مصنعو الهواتف يتنافسون في أجهزة الفئة المتوسطة
مع احتدام النزاع، الذي ظهر على السطح أخيرا بين كل من شركة جوجل المطورة لنظام أندرويد وشركة هواوي الصينية، وبعد أن كانت الثانية مسيطرة على جزء كبير من سوق الأجهزة الذكية خاصة فئة الأجهزة المتوسطة، قامت الشركات الأخرى المصنعة للهواتف الذكية بزيادة تركيزها على الفئة المتوسطة من الهواتف التي تمثل النصيب الأكبر من مبيعات الهواتف عالمياـ
فبعد أن كشفت تقارير مؤسسة IDC لأبحاث السوق عن أرقام المبيعات في الربع الأول من عام 2019، التي أوضحت أن الشركات تواجه كثيرا من الصعوبات في بيع هواتفها وتحديدا الهواتف الرائدة مرتفعة السعر، بات الجميع يبحث عن السيطرة على هذا الجزء من السوق للحصول على الفئة الأكبر من المستخدمين لتعويض ضعف مبيعات الهواتف المتقدمة.
الحصة السوقية للهواتف الذكية
فبحسب IDC انخفضت مبيعات هواتف آيفون قليلا عما كانت عليه في الربع الأخير من عام 2018، وهو أمر طبيعي كونها تطلق هواتفها الجديدة في وقت واحد من العام، لكن مع انخفاض نسبة المبيعات السنوية بمقدار 30 في المائة، بات عليها التفكير جديا في استراتيجية جديدة لا تقتصر فقط على إطلاق هواتف أرخص مثل آيفون XR، بل أيضا تقديم شيء جديد للمستخدمين، حيث يرى مستخدمون أن هاتف آيفون XS لا يتعدى كونه نسخة مكبّرة عن سلفه آيفون X.
ولم يكن هذا الأمر حكرا على هواتف شركة أبل فقط، بل طال هذا الأمر الأجهزة العاملة بنظام أندرويد، حيث إن هواتف جوجل بيكسل انخفضت أيضا هي الأخرى، بحسب ما صرحت فيه "جوجل" بأن عدد الأجهزة المبيعة ينخفض عاما بعد عام، ما يضيف مزيدا من الضغط على قطاع صناعة الهواتف الذكية الرائدة، وبالرغم من أن "سامسونج" كانت الأولى في مبيعات الأجهزة، التي وصلت إلى 72 مليون هاتف ذكي تقريبا، إلا أنها بدأت تخسر جزءا من السوق بسبب انخفاض المبيعات بنسبة 8 في المائة.
أما شركة هواوي الصينية، التي تجاوزت الجميع وتصدرت لائحة المبيعات بزيادة 50 في المائة، مقارنة بمبيعات الربع الأول من العام الماضي، حيث حصدت "هواوي" ثمار استراتيجيتها الناجحة في الوقت، الذي تواجه فيه الشركات كثيرا من المصاعب في بيع منتجاتها الجديدة. يرجع بعض المحللين السبب في هذا إلى الخيارات المتعددة من الهواتف، التي تمتلكها الشركة، التي تستهدف جميع الأسواق والفئات، بعد أن كانت لا تسيطر سوى على 5 في المائة من سوق الهواتف الذكية في بداية عام 2015، وأصبحت الآن ثاني أكبر المصنعين من حيث الحصة السوقية المسيطرة على 17 في المائة من السوق العالمية وواعدة بتجاوز
"سامسونج" واحتلال المركز الأول خلال عامين على الأكثر.
وكشفت IDC عن الحصة السوقية لأكبر مصنعي الهواتف الذكية في العالم في الربع الأول من العام الجاري، الذي احتلت فيه "سامسونج" المرتبة الأولى بنسبة 21 في المائة تلتها "هواوي" بنسبة 17 في المائة، ثم "أبل" بنسبة 12 في المائة.
يختلف الخبراء في تفسير سبب ارتفاع مبيعات شركة هواوي بهذا الشكل الجنوني وتقلصها عند اللاعبين الكبار كـ"سامسونج" و"أبل"، ويعزي بعضهم هذا السبب إلى اختلاف السوق العالمية في حين يعزيه آخرون إلى أن سوق الهواتف المنخفضة والمتوسطة بدأ بالتأثير في باقي الفئات السعرية، كما أن نسبة تغيير المستخدمين لهواتفهم قد انخفضت عما كانت عليه من قبل.
هل الأسعار هي السبب؟
ومع ازدياد أسعار الهواتف الذكية أكثر وأكثر في السنوات القليلة الماضية لتتجاوز عتبة الـ1000 دولار، ازدادت الصعوبة في إقناع المستخدمين بدفع هذه المبالغ، ما اضطر الشركات إلى زيادة اهتمامها بفئة الهواتف المتوسطة والمنخفضة، فـ"جوجل" التي تعرف بتوجهها نحو الهواتف الرائدة فقط أطلقت أخيرا هاتف الفئة المتوسطة Pixel 3a، بينما جددت "سامسونج" سلسلة هواتف A المخصصة للفئة المتوسطة والمنخفضة بشكل جذري.
وحاولت الشركات اللعب على وتر الأسعار أمام المستخدمين، حيث عرضت "جوجل" هواتف Pixel 3 بنصف القيمة السعرية منذ فترة مضت، لتخفض بعدها سعر هواتفها بمقدار 200 دولار، فيما قامت "سامسونج" هي الأخرى بخفض سعر هاتفها جالاكسي إس 10 بمقدار 200 دولار عن سعره الأصلي، في محاولة منها للسيطرة على السوق في ظل ما يحدث بين "جوجل" و"هواوي".
هواتف أندرويد
عند مقارنة الهواتف المتوسطة العاملة بنظام أندرويد ببعضها بعضا يتضح الشبه الكبير بينها باختلاف مصنعيها، وعلى الرغم من وجود الاختلافات البسيطة، لذلك عملت الشركات على البحث عن الميزة التنافسية لبيع هواتفها، إما عبر السعر أو البطارية أو المعالج، فيما قامت شركات أخرى متعمدة باللجوء إلى حيل لإقناع المستخدمين بشراء هواتف جديدة كإبطاء المعالج، كلما انخفض أداء البطارية أكثر.
تعليق الصورة: تقلبات سوق الهواتف تغير موازين اللعبة بين المصنعين.