«زين السعودية»: رخصتنا الأغلى عالميا كمشغل ثالث .. وقرار التمديد سيعالج سلبياتها
اعتبر حسان قباني الرئيس التنفيذي لشركة زين السعودية أن الأمر السامي بتمديد الرخصة لشركات الاتصالات سيحدث نقلة نوعية تسهم في دعم نمو القطاع، مؤكدا في الوقت نفسه أن الشركة تنظر إلى القرار على أنه مفيد لقطاع الاتصالات بشكل كامل، إلى جانب أهميته الكبيرة بالنسبة لتنوع الاقتصاد في ظل “رؤية 2030”، وأهميته لقطاع الاتصالات في تحريك العجلة التنموية والاقتصادية.
وأكد قباني خلال حواره مع “الاقتصادية” أن هذا القرار سيساعد بشكل أكبر في إحداث التوازن المطلوب في قطاع الاتصالات، لافتا النظر إلى أنه على الرغم من وجود قرارات تساعد على تحرير خدمات الاتصالات إلا أن القطاع لم يتخلص بشكل كامل من الاحتكار المتركز، الأمر الذي سيجعل من المرحلة المقبلة أكثر تنافسية بين شركات الاتصالات في تقديم خدمات متطورة تلبي حاجة الجمهور.
وفي حديثه عن قرار توثيق البصمة أفاد قباني بأن شركات الاتصالات تخوفت في البداية من تطبيق هذا النظام، مبينا أنه بعد التطبيق اتضح نجاح المشروع وأهمية العمل به من قبل الهيئة والشركات.
كما تحدث قباني عن كثير من الأمور نستعرضها في ثنايا الحوار.
بداية، كيف تنظرون إلى قرار الدولة فتح باب تمديد رخص مشغلي الاتصالات؟
لا بد لي هنا من توجيه التحية والشكر باسم "زين" وجميع العاملين بالشركة، للقيادة الرشيدة على الأمر السامي الكريم، كما نشكر وزارة المالية ووزارة الاتصالات وتقنية والمعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وكل من كان له دور في تحقيق هذا الأمر وعلى رأسهم الأمير نايف بن سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة الشركة. وفي اعتقادي أن هذه التغييرات من شأنها أن تعطي الشركة انطلاقة جديدة لتدخل في مناخ منافسة عادلة، ولا تشعر بأنها تعيش تحجيما كما كان يحدث في السابق.
وعودة على سؤالك دعني أوضح نقطة مهمة جدا وهي أنه حتى ينجح أي قطاع حيوي مهم مثل قطاع الاتصالات؛ فلا بد من توافر مناخ تشغيلي سليم لجميع المشغلين والشركات العاملة في هذا القطاع، فالأمر السامي الكريم الذي صدر يدل على الاهتمام الكبير لدى القيادة بالتركيز على النواحي الاقتصادية وتعزيزها، إضافة إلى الإدراك التام وغير المستغرب بأهمية قطاع الاتصالات في تنمية الاقتصاد.
وبالتأكيد ستكون هناك فوائد أكبر لقطاع الاتصالات ونقلة نوعية له، وهناك فوائد أكبر أيضا تشمل البلاد، حيث سينعكس ذلك على تحريك عجلة الاقتصاد مع عمل توازن فيه.
وكما نعلم جميعا أن السعودية لديها توجه قوي نحو التحول لاقتصاد متنوع لمجتمع مبني على المعرفة في ظل "رؤية 2030" وسيكون بإذن الله لقطاع الاتصالات القدرة كي يلعب دورا مهما في هذا الاتجاه.
هل نستطيع القول الآن أننا وصلنا إلى مرحلة التنافس العادل بالكامل؟
أعتقد أن شركة زين ظلمت نفسها وظلمت عند دخولها لسوق الاتصالات السعودي، ظلمت نفسها لأنه لم يكن لأحد أن يجبرها على دفع المبلغ الذي دفعته من أجل الترخيص، وكي أوضح أكثر بالنسبة لمعاناة شركة زين في السابق أنها اشترت رخصة تعتبر قيمتها الأعلى على مستوى العالم كمشغل ثالث، وفي وقتها الذين قاموا بالخطوة كانت لديهم رؤية محددة بأن الرخصة التي سيحصلون عليها تختلف عن باقي الرخص.
وظلمت لأنه حينما دفعنا هذه الأموال لم يكن المناخ التنظيمي مساعدا لدخول مشغل ثالث للسوق لديه بالفعل عدد من المميزات التي تسهل عليه دخول السوق والاستحواذ على حصة مناسبة فيه، وهذا الشيء لم يتم لشركة زين عند دخولها للسوق.
