الولايات المتحدة: ثراء فاحش وفساد بين قادة إيران .. ونظام أشبه بـ "المافيا"

الولايات المتحدة: ثراء فاحش وفساد بين قادة إيران .. ونظام أشبه بـ "المافيا"

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس إيران من تداعيات "لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ"، وذلك ردا على تصريحات نارية للرئيس الإيراني حسن روحاني.
وفي رسالة مباشرة إلى روحاني كتب ترمب في تغريدة بالأحرف الكبيرة على تويتر "إياك وتهديد الولايات المتحدة مجددا وإلا فستواجه تداعيات لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ".
وجاءت التغريدة ردا على تحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني لترمب من "اللعب بالنار" لأن النزاع مع إيران سيكون - على حد تعبيره - "أم المعارك".
وتابع ترمب رده الذي كتبه بالكامل بالأحرف الكبيرة "لم نعد دولة يمكن أن تسكت على تصريحاتك المختلة حول العنف والقتل. كن حذرا".
وتعاني إيران أزمة اقتصادية حادة جراء العقوبات المنتظرة عليها من الولايات المتحدة، إضافة إلى انهيار عملتها، وارتفاع أسعار السلع وتفشي الفساد، ما دفع الإيرانيين حتى تجار البازار أشهر منطقة تجارية في البلاد، إلى الاحتجاج على سياسة حكومتهم التي تدعم الإرهاب على حساب مواطنيهم.
كما وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتقادا إلى القادة الإيرانيين وشبههم "بالمافيا" وتعهد بدعم لم يحدده للإيرانيين غير الراضين عن حكومتهم.
وبحسب "رويترز"، فإن بومبيو الذي كان يتحدث لجمهور في ولاية كاليفورنيا معظمه من أمريكيين من أصول إيرانية البارحة الأولى، وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف بأنهما "مجرد واجهة براقة لبراعة آيات الله في الاحتيال الدولي".
وقال بومبيو "إن ما يدير إيران أشبه بالمافيا منه بحكومة"، مشيرا إلى ما وصفه بأنه ثراء فاحش وفساد بين زعماء إيران.
وكان روحاني وظريف قد تفاوضا مع الولايات المتحدة وخمس دول أخرى على الاتفاق النووي الإيراني.
وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أيار (مايو) من الاتفاق المبرم في 2015 لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وتعد تصريحات بومبيو الأحدث في حملة من الخطب والرسائل أطلقتها إدارة ترمب بهدف إثارة الاضطرابات في إيران والضغط على حكومتها لإنهاء برنامجها النووي ودعمها جماعات مسلحة.
والهدف أن تتوافق هذه الحملة مع العقوبات الاقتصادية الصارمة التي تعتزم واشنطن فرضها مجددا على إيران خلال الأشهر المقبلة التي تشمل عقوبات على صادرات النفط الإيراني التي تشكل المصدر الرئيسي للعائدات في طهران.
وقال بومبيو "إن واشنطن ستعمل مع الدول التي تستورد النفط الإيراني لتقليل الواردات حتى تقترب من الصفر قدر الإمكان بحلول الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل".
وتؤكد إدارة ترمب علنا أن سياستها إزاء إيران لا تهدف إلى "تغيير النظام إنما تغيير مسلك طهران حتى توقف نشاطها النووي والصاروخي وتتوقف عن دعم وكلاء في الشرق الأوسط وجماعات مسلحة".
وقال بومبيو "يرجع الأمر في النهاية إلى الإيرانيين لتحديد مسار بلدهم، والولايات المتحدة ستدعم صوت الشعب الإيراني الذي تعرض للتجاهل لفترة طويلة".
وكان بومبيو يتحدث في مكتبة رونالد ريجان الرئاسية في سيمي فالي في كاليفورنيا أمام جمهور ضم نحو ألف شخص. وقوبلت تصريحاته بالتصفيق مرارا.
