أنشطة الاستكشاف وحفر الآبار النفطية تتعافى .. 12 % نموا متوقعا في 2019
أكدت شركة شلمبرجير العالمية للنفط، أن الشركات النفطية الصغيرة في القطاع البحري تشهد حالة من التقدم والانتعاش الاقتصادي المستمر، مشيرة إلى أن هذا القطاع على مدار ثلاثة أعوام مضت شهد حالة من نقص الاستثمار الناجم عن انخفاض أسعار النفط الخام، لافتة إلى أن هذه الحالة في طريقها إلى السير في الاتجاه العكسي في السنوات المقبلة، وذلك لتلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط الخام.
وأشار تقرير حديث للشركة الدولية إلى تأكيد بايل كيبشجارد الرئيس التنفيذي لشركة "شلمبرجير" أن مشاريع الاستكشاف والإنتاج تتجه إلى النمو، متعافية من فترة ركود صعبة سابقة، رغم أن الإنفاق الاستكشافي لا يزال أقل من طموحات الصناعة، ومن مواكبة متغيرات السوق، وعلى رأسها نمو الطلب.
وأفاد التقرير الدولي نقلا عن كيبشجارد أنه من الواضح أن المستوى الحالي لاستثمارات التنقيب على مدى السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة ما زال متقلبا وغير مستدام، لافتا إلى أن السوق بدأت تسجيل بعض الارتفاع في الربع الثاني خاصة من حيث عدد منصات الاستكشاف الذي ارتفع بنسبة 22 في المائة و7 في المائة على أساس سنوي على التوالي.
وتوقع تقرير "شلمبرجير" أن يكون التنقيب الاستكشافي وحفر الآبار هذا العام عند مستوى أعلى بنحو 12 في المائة مما كان عليه في عام 2017، وذلك على الرغم من عدم منح وتقديم تدفقات مالية فورية وسريعة، متوقعا أن يتسارع نمو أنشطة الحفر في العام المقبل 2019.
وذكر التقرير، أن هناك علامة أخرى على الاهتمام المتزايد بالاستكشاف وتعزيز الشراكة مع العملاء، وهو ما يشير إلى زيادة التركيز على تحديد أفضل نظم عمليات الحفر خاصة في مناطق الصخور في الحقول البحرية الجديدة وأيضا في المناطق الحدودية البرية.
وفى سياق متصل، ذكر تقرير لشركة "بيكر هيوز" المعنية بأنشطة الحفر نقلا عن لورنزو سيمونيلي الرئيس التنفيذي للشركة، أنه يتوقع أن تتزايد طلبات الإنتاج من الحقول البرية والبحرية في عام 2019 مع إجراء تحسينات واسعة في نظم إنتاج الحقول البحرية، وذلك بعد عدة سنوات من تفاقم حالة الركود، ووجود عدد قليل من المشروعات العالمية التي حققت أرباحا جيدة خلال السنوات الأخيرة.
وأشار تقرير "بيكر هيوز" إلى أنه بسبب فترة ضعف الأسعار السابقة والدورة الاقتصادية الصعبة على مدار ثلاث سنوات، وجه المنتجون أغلب جهودهم نحو تعزيز الاستثمارات قصيرة الأجل ذات العائد السريع مثل النفط الصخري الزيتي، واقتصر النمو في الآبار الجديدة على الشركات والمشاريع القائمة بالفعل.
ولفت التقرير الدولي إلى تأكيد الرئيس التنفيذي لشركة، "بيكر هيوز" على الاتجاه إلى إحياء مزيد من المشاريع النفطية الضخمة، التي قد تمت الموافقة عليها فى فترات سابقة وتعطلت بسبب صعوبات السوق وتدني الأسعار، لافتا إلى أن الإنفاق على المشروعات الخارجية عاد إلى مستويات أكثر طبيعية، متوقعا أن تبدأ هذه الأوامر والتوجهات النشطة الجديدة في توليد إيرادات واسعة للشركات النفطية بحلول عام 2020.
ولفت التقرير إلى قول سيمونيللي، أن تجربة اندماج شركة بيكر هيوز مع شركة جي بى أويل أند جاز الدولية في تموز (يوليو) 2017 كانت ناجحة ومثلت تطورا مهما فى تاريخ اندماجات شركات الطاقة العالمية، منوها بقوله "إننا نحتفل بالذكرى السنوية الأولى لنا كشركة مشتركة ونعتز بهذه الشراكة وندعو إلى تكرارها لتعزيز وضع السوق وتقوية مراكز الشركات والنهوض بالصناعة بشكل عام".
وشدد على الحاجة إلى مزيد من التكامل بين مشاريع المياه الضحلة والمياه العميقة، مشيرا إلى أن السوق تتطلع إلى رؤية مزيد من المشاريع المتكاملة في المناطق البحرية بمستوياتها المختلفة ويعتبرها مناطق ما زالت واعدة ويمكن أن تقدم الكثير والكثير لمستقبل صناعة النفط الخام.
