«سفاري بقيق» .. مهرجان من عبق الماضي
من عرض منتجات 37 أسرة إلى الحديث عن أول بئر نفط في السعودية والحياة في الصحراء، استطاع مهرجان "سفاري بقيق" المنظم في المنطقة الشرقية بجذب زواره بعديد من الفعاليات المتنوعة التي تحمل عبق الماضي.
فالمهرجان قدم فعاليات تثري الزائر، حيث استعرض لهم تاريخ العملات السعودية وتطورها، سواء في الشكل أو الوزن وكذلك في الاستخدام اليومي والانتشار، مستعرضاً المراحل التي مر بها الريال السعودي، كما عرض أكثر من 200 سيارة قديمة كانت تستخدم في البادية، حيث اصطفت على أرض مهرجان "سفاري بقيق"، بجانب ملاكها الذين ما زالوا يعيدون الحياة لسياراتهم التي تجاوزت أعمار بعضها أكثر من 50 عاماً.
ومن جانبه، أكد المهندس عبداللطيف البنيان مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني أمين مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية، أن المهرجانات مثل مهرجان "سفاري بقيق" تمثل عنصرا مهما من عناصر تنمية السياحة في المنطقة، ولا سيما وهي تسهم في التنمية السياحية وزيادة معدل قوى الجذب السياحي، إضافة إلى أنها تؤدي دورا مهما في تكوين الوجهات السياحية من خلال جذب الاهتمام لزيارة الوجهة السياحية.
وأشار إلى أنها تمثل عنصرا من عناصر التنمية الاقتصادية التي تحققها السياحة من خلال اكتشاف المكنوز من الطاقات السياحية وتكوين الفرص الوظيفية لأبناء المنطقة، بالإضافة إلى زيادة الطلب على المنتجات والخدمات في المنطقة.
وأفاد بأن الهيئة سعت إلى بناء رؤية لمهرجان يستغل المقومات البيئية والتراثية لمحافظة بقيق باستغلال تراث الصحراء واختيار مسمى "سفاري بقيق"، انطلاقا من توجيهات الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية، كما أنها اهتمت بتقديم الدعم لمهرجان "سفاري بقيق" بشراكة حقيقية مع محافظة بقيق والقطاعات الحكومية الأخرى والمجتمع المحلي من خلال برنامج دعم الفعاليات الذي يقدم ويوفر الدعم الفني والتسويقي والإعلامي والمالي، إضافة إلى دور مركز الدراسات والإحصاء السياحي بالهيئة "ماس" الذي يقوم بدراسة المهرجان بغرض قياس نجاحات المهرجان ومستقبل تطويره.
وبين أن المهرجان يأتي انطلاقا من رؤية استراتيجية التنمية السياحية للمنطقة الشرقية لتنظيم مهرجان رئيس توظف به المقومات السياحية وبالأخص الأنماط الثقافية والتراثية، لتوفير تجربة سياحية ثرية وممتعة للسائح والزائر للمنطقة الشرقية، كمقصد ووجهة سياحية، وبما يعود بالمنافع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتوفير فرص العمل لأبناء المجتمع المحلي في المنطقة، وجذب أكبر عدد من الزوار.
ومن جانب آخر، نجحت اللجان التنظيمية والفرق التطوعية المشاركة في فعاليات مهرجان "سفاري بقيق"، في تنظيم حركة زوار المهرجان منذ دخولهم إلى خروجهم بشكل انسيابي ومرن.
وأوضح رئيس اللجان التنظيمية والمشرف العام على الفرق التطوعية والكشفية بالمهرجان فيصل العتيبي أن اللجان مقسمة إلى متطوعين ومتطوعات وفرق كشفية بالمهرجان تتحد في سير نظام المهرجان في أجواء يسودها الأمن والأمان والهدوء والنظام، مفيدا أن دورهم يتم في الإشراف على الأركان والخيام الشعبية وذوي الاحتياجات الخاصة باستقبالهم حتى وداعهم.
وعرضت شركة أرامكو السعودية في جناحها القصة الكاملة من تاريخ بقيق، مفيدة أن تأسيس مدينة بقيق يعود إلى كم الاكتشافات الضخمة لحقول الزيت وإنشاء معامل معالجة الزيوت في المنطقة القريبة من الآبار، حيث كانت المعامل بحاجة إلى العمال، وهم من جنسيات مختلفة في مقدمتهم السعوديون القادمون من مختلف أنحاء المملكة، وهؤلاء يحتاجون إلى مساكن، التي كانت في البداية عبارة عن خيام صغيرة قبل أن تتحول إلى بيوت من الخشب، ثم إلى بيوت نموذجية ذات بنية تحتية من طرق وإنارة ومياه ومرافق صحية تطورت شيئاً فشيئاً، لتبرز مدينة نموذجية.
وفي سياق متصل توج محافظ بقيق محمد بن سعود المتحمي الفائزين الأربعة بسباق المارثون، الذي أقيم على ميدان العرض ضمن فعاليات مهرجان "سفاري بقيق تراث الصحراء"، وذلك بمشاركة 115 متسابقا من الزوار.