عمليتين إرهابيتين لتنظيم «داعش» الإرهابي، كانتا تستهدفان رجال الأمن، وملعب الجوهرة في مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة عبر سيارة مفخخة، إضافة إلى الإطاحة بـ17 إرهابيا ينتمون للفكر الإجرامي كانوا يخططون لأعمال تخريبية وتعطيل الحياة العامة وقتل الأبرياء في عدد من مناطق السعودية.
وقال اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، إن التنظيم الإرهابي «داعش»، تحول لتجنيد الأجانب في المملكة لفشله في تجنيد السعوديين، وذلك لعدم ثقته في حماس الشباب بالانضمام إلى تنظيمهم الإجرامي، مبينا أن من غير المستبعد وجود ارتباط وتنسيق بين تنظيم «داعش» والميليشيات الحوثية في اليمن بعد إحباط عمل إرهابي كان يستهدف ملعب الجوهرة بالتزامن مع إطلاق الحوثيين لصاروخ باليستي باتجاه السعودية في اليوم ذاته.
«داعش» تتنصل
وذكر خلال المؤتمر الصحافي في نادي ضباط قوى الأمن الداخلي في الرياض أمس، أن التنظيمات الإرهابية لا تهتم بمن تجندهم عقب تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، حتى وإن صورت لهم ذلك وأقنعتهم به، مستشهداً بأولئك الذين قبضت عليهم الجهات الأمنية بعد تنفيذهم عمليات إرهابية، أو جرى القبض عليهم وإحباط عمليات إجرامية كانوا يخططون لتنفيذها، مدللاً على ذلك بحرص وتفضيل تلك المنظمات الإرهابية للمهام الانتحارية أكثر من أي مهام إرهابية أخرى، لضمان هلاك المجنّد وانتهاء فرص الحصول على معلومات قد يدلي بها بعد القبض عليه، وتسهم في الكشف عن مخططات لعمليات وتفاصيل أخرى.
ولم يستغرب اللواء التركي خلال إجابته على استفسارات «الاقتصادية» من تحول وجهة تنظيم «داعش» للملاعب، مشيراً إلى أن من يستهدف بيوت الله والمسجد النبوي فلا غرابة أن يستهدف أماكن تجمع الناس، حتى لو قتل مئات الآمنين، خاصة أن هؤلاء الإرهابيين لا عهد لهم ولا ذمة، وغرر بهم لاستهداف الأبرياء دون ذنب.
صغار السن هدفهم
وأوضح أن اختيار التنظيم الإرهابي صغار السن التي لا تتجاوز أعمارهم 25 عاماً الهدف منه استغلالهم، والتغرير بهم، والاستفادة من هوياتهم في تأجير السكن والسيارات وغيرها، منوهاً بدور المجتمع السعودي في رفع الوعي لدى أفراده بخطر الفكر التكفيري على الوحدة الوطنية واستهدافه أمن الوطن وقدراته ومكتسباته، مشدداً على أن هذا العمل أسهم بشكلٍ مباشر في الحد من قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد شباب الوطن لتنفيذ عمليات تخريبية إرهابية داخل المملكة.
#2#
وقال التركي، إن الأوضاع في السعودية لا تدعو إلى القلق، وإن مثل هذه العمليات التي تحبط دليل على قوة الأجهزة الأمنية في المملكة ويقظة رجال الأمن، مؤكداً أنهم جاهزون في صد أي اعتداء عبر الحدود من محاولات الإرهابيين للتسلل.
لا خوف على ملاعبنا
وطمأن متحدث الداخلية محبي كرة القدم من أنه لا خطر عليهم من حضور المباريات، وأن إحباطهم للعملية الإرهابية التي كانت تستهدف ملعب الجوهرة دليل على يقظة رجال الأمن، داعياً الجماهير الرياضية إلى مساندة أنديتهم، وعدم الاهتمام بمثل هذه التهديدات.
وقال إن الجهات الأمنية المختصة من خلال متابعتها التهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن المملكة ومقدراتها وتعقب القائمين عليها، تعاملت مع معلومات عن أنشطة وتهديدات إرهابية مرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي في الخارج وبلوغ الترتيبات فيها إلى مراحل متقدمة تُشير إلى وجود أعمال إرهابية وشيكة الوقوع، ما ضاعف من وتيرة الجهود الأمنية المبذولة لاستباق ما يخطط إليه والحيلولة دون وقوعها.