لكن أنا اليوم أستطيع القول إن الوضع قد تغير، واليوم يوجد توجه واضح من قبل كل القائمين لدعم القطاع بشكل فعال، ومن ضمن هذه التوجهات هو ما قامت به هيئة الاتصالات من خطوات جادة خلال الفترة الماضية ومنها تخفيض أسعار الترابط ما بين الشبكات، وهذا كان له انعكاس إيجابي على الشركات والعملاء على حد سواء، كما أشير هنا إلى وجود مشروع قادم لزيادة حجم الترددات لكل المشغلين.
ولا أنسى أن أشير أيضا إلى أن السبب في انتشار خدمات الهاتف المتنقل بكل هذه القوة والاعتماد بشكل كبير داخل المملكة جاء بسبب التنافسية، وبالتالي فإنه كلما توافر التنافس العادل والدعم كان ذلك له من مصلحة القطاع والاقتصاد والمستهلك.
هل يعني ذلك زوال الاحتكار في سوق الاتصالات؟
لا ليس بعد، في الواقع التنافس يمضي نحو زيادة كبيرة، وفي السابق كان السوق فيه شيء من المركزية ولم يكن المستهلك يملك حرية التنقل بين أكثر من مشغل، لكن الآن الخيارات أضحت أكثر للمستهلك وهذا أمر جيد، لأن من حقه أن تكون لديه حرية القرار، لأن القاعدة تقول كلما زاد الاحتكار فإن ذلك يسهم في تحديد خيارات المستهلك.
كيف ترون انعكاس هذا القرار على قوائم الشركة المالية؟
جدا إيجابي، ومثل ما تتابعون فإن السوق تجاوب معها بشكل جيد، ولله الحمد، حيث يعد هذا القرار أهم قرار للشركة منذ تأسيسها؛ لأن القرار يتمثل في توفير قيمة عملية الإطفاء العالية المتعلقة بالرخصة التي سددتها الشركة في البداية، بمعنى أن الـ23 مليار ريال التي تم دفعها وضعنا 25 عاما موازية لها بقيمة تزيد على 900 مليون ريال في العام الواحد، الآن وبعد التمديد لشركة زين لـ15 عاما إضافية فإن المبلغ الذي تم دفعه سينطفئ على فترة أطول بطبيعة الحال، بالتالي فإن مقدار التوفير في العام الواحد يبلغ ما قيمته 433 مليون ريال سنويا، مع التذكير بأن مقابل ذلك التمديد فإن "زين السعودية" مطالبة بالالتزام بما قيمته 5 في المائة من الأرباح خلال فترة التمديد.
ومن خلال ذلك نحن نعتزم التنافس والعمل بشكل أكثر جدية حتى نكون في مستوى المسؤولية، ما يبلغنا مرحلة عالية من رضا المستهلك وأن تكون زين المشغل الأمثل بالنسبة له، فخلال الفترة الماضية برهنت "زين" على أنها مشغل مرغوب فيه من قبل أعداد كبيرة من المجتمع خاصة شريحة الشباب التي لديها إقبال كبير على خدمات الإنترنت عبر الهاتف المتنقل، وهذا ما يوجب علينا أن نظهر بالمستوى المطلوب من خلال الخدمات التي سنطرحها ونقدمها في القريب العاجل.
كان لديكم توقيع اتفاقية مع شركة الكهرباء لاستخدام شبكة الألياف الضوئية التابعة لها .. ما أهمية ذلك؟
وقعنا خطاب نوايا مع الشركة السعودية الكهرباء عبر شركة ضوئيات التابعة لها، ومن المعروف أن شركة الكهرباء لديها شبكة ألياف من أكبر الشبكات الموجودة في المملكة، ولكن هذا الاستثمار لم يكن يستخدم بالشكل المطلوب في السابق لأن شركة الكهرباء لديها استخدامات معينة تعتبر السعة الحالية لديها في الشبكة هي أكبر بكثير من تلك الاستخدامات، بمعنى آخر أن الإمداد الكهربائي يصل لكل البيوت والمرافق وما إلى ذلك عبر شبكة ألياف لتقدم أفضل خدمة ممكنة، والشبكة ذاتها يمكن أيضا استخدامها لأمور أخرى.
