فريق بحثي بجامعة الملك فهد يحصل على أربع براءات اختراع في تحضير مركبات لمحاربة السرطان

فريق بحثي بجامعة الملك فهد يحصل على أربع براءات اختراع في تحضير مركبات لمحاربة السرطان

تمكن فريق بحثي من قسم الكيمياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، من الحصول على أربع براءات اختراع، بعد نجاحه في تحضير مركبات كيميائية غير عضوية ترتكز على عنصري الذهب والبلاتين ، وقدرتها الواعدة في محاربة أنواع مختلفة من أمراض السرطان .
وقام الفريق البحثي، الذي يقوده البروفيسور أنوار إيساب، بتحضير العديد من هذه المركبات ببُنىً جزيئية وخصائص فيزيائية متنوعة ليتم الاستفادة منها مستقبلاً في مراحل العلاج الكيميائي لمرضى السرطان ، بحيث تخفف بدرجة كبيرة من سمية العلاج الكيميائي و تقلل من أعراضه الجانبية ونسبة الضرر التي تلحق بالخلايا السليمة .

وأوضح إيساب ، أن تحضير المواد تم في معامل قسم الكيمياء بالجامعة، حيث تم اختبارها ؛ لتثبت أنها مركبات واعدة لتنتقل إلى مراحل أخرى في مسيرة المركبات الدوائية التي تتضمن الاختبارات الحيوية والصيدلانية والسمية ، مبيناً أنه بعد إجراء التجارب الأولية على هذه المركبات ، يتم إرسالها إلى فرق بحثية متعاونة في جامعة الدمام ومستشفى سعد لإجراء مزيد من التجارب.

وأبان أنه يتم إجراء اختبارات ( IC50 ) في معامل الأحياء لقياس سمية المواد ومدى تأثيرها ، لافتاً الانتباه إلى أن الاختبارات التي تم إجراؤها على المركبات ؛ وثبتت أن هذه المركبات ذات خصائص حيوية مميزة ، ولذا تم منح براءات الاختراع بناءً على هذه النتائج ، مفيداً أن هناك مركبات بلاتين تقليدية معتمدة حالياً في علاج السرطان ، لكنها تسبب أضراراً وأعراضا جانبية كثيرة للمريض ؛ لأن هذه المركبات لا تستهدف الخلايا المصابة فحسب ، لذلك قام الفريق بتغيير التركيب البنيوي للمركب ، وتغيير تموضع الذرات المتفاعلة مع الذهب أو البلاتين لتغيير خصائص هذه المركبات وتمكينها من استهداف الخلايا السرطانية وتقليل الضرر على الخلايا السليمة .

وحول المراحل التي يحتاجها المركب للوصول إلى الأسواق، أشار إلى أن الأدوية عموماً تأخذ مشواراً طويلاً حتى تصل إلى المنتج النهائي ، وقد تستغرق في المتوسط نحو 15عاماً ، إضافة إلى الاستثمارات بملايين الدولارات لتصل إلى السوق ، مؤكداً بأن قصة أي دواء تبدأ من معامل الكيمياء ، لتبدأ بعد ذلك مسيرة طويلة تستغرق سنوات لتصل للمستفيد ، ومبينًا أن دور الكيميائيين هو الأساس الذي تترتب عليه الأدوار الأخرى .

وقال البروفيسور أنوار إيساب : " إن دور الكيميائيين يتمثّل في محاولة إيجاد خصائص جديدة للمواد من خلال تغيير تراكيب وبنية المركبات، وبالتالي تغيير الخصائص الكيميائية والفيزيائية للمادة ، إذ يعملون بإجراء اختبارات ابتدائية للنشاط الحيوي للمركب الجديد, حيث نضع النظرية العلمية ونقوم بإثبات النشاط الحيوي للمركب ، وعندما يعطينا مؤشرات بأن المادة واعدة يتوقف دور الكيميائي ، ويبدأ دور باحثين آخرين، فتقوم معامل الأحياء بإجراء الاختبارات على كائنات حية معينة ، ثم تذهب إلى المتخصصين بالصيدلة ثم المتخصصين بالسميات ، إذ يمر المركب بالكثير من المراحل ولكنها جميعاً تعتمد على المرحلة الأولى " .

وأفاد أن تغيير البناء الجزيئي وتغيير مواضع الذرات في المركبات يؤثر كثيرًا على خصائصها، واصفًا إياها بأنها عملية معقدة جداً ، وتحتاج إلى قدرات بحثية عالية وأجهزة متطورة، مؤكدًا أنه يجري العمل في قسم الكيمياء على إيجاد الكثير من المركبات، لكن نسبة النجاح لا تتجاوز 10 في المائة، ومشيرًا إلى أن الأنشطة البحثية في قسم الكيمياء حظيت في الفترة الأخيرة بدعم كبير من الجامعة ، حيث تم تقديم تسهيلات كبيرة للباحثين وتمكينهم من التعاون مع جهات مختلفة، والقدرة على الاستفادة من إمكاناتها، لذا ظهرت الكثير من المنتجات، وإرسال العينات للتحليل، حيث وجدت أن الكثير من العينات لديها قدرات واعدة لمعالجة أنواع كثيرة من السرطانات، ولها تأثير على خط واسع من الخلايا السرطانية .

وأبان قائد الفريق البحثي إيساب، أن الجامعة لديها تعاون مع جهات لديها إمكانيات لتهيئة حاضنات لاختبار المركبات كجامعة الدمام، ومستشفى سعد، وأن هذا التعاون يسمح بإرسال العينات إلى هذه الجهات لاختبارها على كائنات حية .
وأضاف : " أن الجامعة منحته الفرصة الكاملة لتنفيذ البحوث التي تتماشى مع اهتماماته خلال 35 عامًا قضاها فيها، حيث أن الجامعة تتيح الفرصة لجميع الباحثين لإجراء البحوث التي تناسبهم ".

بدوره، أوضح رئيس قسم الكيمياء بالجامعة الدكتور عبد العزيز السعدي، أن النشاط البحثي في قسم الكيمياء في تصاعد مستمر، مشيراً إلى نجاح أعضاء هيئة التدريس وباحثي القسم من تسجيل 24 براءة اختراع في مكتب براءات الاختراع الأمريكية في العامين الماضيين .
وقال : " إن باحثي قسم الكيمياء حققوا براءات اختراع في مجالات متعددة كتقنية النانو ومعالجة المياه والحد من تكون الصدأ، وأن ذلك يعود لقدرة أعضاء هيئة التدريس في قسم الكيمياء من ابتكار طيف واسع من المواد متنوعة ذات خصائص محسنة "، لافتاً الانتباه إلى أن من أهم ما يميز النشاط البحثي في قسم الكيمياء هو الإسهام الفاعل لطلاب الدراسات العليا في هذه البراءات ، وأن ذلك يعود بفائدة كبيرة على هؤلاء الطلاب ويكسبهم خبرات مهمة من خلال مشاركتهم .

وأكد أن الجامعة غنية بالخبرات والأساتذة والطلاب المتميزين، حيث يحظى قسم الكيمياء بدعم كبير نستطيع من خلاله تعزيز بصمتنا في علم المواد وتطبيقاتها ، منوهًا بأهمية التنسيق والتعاون مع العديد من الجهات لتعويض النقص في بعض الأجهزة المهمة، وتسريع هذا النوع من الأبحاث والتمكين من نشر البحوث في مجلات أكثر شهرة وتعزيز موقعنا في سجل براءات الاختراع .

الأكثر قراءة