60 % من المبتعثين السعوديين منتشرون في الجامعات الأمريكية
تعد الجامعات والكليات في الولايات المتحدة الأمريكية الوجهة الأولى لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حيث يشكل الطلاب والطالبات المبتعثون لها نحو 60 في المائة من إجمالي أعداد المبتعثين الذين يقدر عددهم بـ 126,692 مبتعثا في 32 دولة في العالم. وبلغ عدد الطلاب والطالبات المبتعثين بحسب إحصائية حديثة اطلعت "الاقتصادية" عليها نحو 76271 مبتعثا، يدرسون في عدد من الجامعات والكليات الأمريكية خلال العام الحالي، إضافة إلى 39,323 مرافقا للطالبات المبتعثات.
وقال لـ "الاقتصادية" مايكل كرو؛ رئيس جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، إن العلاقات السعودية - الأمريكية في مجال التعليم تعود لسنوات ماضية، حيث تستقبل أمريكا آلافا من الطلاب والطالبات المبتعثين سنويا، مشيرا إلى وجود تعاون مشترك بينهم وبين وزارة التعليم في المملكة لتطوير التعليم الجامعي.
وأكد كرو، أن التعليم الجامعي في المملكة شهد تطورا خلال السنوات الماضية، واصفا الطلاب السعوديين المبتعثين في أمريكا بالمتميزين.
وعَدّ المختصون في مجال التعليم، غرة محرم من عام 1376هـ الموافق السابع من شهر أغسطس عام 1956م، التاريخَ الرسمي لافتتاح أول مكتب ثقافي في تاريخ الابتعاث السعودي في أمريكا، وأُطلق عليه "المكتب الثقافي السعودي في نيويورك".
وشهدت هذه الفترة تضاعف أعداد المبتعثين السعوديين إلى الولايات المتحدة؛ ليبلغ عددهم عام 1974 نحو 800 مبتعث، حيث لم يمضِ العام حتى قفز هذا العدد بصورة غير مسبوقة إلى نحو 2039 مبتعثا، وأدت هذه الزيادة فضلا عن استمرار رغبة الحكومة في تشجيع الابتعاث إلى إعادة النظر في طريقة الإشراف على الطلاب والتفكير في إنشاء المكاتب الفرعية، وانتقال إدارة الإشراف على المكاتب الثقافية إلى وزارة التعليم العالي؛ بدلا من وزارة المعارف، كما انتقل المكتب الثقافي من مدينة نيويورك لمدينة هيوستن عام 1975. ويمثل عام 1400 هـ نقطة الذروة الأولى في تاريخ الابتعاث السعودي للولايات المتحدة؛ حيث تجاوز عدد المبتعثين لدى المكتب التعليمي في هيوستن 11 ألف مبتعث ومبتعثة، وكان ثلث هذا العدد من الإناث، وعُدّت أعلى نسبة على مستوى الابتعاث الخارجي للفتيات السعوديات.
وشكّل عام 1408هـ البداية الفعلية للملحقية الثقافية في ممارسة مهامها من العاصمة الأمريكية واشنطن بأسلوب يتماشى مع السياسة الجديدة التي وُضعت من أجل تركيز المسؤولية في جهة رسمية واحدة، وُمنحت الصلاحيات التي مكنتها من تمثيل المملكة ووزارة التعليم والجامعات السعودية وجهات الابتعاث المختلفة تمثيلا مناسبا في كل ما يتعلق بالشؤون الثقافية والدراسية والعلمية في الولايات المتحدة.
وكان عام 2005م منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين؛ إذ أعلنت عن بدء الابتعاث الخارجي، ووضعت الضوابط الضرورية لتذليل العقبات أمام السعوديين الراغبين في دخول أمريكا؛ بما في ذلك الطلاب الذين يرغبون في مواصلة تعليمهم فيها، والإعلان عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي بدأت نواته في أمريكا، وامتد فيما بعد ليشمل دولا عديدة لها مكانتها وباعها في تصدير العملية التعليمية واستقبال المبتعثين السعوديين.