النفط يقفز 1.7 % مطلع الأسبوع بضغط عقوبات محتملة على إيران وأزمة كركوك

النفط يقفز 1.7 % مطلع الأسبوع بضغط عقوبات محتملة على إيران وأزمة كركوك

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع في الأسواق الدولية على تحقيق قفزات سعرية بسبب العوامل الجيوسياسية وفي مقدمتها الصراع في العراق بين الحكومة المركزية والأكراد على نفط كركوك بعد استفتاء انفصال كردستان أخيرا، ودخول القوات العراقية لفرض سيطرتها على حقول كركوك.
كما تلقت الأسعار دعما من التوتر المحيط باحتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران بسبب أنشطتها النووية، إضافة إلى تأثير تراجع أنشطة الحفر ووقوع انفجار في أحد منصات الحفر الأمريكية.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، فيت برونر مدير تنمية الأعمال في شركة "بروفي كول" في بولندا، إن العوامل الجيوسياسية تصاعدت تأثيراتها في أسعار النفط الخام مع بداية الأسبوع بما تسبب في قفزة سعرية قياسية نتيجة احتمال زيادة العقوبات الأمريكية على طهران واشتعال الصراع بين العراق والأكراد، خاصة أن هذا الصراع يرجع بشكل أساسي إلى الثروة النفطية في كركوك.
وأشار إلى أن المخاوف على الإمدادات خاصة القادمة من كردستان التي تتجه إلى أسواق جنوب أوروبا في الأساس أدى إلى تسجيل ارتفاع كبير في الأسعار ومن المتوقع أن يستمر على مدى الأسابيع القادمة إلى حين تهدئة هذه المخاوف وحسم هذه الصراعات من دون الوصول إلى مرحلة الصدام المسلح التي قد تشعل الأسعار على نحو أكبر.
وأفاد بأن العوامل السياسية جاءت بالتزامن مع محاولات تعاف لم تكتمل بعد في الإنتاج الأمريكي الذي يكافح للتغلب على الانكماش خاصة بعد تعرضه لأكثر من إعصار على التوالي، ما جمد نشاط عديد من المصافي، مشيرا إلى أن وقوع انفجار في أحد منصات الحفر واستمرار تقلص عدد الحفارات أدى إلى تراجع محلوظ في الإنتاج الأمريكي، ما هدأ مخاوف السوق من حالة تخمة المعروض.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، أرورو تاكاهاشي مدير شركة طوكيو للغاز في فرنسا، أن العوامل الجيوسياسية ليست وحدها التي تقود لنمو الأسعار بل على العكس لا يمكن إنكار دور اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة أوبك بالشراكة مع المنتجين المستقلين، لافتا إلى أن نسبة المطابقة جاءت مرتفعة في الشهور الماضية ومن المتوقع أن تستمر على نفس الوتيرة حتى نهاية مدة الاتفاق في آذار (مارس) المقبل .
وأضاف أنه بحسب تأكيدات الكويت التي تترأس لجنة مراقبة خفض الإنتاج فإن شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل سيشهد تقييما شاملا للاتفاق على مدى الشهور الماضية، ما يسهل التوصل إلى توافق بين المنتجين حول مدى الحاجة إلى مد العمل باتفاق خفض الإنتاج والإطار الزمني الجديد للفترة المقبلة، وذلك في إطار لقاءات الاجتماع الوزاري الموسع في منظمة أوبك الشهر المقبل.
وأشار إلى وجود تأكيدات عراقية بحدوث توافق مع الأكراد بشأن جعل مناطق ومنشآت النفط والغاز بعيدة عن الصراع، مبينا أن هذه نتيجة جيدة إذا تم الحفاظ عليها وستقلل من التوترات وغياب الاستقرار في سوق النفط. وذكر أن إنتاج النفط والغاز في كركوك يسير بشكل طبيعي على الرغم من العمليات العسكرية العراقية للسيطرة على المنطقة.
بدورها، قالت لـ"الاقتصادية"، أمريتا إنج مديرة الطاقة والبتروكيماويات في شركة "أى ايه سنجابور "، إن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران أدى إلى زيادة التوترات في سوق النفط الخام على الرغم من نفي إيران أن يكون للأمر أي تداعيات على صادراتها من النفط الخام، كما نفت أن يكون لهذا التوجه الأمريكي تأثير كبير في أسعار النفط العالمية، مشيرة إلى أنه على عكس التوقعات الإيرانية فإن نشوب بوادر لتجدد الأزمة قادت الأسعار إلى تسجيل مستويات قياسية في الارتفاع.
وأضافت أن منظمة أوبك أحسنت بالتمهل في الإقدام على خطوة تمديد العمل بخفض الإنتاج خاصة أن مؤشرات السوق الايجابية بدأت تظهر بقوة متمثلة في تعافي الأسعار وتراجع المخزونات النفطية التجارية، مشيرة إلى تأكيدات "أوبك" بضرورة التركيز في المرحلة الراهنة على رفع الالتزام قبل التفكير في مد التخفيضات وهو ما يعني أن المنظمة تتعامل مع السوق برؤية عميقة وخطوات مدروسة بشكل دقيق ومحسوب.
