انتقادات بيئية لعمليات تمويل مشاريع النفط الصخري
وقَّعَ أكثر من 400 ألف شخص يمثلون 138 دولة على عريضة دولية رعتها منظمة "جرين بيس" غير الحكومية، المعروفة باسم منظمة السلام الأخضر، ضد تمويل مشاريع خطوط أنابيب النفط المستخرج من الرمال النفطية "الصخر القاري" عبر 12 مصرفاً ومؤسسة مالية متعددة الجنسية تتولى التمويل.
ووجهت منظمة السلام الأخضر، مذكرتها إلى كل من مصرف كريدي سويس "سويسرا"، وباركليز "بريطانيا"، وجي بي مورجان تشيس "الولايات المتحدة"، وتورونتو دومينيون "كندا"، ورويال بانك أوف كندا "كندا"، وسيتي بانك "الولايات المتحدة"، ودويتشه بانك "ألمانيا"، وبانك أوف طوكيو ميتسوبيشي "اليابان"، وكريدي أجركول "فرنسا"، وويلز فاركو "الولايات المتحدة"، وبي بي في آي "الولايات المتحدة، إسبانيا"، وميزوهو "اليابان".
وتطالب العريضة على وجه التحديد المصارف الـ 12 بأن تُنهي على الفور علاقاتها المالية بمشاريع النفط الصخري وبالشركات النشطة في بناء هذه الأنابيب، وأيضاً بالشركة الرئيسة وراء بناء وإدارة خطوط أنابيب النفط المستخرج من الرمال، وهي داكوتا إكسس بايبلاين "دي أي بي إل".
وقالت المنظمة "إن استخراج النفط الصخري يؤدي إلى زيادة الإحترار العالمي أكثر من النفط التقليدي ويسبب ضررا لا رجعة فيه للبيئة".
وبهذا الإجراء، تعتزم "جرين بيس" إقناع هذه المصارف والمؤسسات المالية الدولية بأن مزيدا من الناس في جميع أنحاء العالم يطالبونها بتحمل المسؤولية عن السياسة المناخية.
وشرحت "جرين بيس" في مطوية الطريقة المُدمِّرة للبيئة التي يتم بموجبها استخراج النفط من الرمال أو الصخور.
وحسب تقرير كتبه الدكتور كارل كلارك، الذي سجل براءة اختراع في استخراج النفط الرملي بواسطة المياه الساخنة، وهو بروفيسور يعمل لمصلحة مجلس أبحاث مقاطعة ألبرتا الكندية "شمال شرق" وهي واحدة من أغنى مقاطعات العالم في النفط الرملي.
وتقول منظمة السلام الأخضر، "إنه حسب هذه الطريقة المُدمِّرة، يتم الحفر عميقاً جداً في باطن الأرض وتسليط مياه ساخنة جداً على الرمل الذي يحتوي على القار أو النفط، ليتم بذلك خلط الرمل النفطي مع الماء الساخن بهدف تكوين مزيج طيني، وهنا تُستخدم خطوط الأنابيب لنقل مزيج الرمل النفطي من المنجم إلى مصنع الاستخراج.
وبعد ذلك يتم وضع المزيج الطيني في براميل دوارة ضخمة يتم فيها تسليط مزيد من الماء الساخن والبخار على هذا المزيج، وعندها تبدأ جُزيئات النفط الرملي في الانفصال عن ذرات الرمل والتشبث بفقاعات صغيرة من الهواء.
وعقب ذلك يكون الطين مهيئا للنخل حيث يودع في حاويات فصل مخروطية كبيرة لينفصل الخليط إلى ثلاث طبقات، هي: الرمل والماء والقار، ومن خلالها يتم حصاد القار الرملي عن طريق قشطه على شكل رغوة.
ومن ثم تستقر حبات الرمل الكبيرة في الجزء السفلي ليتم ضخها في أنابيب نحو مدفن للقمامة، وتسمى بعض الجزيئات الصغيرة جداً من القار والمعادن، بالمختلطة، حيث تبقى في طبقة من المياه الوسيطة ليتم سحبها وضخها عبر الأنابيب إلى مصنع للاستخراج".
وفي زيوريخ، العاصمة المالية لسويسرا، حيث مقر "كريدي سويس"، سلَّمت "جرين بيس" المذكرة للمصرف، وهي تنتظر الآن رداً من ثاني أكبر المصارف السويسرية قبل انعقاد مؤتمر المناخ في بلدة كاتوفيتسه "بولندا" في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، حسبما قال لـ "الاقتصادية" ماتياس شليجل، الناطق الرسمي باسم الفرع السويسري لمنظمة السلام الأخضر.
ونصب نحو 20 شخصاً من أنصار المنظمة ستة ألواح بيضاء كبيرة أمام النوافذ المستديرة في الطابق الأرضي لمقر "كريدي سويس" في زيورخ.
وبعد ذلك بدأ هؤلاء بكتابة أسماء وبلدان الأشخاص الـ 400 ألف الموقعين على العريضة، وأشار شليجل إلى أن الأمر استغرق يوما كاملا لكتابة الأسماء على الألواح الخشبية.
وتؤكد كاتيا نيكيتينكو، إخصائية الشؤون المالية في "جرين بيس"، أنه يتعين على تلك المصارف مراجعة نموذجها التجاري بالكامل والتحرك نحو اقتصاد مُستدام منخفض الكربون.
وتقول نيكيتينكو، "إن استخراج الرمال النفطية يؤدي إلى زيادة الاحترار العالمي حتى أكثر من النفط التقليدي ويسبب ضرراً لا رجعة فيه للبيئة".
وتضيف، أنه "يجب على المصارف أن تبرهن بشكل مقنع للناس على الكيفية التي تعتزم بها منح تدفقاتها المالية، بما يتوافق مع أهداف اتفاق باريس بشأن المناخ، كما أنها مُطالبة بالخروج الفوري من تمويل الأعمال التجارية التي تعمل في مجال الفحم والرمال النفطية".