محمود عبدالعزيز .. أيقونة الفن السابع عربيا
لم يكن الخبر هذه المرة شائعة. محمود عبدالعزيز فارق الدنيا وأغمض عينيه للمرة الأخيرة، بعدما خاض صراعا مع المرض، تاركا وراءه أفلاما ومسلسلات شغلت الدنيا وترسخت في ذاكرة الجماهير، وصارت أيقونات لا تنافس.
ويعتبر كثيرون أن تميز عبدالعزيز الأكبر كان في الفن السابع "السينما"، فقدم 90 فيلما سينمائيا، وكانت الفاتحة مع فيلم "الحفيد" عام 1974، وصعد إلى دور البطولة في العام التالي عندما أدى دور ضابط أصيب بالشلل أثناء الحرب.
ومثل كثيرين من الساحة الفنية، لم يدرس الممثل عبد العزيز "70 عاما" التمثيل، بل نال درجة البكالوريوس في الزراعة وبعدها درجة الماجستير في التخصص ذاته، إلا أنه سرعان ما اتجه إلى التمثيل مطلع سبعينيات القرن الماضي مستندا إلى موهبته.
وعمل عبدالعزيز على تنمية موهبته أثناء دراسته الجامعية، إذ انضم إلى فريق المسرح في جامعة الإسكندرية، وكان بوابته إلى طريق الشهرة مصريا وعربيا.
ولد محمود عبدالعزيز محمود في عام 1946 في حي الورديان في مدينة الإسكندرية لأسرة متوسطة الحال. ترعرع ودرس في المدينة الساحلية، لكن جل حياته فيما بعد أمضاه في القاهرة، التي ذهب إليها طلبا للشهرة رغم معارضة والدته، حيث كانت ساحة إنتاج أعماله الفنية الغزيرة خاصة في الفن السابع.
كانت بداية معرفة الجمهور بالفنان الراحل من خلال مسلسل "الدوامة" عام 1973، وأدى فيه عبدالعزيز دور الصحفي "ثقيل الظل"، ونال المسلسل شعبية كبيرة.
وظل محمود عبدالعزيز في ميدان المسلسلات التلفزيونية والإذاعية منذ ذلك الوقت حتى العام الحالي 2016، إذ قدم نحو 15 مسلسلا، كان من أبرزها: محمود المصري، والبشاير، ورأفت الهجان، وباب الخلق، وأبو هيبة في جبل الحلال، ورأس الغول "عمله الأخير".
ولعل البصمة الأبرز كانت في "رأفت الهجان" عام 1987، الذي جسد فيه الفنان الراحل على مدى ثلاثة أجزاء قصة الجاسوس المصري في قلب إسرائيل، وأصبح المسلسل أيقونة للأعمال التي تتناول الجاسوسية، ولم تفلح المسلسلات اللاحقة في هذا المجال في إحداث الأثر ذاته.
ومن أفلام عبدالعزيز: يوم الأحد الدامي، وخطايا، والشياطين، وكفاني يا قلب، والبنات عايزة إيه، والأبالسة،، وإعدام ميت، والكيت كات، والساحر، وقد تألق في كثير من هذه الأفلام حتى أصبح النجم المصري أحد أيقونات الفن السابع.
ونال الفنان الراحل جوائز عديدة، كان منها جائزة أحسن فيلم عن "الكيت كات" "1991" في مهرجان الإسكندرية الدولي، وفيها مثّل الفنان الراحل دور شيخ ضرير يرصد أوضاع جيرانه في حي شعبي، ويمارس الغناء رافضا الاعتراف بفقدان البصر.
واعتبر كثيرون أن هذا الفيلم من العلامات المميزة في التسعينيات، لما يحمله من أبعاد إنسانية ووجدانية تبتعد عن سطحية المجسدة في عبارة "الجمهور عاوز كدة".
وعلى المنوال نفسه، شارك عبدالعزيز الممثلة منى شلبي بطولة فيلم "الساحر" عام (2001)، وحاول فيه الساحر إدخال الفرحة إلى قلوب أبناء حيه الفقير بجائزة مهرجان جمعية الفيلم المصرية ومهرجان دمشق الدولي السينمائي.
كما فاز الفنان الراحل بجائزة أحسن فيلم عن "سوق المتعة" (2000)، وفي عام 2012 منحه مهرجان دبي السينمائي جائزة "إنجاز العمر"، كما فاز بجائزتين في "مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام" خلال عام 2015.
تزوج الفنان الراحل مرتين ولديه ثلاثة أولاد، يعمل اثنان منهما في المجال الفني.