استثمار السعودية في حقول النفط البحرية يرفع طاقتها الإنتاجية مليون برميل يوميا
قال تقرير "أويل برايس" الدولي إن السعودية تستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية بمقدار مليون برميل يوميا بحلول عام 2023 من خلال تعزيز الاستثمار فى عدد من الحقول البحرية من أجل تعويض الانخفاضات في الحقول الناضجة، مشيدا في هذا الإطار، بإبرام "أرامكو السعودية" عقد خدمات رئيس مع شركة "بيكر هيوز" للمساعدة في تعزيز الإنتاج في حقل مرجان النفطي.
والحقل هو أول مشروع ضمن ثلاثة مشاريع للتوسع في الحقول البحرية في المملكة، حيث ستقوم "بيكر هيوز" بتزويد "أرامكو" بخدمات الحفر والأنابيب الملتفة والخدمات الهندسية.
وبموجب العقد سيبدأ العمل في توسعة الحقل خلال الشهر الجاري، وتتضمن مجموعة خدمات الحفر التي ستقدمها "بيكر هيوز" تقنيات التسجيل أثناء الحفر وخدمات إدارة الاحتياطي والحفر الدوراني القابل للتوجيه.
وأضاف تقرير "أويل برايس" أن اللجنة الفنية المشتركة لممثلي "أوبك" وغير الأعضاء في "أوبك" ستبحث غدا الثلاثاء كيف يمكن أن توزع المجموعة فيما بينها زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا، التي تم الاتفاق عليها في حزيران (يونيو) الماضي في فيينا.
وأشار إلى أن زيادة الإنتاج التي تنفذها "أوبك" بالتعاون مع المستقلين تستهدف علاج حالة المخاوف في السوق، خاصة قلق المستهلكين من حالة الضيق والتشدد في السوق النفطية، وبالتحديد في ظل ارتفاع أسعار النفط الخام والبنزين.
ويرى التقرير أن قرار حزيران (يونيو) الماضي يعني ضمنا إعادة توزيع الحصص بين الدول المنتجة لتحقيق معدل امتثال جماعي بنسبة 100 في المائة.
وذكر التقرير أن الدولتين الأكبر في منظومة الإنتاج العالمي، وهما السعودية وروسيا، تسعيان إلى زيادة إنتاجهما بنحو 400 ألف برميل للسعودية و300 ألف برميل يوميا لروسيا.
وبحسب التقرير، فإن إيران تواجه صعوبات جمة بسبب توقعات انخفاض الإنتاج والصادرات نتيجة العقوبات الأمريكية، بينما تقاوم ذلك عن طريق الادعاء بأنه لا يمكن لأي دولة تجاوز حصص الإنتاج والتصدير للدول الأعضاء الأخرى تحت أي ظرف من الظروف – بحسب زعمها.
ولفت تقرير"أويل برايس" إلى تراجع أسعار النفط الخام بحدة في الأسبوع الماضي بعد أن كشفت إدارة معلومات الطاقة عن زيادة مفاجئة في مخزونات البنزين التي صعدت 1.8 مليون برميل إلى 234.62 مليون برميل، في حين توقع محللون هبوطا قدره 810 آلاف برميل، ما يشير إلى أن موسم القيادة في فصل الصيف قد اقترب من نهايته، ومن الممكن أن يؤدي إلى فترة ضعف الطلب، وبالتالي نمو قوي في مخزونات الخام.
ونوه التقرير إلى ارتفاع شحنات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة حيث قفزت صادرات النفط السعودية إلى السوق الأمريكية إلى أكثر من مليون برميل يوميا خلال الأسبوع الماضي "متوسط أربعة أسابيع" للمرة الأولى منذ عام 2017.
وأضاف أن الطلب العالمي على منصات الحفر البحرية المتنقلة سيزداد بنسبة 13 في المائة حتى عام 2020 مع تصعيد صناعة النفط للاستكشاف في الخارج.
في سياق متصل، توقع محللون نفطيون أن تواصل أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية بسبب ترقب العقوبات الأمريكية وتأثيرها الواسع على خفض الصادرات النفطية الإيرانية إلى جانب تصاعد مخاطر العوامل الجيوسياسية خاصة مع وقع الاحتجاجات العنيفة في العراق.
وأشار المحللون إلى أن تصاعد حدة الحرب التجارية الأمريكية - الصينية وزيادة نطاق التعريفات الجمركية بين البلدين يكبح تحقيق مكاسب سعرية واسعة، إضافة إلى صعود الدولار، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام.
وفي هذا الإطار، أوضح لـ"الاقتصادية"، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي إنتلجنس"، أن حالة عدم اليقين تهيمن على أسواق النفط الخام وتزيد فرص صعود الأسعار، خاصة في ضوء ترقب مدى تطبيق العقوبات الاقتصادية على إيران، التي تستهدف الإدارة الأمريكية بموجبها خفض الصادرات النفطية الإيرانية إلى مستوى الصفر.