وأوضحت أن الطلب على نفط "أوبك" يتزايد على الرغم من تمسك دول المنظمة خاصة المجموعة الخليجية بالتزاماتها تجاه خفض الإنتاج وهو الأمر الذي أدى إلى تحقيق كثير من التقدم في توازن السوق وبالتحديد فيما يتعلق بتراجع فائض المخزونات بنحو 50 في المائة، خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام.
وفيما يخص الأسعار، قفزت أسواق النفط الخام أمس، بسبب مخاوف تتعلق باحتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران ونشوب صراع في العراق بينما لقيت الأسعار دعما في انفجار في منصة حفر أمريكية وتراجع أنشطة التنقيب.
وصعد خام القياس العالمي مزيج برنت دولارا في العقود الآجلة بما يوازي 1.7 في المائة إلى 58.17 دولار للبرميل.
ودفعت المخاوف من فرض عقوبات أمريكية علي إيران من جديد الخام للصعود. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد رفض يوم الجمعة التصديق على أن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي.
كما توجد مخاوف بشأن استقرار العراق ثاني أكبر منتج للنفط في "أوبك" بعد السعودية.
وقالت مصادر تجارية لـ"رويترز" أمس، إن إقليم كردستان العراق أوقف إنتاج نحو 350 ألف برميل يوميا من النفط في حقلي باي حسن وأفانا الكبيرين بسبب مخاوف أمنية بعد تصاعد التوترات مع الحكومة المركزية.
وأكد مصدر تجاري أن مشغلين أكرادا أخطروه بأن العمال المدنيين غادروا الحقلين بعد زيادة عدد قوات الجيش العراقي المنتشرة في محيطهما.
وأضاف المصدر أنه تم وقف العمليات وأن الموظفين المدنيين لن يعودوا ولن تستأنف العمليات إلا عندما تتضح نوايا قوات الأمن العراقية، مبينا أن تدفق النفط من حقل كركوك التابع لشركة نفط الشمال، والخاضعين لسيطرة الحكومة المركزية، مستمر كالمعتاد بمعدل تصدير 90 ألف برميل يوميا.
وكان العراق قد حذر المسؤولين الأكراد في وقت سابق من وقف تدفق نفط كركوك.
وذكر بيان عسكري عراقي أمس، أن القوات العراقية انتزعت السيطرة على عدد من المواقع جنوبي كركوك من أيدي القوات الكردية، بما في ذلك ”منشأة غاز الشمال، ومصفى بجانب منشأة الغاز وكذلك على الحي الصناعي جنوبي المدينة.
ولقيت أسعار الخام الأمريكي دعما في خفض الشركات عدد الحفارات التي تبحث عن إنتاج جديد. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 51.89 دولار للبرميل مرتفعا 44 سنتا بما يعادل 0.9 في المائة.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة مساء الجمعة الماضية، إن شركات الحفر خفضت عدد منصات الحفر بواقع خمس في الأسبوع المنتهي في 13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، ليصل العدد الإجمالي إلى 743 حفارا وهو الأقل منذ أوائل حزيران (يونيو) الماضي.
وقفزت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس، لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، لتواصل مكاسبها القوية لليوم الثاني على التوالي، بفعل الصراع المسلح بين القوات العراقية والقوات الكردية حول حقول النفط في كركوك، إضافة إلى مخاوف بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران، كما وجدت الأسعار دعما من انخفاض منصات الحفر والتنقيب في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي.
وارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 52.15 دولار للبرميل، بحلول الساعة 09:25 جرينتش، من مستوى الافتتاح 51.42 دولار، وسجل أعلى مستوى 52.21 دولار الأعلى منذ 28 أيلول (سبتمبر) الماضي، وأدنى مستوى 51.34 دولار.
وحقق النفط الخام الأمريكي يوم الجمعة ارتفاعا بنسبة 1.3 في المائة، في رابع مكسب خلال الأيام الخمسة الأخيرة، وصعدت عقود برنت بنسبة 1.4 في المائة، بدعم آمال تحسن الطلب في الصين أكبر مستورد للنفط بالعالم.
وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 4.5 في المائة، في أكبر مكسب أسبوعي منذ تموز (يوليو) الماضي، بعد تعهد السعودية بخفض كبير في صادرات النفط خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وتأكيدات التقارير الشهرية لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية على تقلص مخزونات الخام العالمية خلال النصف الثاني من هذا العام.
وتحركت القوات العراقية في وقت متأخر البارحة الأولى، للسيطرة على حقول النفط في مدينة كركوك الشمالية من القوات الكردية، مع تصاعد الصراع السياسي مع حكومة كردستان بعد استفتاء الاستقلال عن العراق.
وتضخ حقول كركوك نحو 600 ألف برميل يوميا، وتخضع المنطقة لسيطرة الحكومة في كردستان، وتعتمد المنطقة على خط أنابيب إلى ميناء جيهان في تركيا لضخ الإمدادات إلى الأسواق العالمية.
وفي الولايات المتحدة رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الجمعة التصديق على أن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي، الأمر الذي جدد من احتمالات فرض عقوبات جديدة على إيران تقود من صادرات النفط الإيراني.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة الماضي، انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار خمس منصات، في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، ليصبح إجمالي المنصات العاملة 743 منصة، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في التاسع من حزيران (يونيو) الماضي.
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 55.12 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضية، مقابل 54.44 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع بعد انخفاض سابق، كما أن السلة ربحت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه السلة 54.47 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة