«أوبك»: لن نتراجع عن 100 % امتثالا لخفض الإنتاج .. ونراقب تطورات السوق عن كثب
أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، رضاها التام عن جهود التعاون والامتثال للإعلان المشترك بين المنتجين في "أوبك" وخارجها، مشيرة إلى أن الدول المشاركة في إعلان التعاون قد حققت مستوى مطابقة بلغ 121 في المائة في حزيران (يونيو) 2018.
جاء ذلك في أحدث تقارير "أوبك" عن نتائج أول اجتماع للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج عن بعد حيث استعرضت اللجنة التطورات الأخيرة في السوق وتدارست تقارير وتوصيات قدمتها اللجنة الفنية المشتركة فيما يتعلق بمراقبة مستويات المطابقة الإجمالية للبلدان المشاركة في إعلان التعاون لشهر يونيو 2018.
وأشار التقرير إلى أن اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج راجعت ظروف السوق لشهر حزيران (يوليو) وكذلك مستويات الإنتاج الفردي لكل منتج خلال هذا الشهر حيث كانت مقتنعة بأن الأداء العام لن ينحرف عن مستوى 100 في المائة والمستهدف في قرار الاجتماع الوزاري الرابع لدول "أوبك" وخارج "أوبك" في 23 يونيو الماضي.
ولفت التقرير إلى قرار اللجنة الوزارية بضرورة الاستمرار في مراقبة أوضاع وتطورات سوق النفط عن كثب بهدف تحسين استقرار السوق وتحقيق صالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي ككل.
وجدد التقرير تأكيد اللجنة نيتها السعي إلى تحقيق مستوى توافق عام لا يقل عن 100 في المائة، وعلاوة على ذلك قررت لجنة المراقبة الوزارية عقد اجتماعات شهرية بالحضور أو عن بعد بهدف مراقبة السوق عن كثب والتوصية بالتدابير والقرارات المناسبة.
وأشار التقرير إلى أن الاجتماع المقبل للجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج سيعقد في 20 آب (أغسطس) المقبل، لافتا إلى أن إجراء تعديلات طوعية على الإنتاج تبلغ نحو 1.8 مليون برميل يوميا التي طبقت على مدار 18 شهرا جاءت كجزء من الجهود الرامية إلى تسريع استقرار سوق النفط العالمية.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع في إطار سلسلة من الانخفاضات المتتالية ترجع بالأساس إلى زيادة الإنتاج من دول "أوبك" وخارجها، إضافة إلى الطفرات المستمرة في مستوى إمدادات الخام الأمريكي.
وعزز حالة الانخفاض بيانات أظهرت زيادة غير متوقعة في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية وجاء ذلك بالتوازي مع بيانات ضعيفة عن نمو الطلب.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، تورستين أندربو الأمين العام الفخري للاتحاد الدولي للغاز، إن "أوبك" لا تستهدف مستوى سعريا معينا كما أنها لا تمارس أي ممارسات احتكارية كما يتصور البعض، مبينا أن ارتفاع الأسعار أخيرا، لم يكن مصطنعا بل كان يرجع في جانب مهم منه إلى زيادة المخاطر الجيوسياسية وتأثيراتها الواسعة على استقرار السوق.
ولفت إلى أن "أوبك" لا تتحكم إلا في ثلث المعروض العالمي من النفط الخام وقد استجابت على الفور لنداء المستهلكين بعد شكواهم من ارتفاع الأسعار وقررت في اجتماعها الوزاري الأخير بدء زيادات إنتاجية تستهلها بنحو مليون برميل يوميا وهى تضع نصب عينها عدم عودة تخمة المعروض وتجنب حدوث تهاو في الأسعار مثلما حدث في النصف الثاني من عام 2014.
من جانبها، أكدت لـ"الاقتصادية" الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير الباحثين في المعهد الدولي لدراسات الطاقة، أن مستوى الأسعار يسير حاليا متوافقا مع تمنيات المستهلكين حيث تتوالى التراجعات السعرية مدعومة من زيادة إمدادات "أوبك" والنفط الصخري الأمريكي إلى جانب عودة ارتفاع المخزونات وتأرجح مستويات الطلب.
وأشارت إلى أن تراجع الأسعار سوف يعزز اقتصادات الدول المستهلكة ويبقي على الطلب في مستويات صحية، حيث إن الأسعار المفرطة لها تداعيات كبيرة على الطلب، مشددة على ضرورة بقاء الأسعار في مستويات ملائمة للمنتجين والمستهلكين على السواء وبما يدعم نمو الاستثمار، ما يمكن من تلافي أزمة في المعروض النفطي مستقبلا.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" مفيد ماندرا نائب رئيس شركة " إل إم إف" النمساوية للطاقة، إن الولايات المتحدة سوف تسعى إلى الاستفادة من عقوباتها الاقتصادية على إيران عن طريق زيادة صادراتها إلى السوق الرئيسة المستوردة للنفط الإيراني وهي الهند، مشيرا إلى الإنتاج الأمريكي يحاول ملء فراغ الإمدادات الإيرانية ويستهدف السوق الهندي بشكل رئيس نظرا لمستويات الطلب المرتفعة به.
وذكر أنه من جانب آخر تسيطر المخاوف من تطورات الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين على مجريات سوق النفط حيث يراهن البعض على تصاعد الخلاف بسبب الرغبة في تقليص الفجوة التجارية بين البلدين وهو ما قد يحد من نمو الاقتصاد العالمي ويؤثر في مستوى الطلب على النفط الخام.
وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط أمس، بعد أن أظهرت البيانات الرسمية زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية ومستويات قياسية مرتفعة لإنتاج الولايات المتحدة.
وكانت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة 21 سنتا بما يعادل 0.3 في المائة إلى 72.69 دولار للبرميل، بحلول الساعة 06:15 بتوقيت جرينتش.
ونزلت عقود خام غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات أو 0.1 في المائة لتسجل 68.69 دولار للبرميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول، إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام بلغ 11 مليون برميل يوميا للمرة الأولى. وزاد الإنتاج نحو مليون برميل يوميا منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بفضل زيادات سريعة في الحفر الصخري.
ورجحت ريستاد إنرجي زيادة الإنتاج أكثر قريبا. وتعززت أجواء المراهنة على انخفاض الأسعار بفعل قفزة قوية في مخزونات النفط الخام الأمريكية، حيث ارتفعت المخزونات 5.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما كان من المتوقع انخفاضها 3.6 مليون برميل.
وحقق النفط الخام الأمريكي عند تسوية الأسعار أمس الأول، ارتفاعا بنسبة 2.0 في المائة، في أول مكسب خلال ثلاثة أيام، ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى في أربعة أسابيع 67.02 دولار للبرميل، وصعدت عقود برنت بنسبة 1.1 في المائة، بعدما سجلت في وقت سابق من التعاملات أدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 71.19 دولار للبرميل.
وأعلنت وكالة الطاقة الأمريكية أمس الأول، ارتفاع المخزونات التجارية في البلاد بمقدار 5.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي 13 تموز (يوليو) الجاري، على عكس توقعات الخبراء انخفاض 3.6 مليون برميل، في ثاني ارتفاع خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة ليرتفع إجمالي المخزونات إلى 411 مليون برميل، ليرتد من أدنى مستوى في ثلاث سنوات المسجل في الأسبوع السابق عند 405.2 مليون برميل.
وبالنسبة للإنتاج الأمريكي فقد ارتفع الأسبوع الماضي بمقدار 100 ألف برميل يوميا، في أول ارتفاع خلال خمسة أسابيع، إلى إجمالي 11.0 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى على الإطلاق لإنتاج النفط في الولايات المتحدة.
وقفز الإنتاج الأمريكي بأكثر من 30 في المائة منذ منتصف عام 2016، مقتربا كثيرا من إنتاج روسيا البالغ نحو 11.1 مليون برميل يوميا.
ومن ناحية أخرى أظهرت بيانات ارتفاع صادرات النفط السعودية في حزيران (يونيو) الماضي بمقدار 390 ألف برميل يوميا إلى إجمالي 7.6 مليون برميل يوميا، بأكبر زيادة يومية للصادرات السعودية منذ نهاية عام 2016 وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية.
وأظهر مسح أولي أجرته "رويترز" عن ارتفاع إنتاج السعودية بمقدار 700 ألف برميل يوميا في تموز (يوليو) الجاري إلى إجمالي 10.70 مليون برميل يوميا.
تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 69.98 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 70.38 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث انخفاض على التوالي، كما إن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.40 دولار للبرميل.