وأضاف برايس أن السوق تبقى تحت ضغوط استمرار تأثير المخاطر الجيوسياسية، خاصة في ضوء الاضطرابات العنيفة التي تقع حاليا في ثاني أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك، وهو العراق، متمنيا أن تنجح اجتماعات المنتجين في "أوبك" وخارجها في الجزائر ثم في فيينا في بث الثقة في سوق النفط ودعم الوصول إلى حالة التوازن المستدام.
ومن جانبه، يقول لـ"الاقتصادية"، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، إن ارتفاع شحنات الخام السعودي إلى السوق الأمريكية يعكس قوة الطلب على النفط السعودي إلى جانب توافر القدرات الواسعة في الاحتياطات وفي الاستجابة لمتغيرات السوق عبر إجراء زيادات إنتاجية سريعة.
ولفت موسازي إلى حرص السعودية على التفاعل سريعا مع مطالب كبار الدول المستهلكة للخام وعلى رأسها الولايات المتحدة والهند من خلال توفير مزيد من الإمدادات التي تؤمن المعروض النفطي وتهدىء المخاوف في السوق وتبقي الأسعار في مستويات متوسطة وملائمة تدعم التوازن والاستقرار وتلبي تطلعات المنتجين والمستهلكين على السواء وتحفز النمو الاقتصادي العالمي.
ومن ناحيتها، تقول لـ"الاقتصادية"، جولميرا رازايفا كبيرة الباحثين في المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، إن فرص صعود الأسعار كبيرة، مشيرة إلى أن كثيرا من المصارف والمؤسسات المالية عدلت توقعاتها للأسعار بالرفع خلال العامين الجاري والمقبل.
وتضيف رازايفا أن اجتماع اللجنة الفنية لـ"أوبك" وخارجها خلال أيام، سيمهد لاجتماع أنجح في الجزائر للجنة مراقبة خفض الإنتاج بنهاية الشهر الجاري، منوهة إلى أن المسؤولية الأكبر حاليا تقع على عاتق تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها من خلال إجراء التقييم المستمر لتطورات العرض والطلب ومساعدة السوق على البقاء تحت مظلة آمنة من الاستثمارات الجديدة ووفرة الإنتاج.
وكانت أسعار النفط الخام قد اختتمت الأسبوع الماضي بلا تغير يذكر مع انخفاض الخام الأمريكي قليلا متضررا من ضعف أسواق الأسهم، لكن خام برنت القياسي العالمي ارتفع بدعم من عوامل جيوسياسية، مثل الاحتجاجات العنيفة في العراق.
وبحسب "رويترز"، أنهت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط جلسة التداول منخفضة سنتين اثنين لتبلغ عند التسوية 67.75 دولار للبرميل، في حين أغلقت عقود برنت مرتفعة 33 سنتا إلى 76.83 دولار للبرميل.
وأنهى الخام الأمريكي الأسبوع على خسارة 3 في المائة تقريبا، بينما تراجع برنت 0.8 في المائة.
وصعد الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسة بعد تقرير أظهر نموا قويا للوظائف في الولايات المتحدة في أغسطس، وهو ما يعزز التوقعات لثالث زيادة في أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام عندما يجتمع مجلس الاحتياطي الاتحادي في وقت لاحق هذا الشهر.
ويجعل صعود العملة الخضراء السلع الأولية المسعرة بالدولار، مثل النفط، أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى.
وأوقفت شركات الطاقة الأمريكية تشغيل حفارات نفطية للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع مع ركود عدد الحفارات على مدار الأشهر الثلاثة الماضية إلى جانب أسعار الخام.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن شركات الحفر أوقفت تشغيل حفارين نفطيين في الأسبوع المنتهي في السابع من أيلول (سبتمبر) لينخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 860".
وارتفع عدد الحفارات النفطية النشطة في أمريكا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، بمقدار حفار واحد في أغسطس بعد أن زاد ثلاثة حفارات في تموز (يوليو) وبعد انخفاضه بمقدار حفار واحد في يونيو.
لكنه أعلى من مستواه قبل عام عندما بلغ 756 حفارا مع قيام شركات الطاقة بزيادة الإنتاج توقعا لارتفاع الأسعار في 2018 عن الأعوام السابقة.
وبلغ متوسط أسعار عقود النفط الأمريكي منذ بداية العام الحالي 66.47 دولار للبرميل، مقارنة بـ 50.85 دولار في عام 2017 و43.47 دولار في 2016.
وتأثرت أسعار الخام الأمريكي بفعل زيادة في مخزونات الوقود المكرر وقوة الدولار وضعف سوق الأسهم وتأثير أضعف من المتوقع للعاصفة جوردون في إنتاج النفط في منطقة ساحل الخليج الأمريكي.