رغم فقدان برنت 3 دولارات وتراجعه إلى 71.55 دولار .. النفط يواصل حصد مكاسبه الأسبوعية
انخفضت أسعار النفط أمس بفعل توقعات بأن "أوبك" ستعزز الإنتاج قريبا لتعويض انخفاض صادرات إيران بعد تشديد عقوبات أمريكية على طهران.
لكن الأسعار على مسار تحقيق أطول مكاسب أسبوعية في سنوات، في الوقت الذي تشهد فيه أسواق النفط شحا في ظل اضطرابات الإمدادات وتنامي المخاوف الجيوسياسية، خصوصا بشأن العقوبات الأمريكية ضد إيران وفنزويلا.
بحسب "رويترز"، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 71.55 دولار للبرميل منخفضة 2.79 سنت أو 3.75 في المائة مقارنة بسعر الإغلاق السابق.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62.66 دولار للبرميل متراجعة 2.55 سنت أو 3.91 في المائة.
يأتي هذا الانخفاض بعد أن ارتفع خام برنت فوق 75 دولارا للبرميل للمرة الأولى هذا العام يوم الخميس بعد أن علقت ألمانيا وبولندا وسلوفاكيا واردات نفط روسية عبر خط أنابيب رئيس، بسبب انخفاض الجودة، ويحرم هذا التحرك أجزاء من أوروبا من مسار إمدادات رئيس.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط ثامن مكاسبه الأسبوعية على التوالي، في أطول سلسلة ارتفاعات أسبوعية منذ النصف الأول من 2015، بينما ارتفع برنت للأسبوع الخامس، في أطول فترة صعود منذ نيسان (أبريل) 2018.
وتقود تخفيضات إنتاج تقودها منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" والعقوبات الأمريكية على فنزويلا وإيران النفط، والعقود الآجلة للخام مرتفعة نحو 40 في المائة منذ بداية العام.
وقالت فيتش سولوشنز في مذكرة "بالنظر إلى المخاوف المحيطة بتقلص الإمدادات من ليبيا وفنزويلا وإيران، فإن الرؤية لبرنت في الأجل القصير متفائلة".
واتجهت فنزويلا إلى استيراد النفط للمرة الأولى في خمس سنوات خلال الشهر الجاري مع انخفاض الإنتاج.
وقامت شركة الطاقة الحكومية في فنزويلا "بي.دي.في.إس.إيه" بتفريغ ما يقرب من مليون برميل من النفط النيجيري المخفف، والحلو "لا كبريتي" الثلاثاء الماضي، بعد أن شحنته في مطلع الشهر الجاري.
وكانت المرة الأخيرة التي اتجهت فيها فنزويلا إلى استيراد النفط في 2014، ويأتي ذلك تزامنا مع انخفاض إنتاج فنزويلا لأدنى مليون برميل يوميا للمرة الأولى في 16 عاما، وذلك خلال مارس الماضي.
وتواجه فنزويلا عقوبات اقتصادية من جانب الولايات المتحدة، الأمر الذي يفاقم من أزمتها الاقتصادية وقدرتها على الإنتاج النفطي.
ومن المقرر أن تنهي واشنطن العمل باستثناءات من العقوبات على إيران، مطالبة الدول بوقف وارداتها النفطية من طهران اعتبارا من أيار (مايو)، وإلا فإنها ستواجه عقوبات.
ويرى بنك جولدمان ساكس أن القرار الأمريكي المتعلق بإلغاء استثناء بعض الدول من العقوبات ضد إيران سيكون له تأثير محدود في الأسعار، حتى لو كان توقيت تنفيذه مفاجئا أكثر من المتوقع.
وجاء في مذكرة صادرة عن البنك الأمريكي، "في الوقت الذي نقر فيه بمخاطر الاتجاه الصعودي على المدى القريب، فإننا نكرر أن متوسط سعر خام برنت في الربع الثاني من العام الجاري سيراوح بين 70 دولارا إلى 75 دولار للبرميل".
ولا يزال بنك "جولدمان ساكس" يتوقع هبوط أسعار النفط في 2020 نتيجة أن سوق المعروض ستصبح في وضع أفضل في العام المقبل، وذلك إلى جانب حالة عدم اليقين المرتفعة بشأن استمرار "أوبك" وحلفائها في خفض الإنتاج أم لا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية "إن أسواق النفط العالمية لديها إمدادات بشكل كاف"، مشيرة إلى أن الطاقة الإنتاجية الفائضة لا تزال عند مستويات مريحة.
وأضافت الوكالة الدولية في تقريرها الشهري، أنه "نتيجة لامتثال "أوبك" وحلفائها لاتفاق خفض الإنتاج، فقد ارتفعت الطاقة الإنتاجية الفائضة إلى 3.3 مليون برميل يوميا، بقيادة السعودية التي تصل طاقتها الإنتاجية الفائضة إلى 2.2 مليون برميل يوميا".
في حين ذكرت الوكالة أن تشديد العقوبات الأمريكية ضد إيران سيكون له تأثير في قدرتها التصديرية، مضيفة أن "الشحنات الإيرانية من الخام والمكثفات تقارب 1.1 مليون برميل يوميا، بانخفاض بلغ 300 ألف برميل يوميا عن مستويات مارس ويقل 1.7 مليون برميل يوميا عن مايو 2018 قبل فرض العقوبات".
وارتفعت مخزونات النفط في الولايات المتحدة بأكثر من التوقعات خلال الأسبوع الماضي، في حين تراجعت مخزونات البنزين.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفاع مخزونات النفط بمقدار 5.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 460.6 مليون برميل.
وكانت توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 0.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
في حين انخفضت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي.
من جهة أخرى، ارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، بأكثر من تقديرات المحللين.
وأظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن مخزونات الغاز الطبيعي صعدت 92 مليار قدم مكعبة في الأسبوع الماضي لتصل إلى 1339 مليار قدم مكعبة.
وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكي سترتفع بمقدار 90 مليار قدم مكعبة في الأسبوع المنقضي.
أما على أساس سنوي، فقد شهدت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ارتفاعا قدره 55 مليار قدم مكعبة في الأسبوع الماضي مقارنة بالفترة نفسها من 2018.
وانخفض سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم شهر أيار (مايو) بنسبة 0.4 في المائة ليسجل 2.45 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.