الإرهاب يستهدفنا جميعا
الصورة الأكثر رواجا وتداولا بعيد الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم التي ستقام في روسيا في صيف 2018، كانت لآلاف من المشجعين السعوديين وهم يتناولون طعام الإفطار في يوم عاشوراء في ساحات ملعب الجوهرة في محافظة جدة قبل مباراة فريقهم الوطني أمام الإمارات.
هؤلاء الأبرياء الصائمون كانوا هدفا لتنظيم "داعش" الإرهابي، حيث أعلنت وزارة الداخلية في بيان قبل أيام إحباط عملية إرهابية كانت تستهدف الجماهير الرياضية الحاضرة في ملعب "الجوهرة" أثناء مباراة السعودية والإمارات وقدر عددهم في ذلك اليوم بأكثر من 60 ألف مشجع.
إحباط العملية الإرهابية التي استهدفت الجماهير في «الدرة» في مهدها، دلالة على يقظة رجال الأمن في السعودية ودلالة أيضا على تمرسهم في مواجهة الإرهاب، فالسعودية من أولى الدول التي عانت الأرهاب ولا تزال تعانيه، ورجال أمنها هم أول من حمل راية الحرب ضد الإرهاب والتكفيريين في وقت كان العالم الغربي يأويهم ويرعاهم ويصنفهم من أصحاب الرأي والفكر، ولم تكن العملية تلك هي الاستباقية الوحيدة بل سبقها إحباط العشرات والمئات من العمليات التي كانت تستهدف المدنيين والآمنين بفعل يقظة الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية.
ذلك التخطيط الإجرامي الذي استهدف الجماهير الرياضية وأحبطته الجهات الأمنية، لهو دليل على أن لا أحد في السعودية إلا وهو هدف لإرهاب «داعش» وكل الجماعات الإرهابية الأخرى. لم يستثنوا أحدا، استهدفوا في البداية الأجانب، ثم رجال الأمن والمساجد، حتى الوالدين والإخوة وأبناء العمومة والأقارب لم يسلموا منهم، والآن نشاهدهم وهم يستهدفون الجماهير الرياضية بحثا عن أكبر عدد من الضحايا، لا هم لهم إلا القتل واستباحة الدماء وإزهاق الأرواح وترويع الآمنين والمصلين كما حدث في المسجد النبوي في شهر رمضان المبارك الماضي.
تلك الآلة الإجرامية تستهدفنا جميعا، نساء ورجالا وشيوخا وأطفالا لا خطوط حمراء أمامها، وبالتالي فالحرب هي حربنا جميعا ولا تقتصر على رجال الأمن والجهات المختصة، بل يجب أن يخوضها كل المواطنين وأن يصطفوا خلف أبنائهم من رجال الأمن ليس من خلال حمل السلاح، بل من خلال اليقظة والإبلاغ عن أي حالة اشتباه أو أمر يثير الشك والريبة وأن نسارع جميعا إلى التواصل مع الجهات الأمنية عبر الرقم "990"، المخصص للإبلاغ عن الإرهابيين والمجرمين وكل أمر يثير الشك.