تقدير العسكريين

كل الأمم المتحضرة ـــ ونحن منها ـ تنظر للعسكريين باحترام وتقدير. والمحاربون منهم على الأخص يحظون بتقدير عال للغاية، ولهم أولوية في كثير من الخدمات، وبعض الشعوب على مدار التاريخ، تعطي مزايا وخدمات للمحاربين، سواء في وسائل النقل أو السكن أو غير ذلك من الخدمات.
هذا الحديث يأتي على خلفية مبادرة الخطوط السعودية، بإعطاء العسكريين تخفيضا مقداره 50 في المائة على الرحلات المحلية والدولية.
هذه المبادرة الإيجابية من الخطوط السعودية، عامل محفز على أن تكون سلوكا تأخذ به كل المنشآت الكبرى في القطاع الخاص، وهذا جزء من العرفان والامتنان لهؤلاء الذين يبذلون الغالي والرخيص من أجل تحقيق الحماية والأمان لإنسان هذه الأرض والذود عن حياضها، سواء على جبهات القتال، أو من خلال منافذ الحدود، أو في الطرقات والمنشآت وسواها من مواقع كان لهؤلاء الرجال تضحيات كبيرة، أدت بفضل الله ثم بجهود هؤلاء المخلصين إلى أن يتحقق الأمن الذي نرفل فيه.
إن وجود اتفاق اجتماعي على تمييز هؤلاء، من خلال أسعار خاصة سواء في الفنادق أو شركات الطيران المحلية أو البنوك والمصارف أو سواها من منشآت القطاع الخاص، هي مسألة تدخل ضمن المسؤولية الاجتماعية التي يفترض أن يتم تفعيلها، وأن تتسع مظلتها لتشمل هذه الفئة.
لقد كانت القيادة ولا تزال القدوة في هذا الأمر، إذ إنها وضعت الجهود التي يبذلها جنودنا البواسل ضمن أولوياتها، وأعفت ـــ على سبيل المثال ـــ الأبطال في الحد الجنوبي من الاستحقاقات التي جاءت ضمن الجهود الخاصة بمعالجة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية.
إن تمييز العسكريين، لا منة فيه ولا فضل لأحد، بل هو مبادرة تؤكد مشاركة القطاع الخاص في تثمين المجهود الذي يبذله جنودنا في مختلف القطاعات، إذ بدون أمن، لا يمكن أن تستقيم الأمور.
وهذه هي المسألة التي أكدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـــ يحفظه الله ـــ خلال كلمته أمام أهل الأحساء، إذ قال في كلمته ـــ يحفظه الله ـــ: "الأمن في الأوطان من أجلَّ النعم، فلا تنمية، ولا علم، ولا حضارة بلا أمن". حفظ الله بلادنا وأدام أمنها وأمانها وبارك في خيراتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي