طلاق «عالسناب»
وافقت زوجة مسيار على العفو عن قاتل زوجها مقابل مبلغ ثمانية ملايين ريال، واختفت دون أن يعلم أحد مصيرها أو مصير المبلغ. هذه من عجائب العصر الجديد الذي انتشرت فيه التصنيفات التي توقع المرء ضحية لقرارات اتخذها دون أن يكون على وعي بنتائجها.
الغريب أن تدخل المحاكم في العقدة، وتسمح للأشخاص بتقرير مصير قضايا بهذا الحجم دون إلمام كامل بالملابسات والعلاقات التي تربط أطراف القضايا المختلفة. لكن الأهم من ذلك هو الدرس الذي يجب أن يتعلمه كل من يصل إليه الخبر، وهو أن الزواج في النهاية هو زواج والعقود التي يوقعها البعض ويعتقدون بأنها مؤقتة ليست كذلك.
كم من شخص وقع ضحية القناعة أن لديه من الزمن فرصة للتغيير وإعادة ما أفسده من أمور حياته. إن الموت والحياة بيد الله تعالى، ولهذا فلا بد من أن يكون كل عملنا مبنيا على الثقة بأن اليوم هو ما نملك، فلا غد قد يأتي، وبهذه الوسيلة نخلص أنفسنا من أعباء، ونحمي من يأتون بعدنا من المعاناة والصعوبات التي يمكن أن تنغص حياتهم.
عائلة الزوج المتوفى في المحاكم الآن في محاولة لإصلاح الوضع الذي نتج عن توثيق زواج ابنهم بزوجته غير السعودية، وليس واضحا من على حق ومن يظلم نفسه أو الآخرين، لكن المؤكد أن القضية لن تتوقف هنا، وسيكون هناك مزيد من الضحايا بأسباب ثقة الواحد بأنه سيعيش أبداً.
الأمر الغريب الآخر هو مصادقة المحكمة الشرعية على طلاق رجل لزوجته عن طريق "السناب". قرار المحكمة مبرر وللقضاة حق أن يشرحوا ذلك بأنفسهم، ما أثار استغرابي هو هوان العشرة في هذا العصر الغريب، حيث يقرر الزوج أنه لن يواجه أهل الزوجة، ولن يعيد الأمانة بالطريقة التي عرفها الرجال على مدى التاريخ.
إلى أين تسير أمور هذا العصر العجيب الغريب؟ وأين أهل هذا الشاب من ابنهم صاحب القرار الجبان؟ ألم يعد في الناس من يرفع الظلم ويدعو للمعروف؟ أليس فيهم من يقول للمخطئ أنت أخطأت وظلمت وتجاوزت الحق الذي منحه الشارع لك في القوامة والعصمة؟
لكن هذا مصداق قول المصطفى ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ "من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا".