بأمر سام .. تمكين المرأة وتعميق دورها
منذ سنوات والمرأة السعودية تشهد مسيرة تمكينها من ممارسة دورها في إدارة وتشغيل التنمية والمشاركة في نشاطاتها المختلفة، وقد شهدت مسيرة التمكين إفساح المجال أمامها في الخدمات التعليمية والصحية ومزاولة النشاطين التجاري والمصرفي وغيرهما من الأنشطة الاستثمارية والاجتماعية، فضلا عن أنها كانت ممثلة للمرأة السعودية في مشاركات وأعمال في هيئات ومنظمات عربية وإقليمية ودولية.
إذن.. المرأة السعودية أثبتت على مدى العقود الماضية تميزها في قوة العمل، وفي دورها كأم ومربية وصاحبة دور أساس في بناء الأسرة والمجتمع، وهذا يعني أن المرأة السعودية تتمتع بالكفاءة، وبحصافة التعامل مع المتغيرات والتطورات التي تعيشها السعودية في محيطها وفي علاقتها بالعالم، ولا أدل على ذلك من أنها قد أصبحت منذ سنوات تشغل موقعها في مجلس الشورى إلى جانب الرجل باعتبارهما معا جناحي الانطلاق إلى آفاق أرحب من أجل وطن آمن ومستقر.
واليوم وقد صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتمكين المرأة السعودية من قيادة السيارة، فهذا له إشارته المكثفة عن أن هذا الموضوع الحيوي قد وجد من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استجابته، معززا بذلك ما سبق من تنظيمات داعمة لدور المرأة السعودية، وبما يدفع بها إلى مزيد من العطاء والإنجاز من خلال تيسير وتسهيل فرص انخراطها في التنمية الاجتماعية بكل أوجهها، فقيادة المرأة للسيارة ستخفف عنها معوقات الحركة، كما أنها ستحد من الهدر الاقتصادي، إضافة إلى الخلاص من السلبيات الأخرى التي عانتها المرأة من وجود سائق اضطرت إليه.
من المؤكد أن الأمر السامي الخاص بالسماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة سيكون حديث المجتمع الغامر له بالفرحة والابتهاج، لكنه، في الوقت نفسه، سيحتل أيضا صدارة الأخبار في العالم، فقد ظلت هذه القضية مدار سجال إعلامي، إلا أنها اليوم ستصبح مجال تثمين وتقدير عاليين، لن يكون مطروحا معها أي مجال للمزايدة أو تعكير المياه للاصطياد فيها، فالأمر السامي صريح وواضح وحاسم، وتوجيهاته مباشرة، وليس على الجهات المعنية – اللجنة المشكلة لهذا الغرض – سوى رفع توصيات لما صدع به أمر الملك في مدة لا تتجاوز الشهر.
وهنا يحق للمرأة السعودية أن تفخر وتسعد أيضا بهذا الأمر، وأن يفخر معها ويسعد الرجل السعودي؛ لأن ذلك سيعني وضعا صحيا صحيحا للمكون الاجتماعي، وهو مجموع الشعب السعودي الذي سيعني له وجود المرأة ممارسة لحركتها الطبيعية على أرضها مسار اعتزازه؛ لأن المرأة إما أما وإما زوجة وإما أختا وإما بنتا، وحتما فهو لن يحب لها إلا ما يحب لنفسه.. وحُقّ لنا أن نقول: مبروك لك يا وطن بمواطنة تحبك مثلما تحبها.. ونأمل أن تجد المرأة في هذا الأمر السامي ما يعزز دورها، ويعمق علاقتها بفعاليات التنمية، ويأخذ بها إلى مسار صاعد، حددت له رؤية المملكة 2030 محطاته لتنتقل بالسعودية رجلا وامرأة إلى أوج الحضارة والتقدم ولتبقى في مكانة شامخة بين دول الصدارة في العالم.