وذكر بومبيو أن "زعماء إيرانيين كبارا انتفعوا من عمليات اختلاس وصفقات محاباة ومكاسب أخرى غير مشروعة".
وأضاف أن "آيات الله "منافقون" ويبدو أنهم يهتمون بالثراء أكثر من الدين".
وقال "إن الحكومة الأمريكية ستطلق قناة تلفزيونية وإذاعة ناطقة باللغة الفارسية على مدار الأربع والعشرين ساعة علاوة على أدوات رقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وإن الحكومة تتخذ أيضا خطوات لمساعدة الإيرانيين على الالتفاف على الرقابة المفروضة على الإنترنت".
واستباقا للعقوبات الأمريكية، بدأ المستثمرون الأجانب في تصفية أنشطتهم في إيران، حيث توالى انسحاب الشركات، وآخرها "سي.إم.إيه سي.جي.إم" الفرنسية.
وقررت مجموعة "سي إم آ سي جي إم" الفرنسية، الثالثة في العالم للشحن البحري، الانسحاب من إيران بسبب العقوبات الأمريكية التي أعلن الرئيس دونالد ترمب في أيار (مايو) الماضي، إعادة فرضها على هذا البلد.
وأعلن باتريك بويانيه رئيس مجلس إدارة مجموعة "توتال" النفطية انسحابه من مشروع ضخم لتطوير المرحلة 11 من حقل فارس الجنوبي للغاز في إيران لعدم حصول الشركة على إعفاء من العقوبات الأمريكية، وأكد ردا على أسئلة "آر تي إل" على هامش المتلقى الاقتصادي أنه ليس لديه أي "خيار" آخر.
وأضاف "لا يمكن إدارة مجموعة دولية في 130 بلدا من دون الوصول إلى الأوساط المالية الأمريكية. وبالتالي، فإن القانون الأمريكي ينطبق فعليا وعلينا أن نغادر إيران".
وكشف أن "توتال" خسرت "40 مليون دولار" بسبب تخليها عن المشروع في إيران، لافتا إلى أن "هذا ليس بكثير بحسب معيار "توتال" التي تستثمر سنويا 15 مليار دولار".
وعلى إثر ذلك، بدأ المستثمرون الأجانب يخرجون من إيران وبينهم شركة "بيجو" الفرنسية للسيارات وشركة "ميرسك تانكرز" الدنماركية لناقلات النفط.
وتحت وطأة العقوبات الأمريكية المنتظرة، وشعورها بخسارة كل شيء وقرب انهيار نظامها، لم تجد إيران بدا إلا أن تلوح بوقف تصدير النفط عبر مضيق هرمز، لكن محاولاتها باءت بالفشل مع تهديد أمريكا طهران من تنفيذ الأمر، وانتقاد الصين سياستها.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية "إن البحرية الأمريكية مستعدة لضمان حرية الملاحة وتدفق حركة التجارة عبر مضيق هرمز".
كما طالب دبلوماسي صيني كبير، إيران ببذل مزيد من الجهد لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط والانسجام مع جيرانها، وفقا لـ "رويترز".
ويمر في مضيق هرمز ثلث صادرات العالم من النفط التي تنقل عبر البحار يوميا، وهو يربط الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسة في مناطق آسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها.
ولدى سؤاله عن التهديد الإيراني بغلق المضيق قال مساعد وزير الخارجية الياباني تشين شياو دونج "إن الصين أجرت اتصالات وثيقة بالدول العربية بشأن السلام في الشرق الأوسط".
وأضاف "تعتقد الصين أن على الدولة المعنية بذل مزيد من الجهد للإسهام في السلام والاستقرار في المنطقة والمشاركة في حماية السلام والاستقرار هناك. خاصة أنها دولة تطل على الخليج، لذا عليها أن تكرس نفسها لتكون جارة صالحة وأن تتعايش سلميا. وستواصل الصين لعب دورها الإيجابي والبناء".
وينتظر أن تواجه نحو 160 شركة أوروبية عاملة في إيران عقوبات أمريكية قاسية في حال استمرار تعاونها في تنفيذ مشاريع استثمارية مختلفة في البلاد.

الأكثر قراءة