رؤساء «سيتي جروب» و«داو كيميكال» و«جنرال إلكتريك» في الرياض السبت لتوسيع نطاق الاستثمار مع السعوديين
يعقد الرؤساء التنفيذيون لكبريات الشركات الأمريكية والسعودية وبمشاركة عدد من الوزراء وكبار الرؤساء التنفيذيين لصناديق الاستثمار في المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، لقاء هو الأول من نوعه يوم السبت المقبل، تزامنا مع الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى السعودية، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز.
ويهدف منتدى "الرؤساء التنفيذيين" السعودي الأمريكي الأول 2017، الذي يعقد تحت شعار "شراكة للأجيال"، إلى استشراف فرص الاستثمار وتعزيز الشراكة الوثيقة بين المملكة والولايات المتحدة التي تمتد لأكثر من 80 عاما في قطاعات حيوية تشمل النفط والغاز والطيران والرعاية الصحية والتكنولوجيا والتصنيع والصناعات والبنية التحتية.
ويتصدر المشاركون من الجانب الأمريكي أندرو ليفريس رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة داو كيميكال، ومايكل كوربات الرئيس التنفيذي لشركة سيتي جروب، وجيف أميلت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، وتشاك روبنز الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو رئيس مجلس الإدارة، ولورانس فينك الرئيس التنفيذي لشركة بلاكروك.
وسيركز المنتدى على توسيع نطاق التجارة بين البلدين للمساهمة في توطين الوظائف وتوفير فرص عمل جديدة في المملكة، بما يتماشى مع "رؤية المملكة 2030"، وكجزء من التزام الرئيس ترمب بتوفير فرص عمل للمواطنين الأمريكيين، وسيتم الإعلان عن عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في المنتدى، إضافة إلى منح الفرص لمزيد من الشركات الأمريكية للدخول وزيادة حجم الاستثمار في السوق السعودية.
وسيتضمن المنتدى أربع جلسات حوار، حيث سيشارك المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية،، في جلسة الحوار حول بناء القدرات الصناعية، في حين يشارك الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، بجلسة الحوار حول التقدم الذي أحرزته المملكة في إطار تعزيز الشراكات التجارية.
وسيشارك محمد التويجري نائب وزير الاقتصاد والتخطيط، في جلسة الحوار التي ستتناول موضوع الخصخصة، فيما سيشارك ياسر الرميان المشرف العام على صندوق الاستثمارات العامة، في جلسة الحوار التي تناقش فرص الاستثمار السعودية.
وذلك علاوة على مشاركة المهندس أمين الناصر رئيس "أرامكو السعودية"، كبير إدارييها التنفيذيين، والدكتور غسان الشبل الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، ولبنى العليان الرئيس التنفيذي لشركة العليان للتمويل، ويوسف البنيان الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وعصام المهيدب الرئيس التنفيذي لمجموعة المهيدب.
يذكر أن هذا المنتدى سيعقد بشكل سنوي لبحث أفضل الممارسات والحلول التي تضمن جدوى واستدامة الاستثمارات بين البلدين ووضع الخطط الإستراتيجية للتنفيذ على أرض الواقع. من جهته، أعرب مجلس الأعمال السعودي ـــ الأمريكي عن ترحيبه بالزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسعودية.
ووصف عبد الله بن صالح بن جمعة رئيس مجلس إدارة المجلس المشارك، الزيارة بأنها تاريخية وتجسد الثقلين السياسي والاقتصادي اللذين تحظى بهما المملكة على الصعيد الدولي، وتؤكد مركزها الريادي ودورها القيادي في العالم الإسلامي، فضلا عن وزنها الاقتصادي الكبير وإسهاماتها البارزة في الجهود الدولية الرامية إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية.
وأوضح ابن جمعة أن الزيارة تحمل عديدا من المعاني الكبيرة؛ كونها أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي عقب توليه الرئاسة، متوقعا أن تشكل فتحا جديدا لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتنمية المبادلات التجارية بين البلدين الصديقين، والانتقال إلى عهد زاهر من التعاون الذي يتجاوز مرحلة التصدير والاستيراد المتبادل إلى مرحلة العمل المشترك في المجالات الصناعية والتقنية، خاصة أن المملكة تكثف الخطى نحو انفتاح اقتصادي واسع، وتعمل على تحرير العديد من القطاعات الاقتصادية، يوضح ذلك - على سبيل المثال - فتح قطاع التجزئة بكامله أمام الاستثمارات الأجنبية.
وأفاد رئيس مجلس الإدارة المشارك بأن حجم التجارة البينية والاستثمارات الصناعية المشتركة بين البلدين في تصاعد مستمر، مشيرا إلى أن المملكة تحتل المرتبة الثانية عشرة في قائمة شركاء الولايات المتحدة التجاريين، فيما تتبوأ الولايات المتحدة المرتبة الثانية بين أكبر شركاء المملكة التجاريين، وقد حافظت العلاقات الاقتصادية بين البلدين على قوتها وواصلت نموها وزخمها في ظل فترات الازدهار الاقتصادي والركود الاقتصادي الدولي على قدم سواء، كما لم تتأثر بالحروب والقلاقل والنزاعات الإقليمية، أو تقلبات أسعار النفط العالمية صعودا أو هبوطا، بل واصلت العلاقات رسوخها وازدهارها؛ لأنها شيدت على أسس متينة من الاحترام المتبادل، والتعاون البناء لتحقيق مصالح الطرفين معا، وليس طرفا على حساب الآخر.
وتوقع بن جمعة أن تشهد العلاقات الاقتصادية السعودية الأمريكية نقلة غير مسبوقة خلال الفترة القادمة؛ استثمارا للمكاسب الجديدة العديدة التي تهيئها (رؤية المملكة الاستراتيجية 2030) و(برنامج التحول الوطني) المنبثق عنها، حيث يركزان على تحقيق النمو المستدام، ونقل التقنيات الحديثة إلى أرض المملكة، وتنويع مصادر الدخل، وجذب واستقطاب الشركات الأجنبية الكبرى المتقدمة صناعيا وتقنيا، وتذليل جميع الصعوبات أمام الاستثمارات الخارجية، والتوسع في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية؛ ما يهيئ آفاقا رحبة أمام الشركات الأمريكية لتوسيع استثماراتها الصناعية في المملكة، ولا سيما في مجالات البتروكيماويات والطاقة والنقل والبناء والتشييد ومستلزمات الرعاية الصحية والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، فضلا عن تقنيات المعلومات والاتصالات؛ تعزز ذلك كله توجهات المملكة الحثيثة لبناء مجتمع معرفي يضطلع فيه (اقتصاد المعرفة) بالدور البارز.
يشار إلى أن مجلس الأعمال السعودي الأمريكي قدم إسهامات كبيرة متصاعدة طوال السنوات الماضية لتنمية التعاون والعمل الاقتصادي المشترك بين الجانبين السعودي والأمريكي، وقد تأسس رسميا في ديسمبر 1993، ويضم لفيفا من رجال وسيدات الأعمال البارزين في البلدين الصديقين يتجاوز عددهم 1100 عضو.
وأوضح محمد بن سليمان المطوع المدير التنفيذي أمين عام المجلس أن المجلس يؤدي رسالته عبر تنظيم المؤتمرات والملتقيات والمنتديات لترويج الفرص الاستثمارية بين البلدين، ويشارك في المعارض الصناعية والتجارية الكبرى التي تستهدف التعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة، كما نجح في بناء قاعدة معلومات ثرية لتزويد المستثمرين من الجانبين مختلف المعلومات الضرورية عن أسواق البلدين، وتكوين شبكة اتصالات لتبادل المعلومات حول الفرص التجارية والصناعية والاستثمارية بوجه عام، وتوثيق العلاقات بين قطاعات الأعمال في البلدين، وتوسيع الحضور السعودي في الولايات المتحدة، وأيضا توسيع الحضور الأمريكي في المملكة.
كذلك يبذل المجلس جهودا دؤوبة فاعلة مع الجهات الحكومية والدوائر ذات الصلة بالبلدين لتذليل الصعوبات وأي عقبات قد تعترض أنشطة رجال وسيدات الأعمال.