وأشاد التقرير الدولي بحالة الانتعاش الواسع والكامل في إنتاج النفط الضيق فى أمريكا الشمالية في سنوات سابقة لكنها انكمشت بعد ذلك وعلى مدى ثلاث سنوات بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، الذي بدأ موجة التراجع في النصف الثاني من عام 2014، مشيرا إلى أن حالة انتعاش الإنتاج من النفط الضيق في أمريكا الشمالية عادت إلى الرواج منذ نحو عام بعد عودة الأسعار إلى الصعود.
ولفت التقرير إلى استمرار زيادة الإمدادات النفطية من أمريكا الشمالية بسبب تسارع وتيرة الإنتاج بشكل جيد خلال العام ونصف العام الماضي، خاصة من الحقول غير التقليدية، مستدركا أنه "في المقابل ما زالت الإمدادات الدولية تتجه نحو الانكماش والضعف بسبب استمرار انخفاض الإنتاج".
وأوضح تقرير الشركة الدولية أنه بعد أكثر من ثلاث سنوات من حالة نقص الاستثمارات النفطية، التي عانتها السوق على نحو واسع بدأت قاعدة الإنتاج العالمية تظهر إشارات متسارعة على حالة من الضعف، ما عمق المخاوف على المعروض من النفط الخام خاصة في ضوء انخفاض ملحوظ في الإنتاج مقارنة بالعام الماضي في أكثر من 15 دولة منتجة للنفط الخام على مستوى العالم.
وأشار التقرير إلى أن الحالة الراهنة فى سوق وصناعة النفط الخام الدولية تؤكد حقيقة دامغة، مفادها أن هناك بالفعل حاجة ماسة ومتزايدة إلى زيادة الإنفاق والاستثمار فى مشروعات المنبع في الأسواق الدولية خلال السنوات القليلة المقبلة وبقرارات عاجلة لا تحتمل التأجيل.
ولفت إلى أنه أصبح من الواضح حتى المشاريع الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ والإنتاج خلال السنوات القليلة المقبلة لن تكون كافية لتلبية الطلب العالمي الواسع والمتزايد على النفط والغاز، بحسب تقدير المسؤولين فى شركتي "بيكر هيوز" و"شلمبرجير".
وقال التقرير الدولي "إنه حتى في الولايات المتحدة التي عرفت بالإنتاج والإمدادات الوفيرة والسريعة في السنوات الماضية، فإن تحديات وصعوبات واسعة تواجه عمليات الإنتاج في حقول النفط الصخري الزيتي فى الفترة الراهنة وترتبط هذه الصعوبات في جزء منها بتداخل الآبار التي ربما تكون قد وضعت بالقرب من بعضها البعض نتيجة لحدوث زيادات في أنشطة الحفر".
وأضاف أن "قائمة صعوبات الإنتاج الأمريكي طويلة ومتعددة وتشمل أيضا اختناقات الأنابيب وصعوبات النقل التي نشأت بسبب حالة وفرة الإنتاج وعدم تناسبها مع إمكانيات البنية التحتية، علاوة على أن أنشطة الحفر في المواقع المميزة والرخيصة قد استنزفت بالفعل بعدما حققت أعلى معدلات إنتاج وأكثر الإمدادات كثافة، ما جعل المستثمرين يتحركون إلى مناطق إنتاج أخرى أعلى تكلفة وأقل وفرة من الإمدادات، ومن حيث كثافة الإنتاج، ما ستكون له انعكاسات واسعة على إضعاف قدرة الإنتاج الأمريكي على الاستمرار فى نفس مستوى الوفرة الواسعة السابقة".
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار فى ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة مع حصول السوق على دعم من تراجع الدولار الأمريكي وتوقعات بأن تنخفض صادرات السعودية من الخام في آب (أغسطس)، وهو ما غطى على القلق بشأن التوترات التجارية بين أمريكا والصين وزيادات في المعروض.
وزاد الخام الأمريكي مكاسبه في أواخر الجلسة مع هبوط مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في أربعة أيام بعد تقارير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قلق من أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيزيد أسعار الفائدة مرتين في النصف الثاني من العام الجاري.
وأنهت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة دولارا، أو 1.44 في المائة، لتبلغ عند التسوية 70.46 دولار للبرميل.
وزادت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 46 سنتا، أو 0.68 في المائة، لتسجل عند التسوية 73.07 دولار للبرميل.
وأنهى الخام الأمريكي الأسبوع منخفضا نحو 1 في المائة في حين هبط برنت 3.1 في المائة.
من جانب آخر، سجل عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة أكبر انخفاض أسبوعي منذ آذار (مارس) مع تباطؤ معدل النمو على مدار الشهر المنقضي وسط انخفاضات أخيرا في أسعار النفط.
واتجهت أسعار الخام الأمريكي إلى تسجيل ثالث خسارة أسبوعية على التوالي مع تصاعد التوترات التجارية بين أمريكا والصين وهو ما يهدد بالإضرار بالطلب على النفط.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة الجمعة في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن شركات الحفر النفطي أوقفت تشغيل خمسة حفارات في الأسبوع المنتهي في العشرين من تموز (يوليو)، لينخفض إجمالي عدد الحفارات النفطية النشطة إلى 858"، وهذا هو أول انخفاض في ثلاثة أسابيع.
لكن عدد الحفارات النشطة، وهو مؤشر أولى للإنتاج مستقبلا، يبقى مرتفعا كثيرا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 764.