لذلك نحن نبحث مع شركة الكهرباء آلية الاستفادة من الاستثمارات الموضوعة في شركة زين وشركة الكهرباء والبناء عليها بشكل متكامل، وهذا الشيء مرحب به لأننا من المفترض أن نستثمر في الاتجاه ذاته.
وأقول هنا إنه من الممكن الإبقاء على الاستثمارات الموجودة والبناء عليها لمصلحة البلد والاقتصاد، لذلك توجد اليوم نيات للتعامل مع شركة الكهرباء، والاتجاه ذاته ينطبق على بقية الشركات التي تتوافر فيها الإمكانات ذاتها.
#2#
وأنا أعتقد أن شركة الكهرباء لديها إمكانات كبيرة بإدارتها الحالية، ولا أنسى شركة ضوئيات التابعة لـ"السعودية للكهرباء"، حيث إن لديهم خطة طموحة للتقدم في البنى التحتية بشكل كبير، وهم بالفعل يمضون في توجه لتوفير الشبكات الذكية سواء للكهرباء أو الاتصالات.
والآن أستطيع القول إن خطاب النوايا مع السعودية للكهرباء يمثل بداية لوضع الخطة، وفريق العمل من الطرفين يعمل من أجل استكمالها ووضع دراسة الجدوى لها، ومن ثم يتم عرض الخطة على الشركتين وفي حال الاتفاق ينتقل الموضوع من خطاب نوايا لاتفاقية شراكة وبالتالي يعرض على مجلسي الإدارة، ونمضي للأمام، على أن يكتمل كل ذلك بعد نهاية الخطة التحضيرية.
عدد كبير من العملاء أصبح يفضل الهاتف النقال على الهاتف الثابت هل ستنافسون فيه رغم ذلك؟
اليوم الهواتف لم تعد وسيلة اتصال تربط المجتمع فقط، بل أصبحت رافدا للمعلومات والإنترنت وكذلك الأفلام والصور ومواقع التواصل الاجتماعي والأخبار، إذا فأجهزة الهواتف المتنقلة أضحت اليوم تمثل بوابة الدخول للعالم الرقمي، والمؤكد أن نسبة الاستخدام والإقبال على هذه الخدمات تتزايد بشكل كبير وسريع، وهو ما جعل الشبكات في حاجة إلى كل السعات الموجودة كي تلبي الطلب المتزايد، بمعنى أن الهاتف النقال هو سبب رئيس في تقدم الحياة الرقمية في العالم.
والآن نمضي نحو مرحلة الإنترنت الرقمي، الذي يعطينا جميع المعلومات عن الأشياء من حولنا بمجرد ربطها بشبكة الإنترنت الموجودة، وبالتالي فإن الشبكات الضوئية الثابتة والشبكات الهوائية النقالة وأي تكنولوجيا متاحة مهمة وضرورية، لذا تجد أن الهاتف الثابت مر عليه كثير من الوقت قبل أن يزيحه المتنقل، لكن الناس اليوم أزاحوا الغبار عن الهاتف الثابت لأنه مطلوب لاستخدامات أخرى، كالحلول الذكية في المنزل كالتحكم في الإنارة والتكييف والنوافذ وغيرها، لذا فإنه يجب على الجميع أن يكونوا مستعدين للتطور مع هذه المرحلة.
ونحن في شركة "زين السعودية" نرحب بالشراكة مع أي جهة أخرى في هذا الجانب، وهناك العديد من الشركات لديها استثمارات في الهاتف الثابت، لذلك برأيي ليس من المطلوب أن توفر الشركات المشغلة لخدمات الهاتف المتنقل البنية التحتية لشبكة هاتف ثابت لأن ذلك ليس ذا جدوى للاستثمار، في ظل وجود إمكانية التعاون مع شبكات الهاتف الثابت الموجودة في الأساس، ودعني أضف أنه ليس هناك ما يمنع شركة "زين السعودية" من التعاون مع شركة stc، ويكون بينهما اتفاقات وتستفيد من شبكة الثابت الخاصة بها.
نظام البصمة هل تأثرتم كشركة بعد تطبيقه؟
أولا دعني أتوجه بالتهنئة لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على نجاح تطبيق هذا القرار.
بكل تأكيد ملف البصمة شكل تخوفا كبيرا في البدايات لدى جميع الشركات، وذلك لما له من تأثيرات يمكن أن يلحقها بالقطاع، لكن الآن يجب علينا تهنئة الجميع بهذا الأمر لأنه اتضح أخيرا أن البصمة نهج بالغ الأهمية وكان لا بد من الاعتماد عليه في السوق، حيث إن النظام في السابق كان يشوبه الكثير من الأخطاء، أما الآن لا توجد شريحة تعمل دون أن تكون بصمة الشخص الذي يمتلكها موجودة ومعروفة.
ونحن ولله الحمد في "زين السعودية" وضعنا خطة واضحة وقمنا بتنفيذها لتطبيق نظام البصمة، كما أننا نفذنا العديد من الخطط التي وضعناها لمعالجة المشاكل التي واجهناها في هذا الجانب، والشركات عموما أسهمت بشكل كبير وجاد في تنفيذ القرار بطريقة جيدة جدا.
ولكن بسؤالك هل تأثرنا ...؟ نعم تأثرنا ولكن الشرائح التي تم توقيفها في الأغلب كانت شرائح لا تستخدم بشكل منتظم وبالتالي ليست مصدرا مهما للإيرادات، وبقي معنا من سجلوا أسماءهم وهوياتهم ووثقوا بصماتهم.
والآن نقول إن الأمر، ولله الحمد، تم بشكل جيد، وانتقلنا بالفعل لمرحلة جديدة، والآن كل الشبكات ملتزمة التزاما كاملا بهذا القرار، لما يحمله من فوائد كبيرة تصب في من مصلحة البلد، وأتوقع أن عددا من البلدان الأخرى سيحذو حذو المملكة في تطبيق مثل هذا القرار.
كم عدد مشتركي "زين"؟ وكيف يمكن أن تؤثر الشركة في القطاع في المرحلة المقبلة؟
اليوم أرى أن قطاع الاتصالات مهم للغاية ويمكن أن يسهم بشكل كبير في تنويع الاقتصاد، وأنا جدا متفائل بقدرة شركات الاتصالات على تحريك عجلة الاقتصاد.
"زين السعودية" شركة قوية وقادرة ولديها الخبرة والإمكانات ولديها فرصة الوصول وتقديم خدمات تكون بمنزلة الفخر لنا في قطاع الاتصالات، لدينا الكثير لتقديمه وفق أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات، ومن حقنا في المملكة أن تكون لدينا أفضل خدمات الاتصالات على مستوى العالم، وبكل صراحة هذا ما نعمل بكل جهد على بلوغه وتقديمه.
وهنا لا بد لي من تقديم الشكر لفريق العمل الذي ينشط داخل الشركة من مهندسين وإداريين وتقنيين، فهم من خيرة الشباب السعوديين في مجالاتهم المهنية، ونطمح أن يبذلوا مزيدا من الجهود لتقديم أرفع الخدمات للمشتركين.
الشركة الآن لديها ما يزيد على عشرة ملايين مشترك، وهذه الثقة من هذا العدد الهائل من المشتركين لم تأت إلا بعد مجهودات مكثفة من فريق العمل في الشركة، لذا فنحن الآن من منبركم هذا نتقدم بالشكر الجزيل لجميع مشتركينا على ثقتهم الغالية ونتعهد لهم بأن القادم أفضل، بإذن الله.
بوصفكم صاحب أطول فترة عمل كرئيس تنفيذي لشركة زين ولديكم خبرات عريضة في رئاسة شركات الاتصالات ما طموحكم بعد كل هذه النجاحات؟
الطموح لا يتوقف أبدا، فنحن في "زين السعودية" بحمد الله تمكنا من شق الطريق نحو المزيد من النجاحات ونطمح للمزيد، وبالتأكيد أن "زين السعودية" تعد من أصعب التحديات التي واجهتني بعد خبرة عمل في مجال الاتصالات امتدت إلى 26 عاما ترأست خلالها أربع شركات اتصالات في عدد من الدول و"زين السعودية" الشركة الخامسة، ثلاث شركات من أصل الخمس التي ترأستها تزيد أرباحها على ملياري دولار.
ولكن دعني أعرج على نقطة مهمة هي أن النجاح الذي يحققه أي رئيس تنفيذي لا يكون بمفرده وإنما بتعاون الجميع، فالرئيس التنفيذي في أي منظمة يعتبر قائدا لفرقة موسيقية كل واحد فيها يمتلك الخبرة والموهبة التي تساعده في إنتاج النغم المناسب، وهذا ما ينطبق على الإدارات التنفيذية، لذلك أنا أفتخر كثيرا بـ"زين السعودية" وأفتخر أكثر بأنني أعمل في المملكة العربية السعودية البلد الذي لم نشعر في يوم من الأيام أننا خارج أوطاننا، حيث نجد التعامل الكريم من الجميع.