جون ويك 2 .. زعماء الجريمة لا يتقاعدون

جون ويك 2 .. زعماء الجريمة لا يتقاعدون
جون ويك 2 .. زعماء الجريمة لا يتقاعدون

أعاد فيلم جون ويك 2، الذى صنف أخيرا كواحد من أفضل أفلام الحركة والقتال، نجمه كيانو ريفز، بطل سلسلة أفلام «ماتريكس» الشهيرة، إلى الصدارة مرة أخرى، بعد أن خفت نجمه خلال السنوات الثلاث الماضية، فقرر العودة من الباب نفسه الذي لمع اسمه عبره، وهو القاتل المأجور جون ويك (الذي يلعب دوره الممثل كيانو ريفز).
على الرغم من مرور أكثر من شهر على عرض فيلم «جون ويك: الفصل الثاني» في السينمات، مازال موجوداً ضمن الثلاثة الكبار، حيث يترنح كل أسبوع بين المراكز الثلاثة الأوائل في «البوكس أوفيس» لأكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات.

قتل كلبه… البداية
يبدأ هذا الفيلم بعد أيام قليلة من نهاية الجزء الأول، حيث يحاول القاتل المأجور المتقاعد جون استعادة سيارته الكلاسيكية، التي سرقها منه أعضاء إحدى المافيات، الذين التقاهم في محطة بترول، ويطلب منه أحد أفرادها بيع سيارته، لكن رفضه لطلبهم سبب له مشكلة كبيرة، حيث هجم عليه أفراد العصابة، وتسبب هذا الهجوم بقتل كلبه وسرقة سيارته، فيقرر من جديد التراجع عن قرار تقاعده، ويخطط لمعركة شرسة يقودها مع أحد أصدقائه للقضاء على أفراد هذه العصابة. ليعود بعد ذلك إلى قرار التقاعد مجددا، إلا أنه يتلقى بعدها زيارة غير متوقعة من دانتونيو (يلعب دوره الممثل ريكاردو سيماسيو)، زعيم إحدى العصابات الإيطالية، الذي يطلب منه تنفيذ إحدى المهمات، المتمثلة في قتل أخته جيانا (تلعب دورها الممثلة كلوديا جيريني) حتى يحصل على كرسيها في مجلس زعماء الجريمة في العالم. يرفض ويك في البداية لأنه ببساطة تقاعد، ولكن كثيرا من الضغوط التي تُمارس عليه، ومن بينها عدم رغبته في إخلال عهد قطعه قبل سنوات بأن يسدي لدانتونيو، أي خدمة يطلبها ردا على مساعدة أسداها له الأخير قبل ذلك تجعله يوافق، وهكذا يذهب ويك وراء جيانا، وسط كثير من المخاطر وتداخلات المصالح وتغيّر خريطة الأعداء والأصدقاء.

تفوق إخراجي
تفوق فيلم "جون ويك 2" على جزئه الأول من حيث براعة ومتعة التصوير والإخراج، فالمخرج اهتم بالتفاصيل، وجعل من العمل واحدا من أفضل أفلام الحركة التي جذبت الجمهور بشدة، والتصوير كان العامل المساعد الذي أبرز الاهتمام بتلك التفاصيل. وقد نجح المخرج في تقديم صورة جيدة للمشاهد، تجعله يتعلق بها، وتعمق الرابط بينه وبين البطل، تجعل عقله الباطن يذهب في غياهب الأحلام، يحلم بأن يكون الذي يتقمص شخصية ذلك البطل الذي لا يُقهر ويحل محله. استمر فيلم "جون ويك: الفصل الثاني" الذي أخرجه وشارك في إنتاجه المخرج تشاد ستاهيلسكي، وكتب سيناريو جزئيه الكاتب السينمائي ديريك كولستاد، في تقديم مثال متقن عن أفلام الحركة، فالعمل لم يحتج سوى إلى خمسة أسابيع ليكون من أعلى الأفلام تقييما على موقع "imdb" ويدخل ضمن أفضل 250 فيلما على الموقع نفسه، وليظل في المنافسة على صدارة البوكس أوفيس. وقد رُشح الفيلم لجائزة اقتراع النقاد المستقلين الأمريكيين لأكثر فيلم مرتقب. وحظي بثناء كبير من النقاد، واحتل هذا الفيلم في أسبوعه الافتتاحي المركز الثالث في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأمريكية واحتفظ بهذا المركز للأسبوع الثاني على التوالي.

نجاح فني
حقق الفيلم نجاحا كبيرا، ليس فقط على المستوى الجماهيري، ولكن أيضا على المستوى الفني والنقدي، حيث سحرتهم مشاهد الحركة والمطاردات والقتل المنفذة بشكل حقيقي ولا تعتمد على التصميم "الجرافيكي"، فهو مختلف فى توجهه عن ما ظهر في جزئه الأول، وإن احتوى على مشاهد قتال كثيفة إلا أنها ليست مملة أو مكررة بل كل حركة مختلفة، ناهيك عن تضمنه قصة عاطفية ومشاعر جياشة يكنها البطل لزوجته وذكراها، وقد برع كيانو ريفز في إظهار مشاعره وعواطفه وأثبت أنه مهما كان الإنسان مجرما وقاسي القلب، إلا أن بصيص إنسانية ينبعث من بين أضلاعه ويلمع في عينيه.
يمهد الفيلم فى نهايتة لجزء جديد من السلسلة التى تبدو ناجحة مع تحقيق جون ويك الجزء الثانى أرباحا تقدر بـ 96 مليون دولار فى أول أسبوعين من عرض الفيلم، فهل سيكون هناك جزء ثالث؟!  

الأكثر قراءة