خلية شقراء
وأشار إلى أن الجهات الأمنية أطاحت بخلية إرهابية، مكونة من أربعة أشخاص تتخذ من محافظة شقراء منطلقاً لأنشطتها التي ركزت على استهداف رجال الأمن، وتواصل عناصرها في ذلك مع أحد القيادات بتنظيم داعش الإرهابي في سورية وتلقي التعليمات والأوامر منه للعمل على تنفيذها.
#3#
وأوضح أنه بعد تحديد هويات عناصر هذه الخلية، جرى وفق عملية متزامنة القبض عليهم، مبيناً أنهم أقروا تحقيقياً في أقوالهم بعلاقتهم المباشرة بهذه الخلية ونشاطهم فيها، وتواصلهم مع عناصر التنظيم في سورية، ورصدهم عددا من رجال الأمن يعملون بجهات أمنية مختلفة في مناطق (الرياض، تبوك، الشرقية) وتمرير معلوماتهم إلى التنظيم في الخارج استعدادا لاستهدافهم لاحقاً وفق ما يصدر لهم من توجيهات من التنظيم الضال.
وأكد أنه تم إيقاف ستة أشخاص آخرين سعوديي الجنسية لتوافر ما يفيد علاقتهم بالمذكورين، وأنه يجري التحقيق معهم في علاقتهم بالخلية ونشاطاتها.
وحول محاولة استهداف ملعب الجوهرة في جدة، قال إنه بتاريخ 8 المحرم 1438هـ توافرت معلومات تفيد بوجود تهديد إرهابي يستهدف ملعب الجوهرة في مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة أثناء مباراة منتخبي السعودية والإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي أقيمت يوم الثلاثاء الموافق 10 المحرم 1438هـ، باستخدام سيارة مفخخة يتم وضعها في المواقف التابعة للملعب، وقد تعاملت الجهات الأمنية مع التهديد بأقصى درجات الجدية، وفرضت على الفور مزيداً من التعزيزات والتدابير على الموقع بكامل محيطه للتعامل الحاسم مع أي حالة اشتباه يتم رصدها، وضاعفت في الوقت ذاته من جهودها الميدانية بحثاً وتقصياً عن الأطراف المشتبه بعلاقتهم بالتهديد، وهو ما مكن من تحديد هوياتهم والقبض عليهم بتاريخ 9 المحرم 1438هـ.
#4#
#5#
وأوضح أنه في إطار التحقيقات القائمة في عدد من القضايا الإرهابية التي وقعت خلال الفترة الماضية في محافظة القطيف ومدينة الدمام، وتمثلت في استهداف مواطنين ومقيمين ورجال أمن، وتخريب للمرافق العامة والمنشآت الأمنية والاقتصادية، وتعطيل الحياة العامة، وما أسفرت عنه نتائج تلك التحقيقات المدعومة بالفحوص المخبرية الجنائية للآثار المتخلفة عن هذه الجرائم بتورط عدد من الأشخاص الخطيرين في هذه القضايا.
لا تتضايقوا من الإجراءات الأمنية
وطالب التركي المواطنين والمقيمين بعدم الضيق من بعض الإجراءات الأمنية في بعض الأماكن، مشدداً على أن ذلك في مصلحتهم، وحماية لهم من أي أذى.
وحذر من التعامل مع الإرهابيين، حيث إن ذلك يجعل كل من يتعامل معهم عرضة للمحاسبة، مبينا أن الإعلان فرصة سانحة لأولئك الذين اُستغلوا من قبل هؤلاء المطلوبين خلال الفترة الماضية بتقديم خدمات لهم، بأن يتقدموا إلى الجهات الأمنية لإيضاح مواقفهم تفاديا لأي مساءلة نظامية قد يترتب عليها مسؤوليات جنائية وأمنية وتوجيه الاتهام بالمشاركة بالأعمال الإرهابية.
ودعا كل من تتوافر لديه معلومات عن أي من المطلوبين إلى المسارعة في الإبلاغ عنهم، مفيدا بأنه يسري في حق من يبلغ عن أي منهم المكافآت الذي يقضي بمنح مكافأة مالية مقدارها مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين، وتزداد هذه المكافأة إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية إرهابية.