«بي بي إنرجي»: دول الخليج سترفع استهلاك الطاقة في الشرق الأوسط 54 % بحلول 2040

«بي بي إنرجي»: دول الخليج سترفع استهلاك الطاقة في الشرق الأوسط 54 % بحلول 2040

توقع تقرير "بى بى إنرجي أوتلوك" الدولي ارتفاع استهلاك الطاقة في الشرق الأوسط بنسبة 54 في المائة، بحلول عام 2040، مشيرا إلى أن الزيادات الواسعة في عدد السكان في دول الخليج خلال الـ20 عام المقبلة، ستكون السبب الرئيسي لنمو الطلب.
وأشار التقرير الدولي الحديث إلى أن النمو السكاني في السعودية سيسجل 36 في المائة خلال تلك الفترة بينما سيكون أعلى نمو سكاني في سلطنة عمان بنسبة 45 في المائة يليها الإمارات 39 في المائة.
ولفت التقرير إلى أن دول الخليج تتطلع وتعمل بقوة إلى تعزيز مستقبل الطاقة من خلال تطوير الموارد النفطية بوتيرة سريعة وغير مسبوقة إلى جانب موارد الطاقة الاخرى خاصة الطاقة الجديدة والمتجددة .
وأشار التقرير إلى أن انتعاش إنتاج النفط هو أداة ضرورية للغاية بالنسبة للدول المنتجة في الخليج العربي وذلك في إطار سعيها إلى تعزيز قدرتها التنافسية العالمية في مجال الطاقة، لافتا إلى القدرات الاحتياطية الهائلة في المنطقة والتي تمثل أمرا بالغ الأهمية بالنسبة إلى دول الخليج من أجل أن تحتفظ بمكانتها في صدارة قائمة منتجي النفط العالميين.
وقلل التقرير من احتمال تحقق تنبؤات وكالة الطاقة الدولية بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون أكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2019 بسبب الاختناقات والصعوبات اللوجستية الحالية، مبينا أن أفاق نمو الطلب على الطاقة واسعة. وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بتأثير من انخفاض المخزونات النفطية الأمريكية إلى أدنى مستوى في 3 أعوام، إضافة إلى تعليق السعودية مرور شحنات الخام من مضيق باب المندب الاستراتيجي بالبحر الأحمر إثر هجوم ميليشيا الحوثي على ناقلتي نفط.
ويكبح تحقيق مكاسب أوسع استمرار زيادات الإنتاج التي تقودها "أوبك" بالتعاون مع المنتجين المستقلين لضخ نحو مليون برميل يوميا إضافية استجابة لرغبة المستهلكين وتعويضا عن تقلصات واسعة في المعروض بسبب تناقص إنتاج فنزويلا والعقوبات المتوقعة على إيران.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة "كيو اتش أي" للخدمات النفطية، إن السعودية عززت مستويات إنتاجها النفطي على نحو جيد منذ أن اتفق المنتجون في "أوبك" وحلفائهم من خارج المنظمة على تخفيف القيود على الإنتاج بهدف تعزيز المعروض النفطي العالمي دون الوقوع مرة أخرى في فخ تخمة العرض السابقة.
وأشار إلى أن منتجي الشرق الأوسط قدموا تعهدات قوية بسد الفجوات التي من المحتمل أن تتعرض لها الأسواق خاصة في ضوء قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتجديد العقوبات الاقتصادية على إيران إلى الحد الذي يهبط بمستوى صادراتها من النفط الخام إلى الصفر بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، أرتوراس فيفراس مدير الاستثمار في فكتوريا بنك بدولة مولدوفا، أن روسيا تقوم بخطط فعالة لإنعاش الاستثمار خاصة في ضوء التوجه الحالي لزيادة الإنتاج وتعويض السوق عن الانخفاضات الحادة في المعروض من دول إنتاج رئيسية.
وذكر أنه اعتبارا من العام المقبل سوف تقوم روسيا بإصلاحات مؤثرة من خلال خفض بشكل تدريجي على رسوم تصدير النفط الخام والمنتجات النفطية على أن يتم إلغاؤها بالكامل في عام 2024، موضحا أنه في نفس الوقت ستقوم روسيا برفع ضرائب استخراج النفط بنفس المقدار مما يدعم المركز المالي للمصدرين.
من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية"، أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، إن الحرب التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والصين لها تأثيرات واسعة على تجارة النفط بين البلدين وعلى النمو الاقتصادي بشكل عام، لافتا إلى أن واردات الصين النفطية من الولايات المتحدة ارتفعت على نحو واسع عندما ازداد الفارق بين سعري خامي برنت وغرب تكساس إلى أكثر من 10 دولارات.
ولفت إلى أن الصين اشترت 13 مليون برميل من النفط الأمريكي هذا العام بزيادة 4 ملايين برميل عن العام الماضي، مبينا أن التهديد المتبادل برفض رسوم جمركية بين البلدين قد يهبط بمستويات الواردات النفطية الصينية من الخام الأمريكي والتي من المرجح معها أن تعيد زيادة وارداتها النفطية من دول "أوبك".
وفيما يخص الأسعار، قاد خام برنت أسعار النفط للارتفاع أمس، ليواصل مكاسبه لليوم الثالث بعد أن علقت السعودية مرور شحنات الخام عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي بالبحر الأحمر وأظهرت بيانات انخفاض مخزونات النفط الأمريكية إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف السنة. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 42 سنتا بما يعادل 0.6 في المائة إلى 74.35 دولار للبرميل وبحلول الساعة 0648 بتوقيت جرينتش، بعد أن زادت 0.7 في المائة أمس الأول.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 69.35 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت ما يزيد على 1 في المائة في الجلسة السابقة.
وتمر معظم الصادرات من الخليج التي تُنقل عبر قناة السويس وخط الأنابيب سوميد أيضا عبر مضيق باب المندب.

الأكثر قراءة