حائل بعد حيي

يبرز أهالي حائل في كل مجالات الحياة في البلاد، ويتميزون بحبهم الجم لمنطقتهم وهي ميزة ينافسون بها كل العالم. ففي حائل يجدون راحتهم وسعادتهم ولا يكاد الواحد منهم يغادر حائل حتى يغني شوقا لها ويطيل في ذكرها، عرف هذا عنهم كل من عرفهم.
الأكيد أن كل من يذهب صوب هذه المنطقة الجميلة يعود بشعور مختلف، الحب هو أكثر الأحاسيس التي تنتشر عند من يزور هذه الديار ويزداد الحب في كل زيارة تضاف لرصيده. تتميز حائل بالكرم الذي يشهد به تاريخها. بيوت حائل مفتوحة أمام الجميع، وكرمهم يسبقه حسن خلقهم وبشاشتهم التي يستقبلون بها كل من يفد إليهم.
صاحبت كثيرا من أهل هذه المنطقة الرائعة وفي كل واحد منهم أجد الميزة الأجمل وهي حسن الخلق وجمال المعشر والصدق الطاغي الذي لا يخالطه نفاق أو رياء. الوفاء كذلك من مزايا هؤلاء القوم، فلا غرو أن يكون الشوق للأرض طاغيا وحبها واضحا في كل ما نراه ونسمعه من أهلها وسكانها من غير أهلها.
أحد دلائل الحب الكبير تلك المبادرات التي نشاهدها بين الحين والآخر التي تثبت الحب والولاء للأرض. المبادرة الأخيرة التي بدأها أهالي حائل في كل وسائل التواصل والشوارع والحدائق للحفاظ على نظافة المدينة، في حملة شعبية بعيدة عن الرسميات، والكل يسهم في نجاحها بجهود شخصية.
شاهدت مقاطع كثيرة للشباب والكبار والصغار وهم يعملون بحماس لم أشاهده في كثير من الحملات المماثلة. دلالة هذا العمل هو الكم الكبير من المسؤولية والاهتمام بالوطن والانخراط في الأنشطة التي تسهم في حماية المكتسبات مهما كانت مغطاة بخدمات أخرى.
أتمنى أن أشاهد مزيدا من هذه الحملات في المدن الأخرى، وأن يكون مصدر هذه الحملات هو المجتمع نفسه. نشاط مؤسسات المجتمع المدني هو ما نحتاج إليه لنشر الإحساس بالمسؤولية تجاه كل ما يخص الإنسان والمكان والبيئة التي تحتويهما. هنا تأتي أدوار الجهات المسؤولة عن التربية والعلاقات المجتمعية التي نحتاج إلى دعمها وتمكينها لتسهم في توعية وحماية المجتمع بشكل عام.
كما يجب أن تسهم المنشآت الخاصة في مثل هذه الأنشطة، وأن توضع الأنظمة المناسبة لتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في خدمة المجتمع. هنا يتحول المجتمع بأكمله إلى حالة من العناية والاهتمام والمسؤولية التي نتمناها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي