«برنت» يوسع مكاسبه القوية بفعل مخاوف تقلص تدفقات الخام
واصل خام مزيج برنت القياسي أمس مكاسبه القوية التي سجلها في اليوم السابق عقب هجمات تعرضت لها ناقلتا نفط في خليج عمان ما أثار مخاوف بشأن تقلص تدفقات الخام عبر أحد مسارات الشحن الرئيسة في العالم.
وبحسب "رويترز"، دفعت الهجمات التي وقعت قرب إيران ومضيق هرمز أسعار النفط للارتفاع 4.5 في المائة الخميس الماضي، ما أوقف انخفاضا سجلته الأسعار في الأسابيع الأخيرة بفعل مخاوف بشأن الطلب العالمي.
وهذه المرة الثانية في شهر التي تتعرض فيها ناقلات لهجمات في أهم منطقة لإمدادات النفط في العالم في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 23 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 61.54 دولار للأوقية، بعد أن صعدت 2.2 في المائة عند التسوية أمس الأول، لكن عقود برنت سجلت انخفاضا أسبوعيا نسبته نحو 3 في المائة متراجعة بذلك للأسبوع الرابع.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار سنت إلى 52.27 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت في وقت سابق. وأغلق خام غرب تكساس أيضا مرتفعا 2.2 في المائة في الجلسة السابقة، لكنه سجل انخفاضا بنحو 3.2 في المائة على أساس أسبوعي.
وتتصاعد التوترات في الشرق الأوسط منذ قرر الرئيس الأمريكي انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق نووي عالمي أبرم مع إيران في 2015 وأعاد فرض عقوبات على طهران مستهدفا صادراتها النفطية على وجه الخصوص.
وحمل الرئيس الأمريكي إيران أمس المسؤولية عن هجوم على ناقلتي نفط عند مدخل الخليج على الرغم من نفي طهران المتكرر وهو ما أجج المخاوف من تفجر مواجهة في الممر الملاحي الحيوي لقطاع النفط.
وهددت طهران من قبل بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس استهلاك العالم من النفط في حالة منعها من تصدير نفطها.
وجاء هجوم الخميس الماضي بعد هجمات مشابهة قبل شهر على أربع ناقلات حملت واشنطن طهران المسؤولية عنها أيضا.
وحين سئل ترمب، كيف يعتزم التعامل مع طهران ومنع وقوع مزيد من الحوادث من هذا النوع؟، قال ترمب لشبكة فوكس نيوز "سنرى"، مضيفا أن أي خطوة لإغلاق مضيق هرمز، الذي تستخدمه الدول المنتجة في منطقة الخليج لتصدير الخام، لن تستمر طويلا.
ونشر الجيش الأمريكي مقطع فيديو يظهر ضلوع الحرس الثوري الإيراني في الهجوم الذي استهدف الناقلة النرويجية فرنت ألتير والناقلة اليابانية كوكوكا كاريدجس في خليج عمان عند مدخل الخليج.
وقال الجيش الأمريكي إن مقطع فيديو بالأبيض والأسود التقطته مقاتلة أمريكية يظهر أفرادا من الحرس الثوري على متن أحد قوارب الدورية الخاصة بهم وهم يقتربون من كوكوكا كاريدجس بعد أن شهدت الناقلتان انفجارات ويزيلون لغما لاصقا لم ينفجر من هيكل الناقلة.
أما الناقلة النرويجية فرنت ألتير التي اشتعلت فيها النيران بسبب الانفجار فما زالت تتقاذفها الأمواج في خليج عمان على الرغم من إخماد الحريق الذي أدى إلى تفحم هيكلها.
وقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إن السياسة الأمريكية تقوم على استخدام الجهود الاقتصادية والدبلوماسية لإعادة إيران إلى الطاولة للتفاوض على اتفاق أوسع نطاقا.
من جانبه، قال هيروشيجي سيكو وزير الصناعة الياباني إن الهجوم على ناقلتين في خليج عمان سيخضع للنقاش في اجتماع وزراء الطاقة والبيئة في مجموعة العشرين مطلع الأسبوع الجاري.
وسيعقد الاجتماع الوزاري لاقتصادات مجموعة العشرين في كارويزاوا شمال غرب طوكيو، قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين في أوساكا غرب اليابان يومي 28 و29 حزيران (يونيو).
وأشار سيكو خلال مؤتمر صحافي روتيني "الحفاظ على أمن الطاقة أمر يمكننا أن نشترك فيه مع بقية الوزراء وهو مسألة سياسة مهمة ستخضع للنقاش في اجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين".
وأضاف "الشرق الأوسط منطقة مهمة لأمن الطاقة العالمية. ونريد إجراء محادثات مع بقية الوزراء بشأن مخاوفنا إزاء الأمن والتهديدات العالمية"، وأوقفت اليابان المشتريات في وقت سابق من العام الحالي بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران، وشدد سيكو على أن الهجمات لن تؤثر في إمدادات الطاقة اليابانية.
وعلى صعيد الطلب، خفضت "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بسبب النزاعات التجارية وأشارت إلى مخاطر حدوث تراجع أكبر ما يبرر تمديد قيود على الإمدادات حتى نهاية 2019.
ومن المقرر أن تجتمع المنظمة وحلفاؤها في الأسابيع المقبلة لاتخاذ قرار بشأن الإبقاء على قيود الإمدادات.
ويشعر بعض الأعضاء في المنظمة بالقلق إزاء تراجع الأسعار على نحو حاد، على الرغم من مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالتحرك لخفض سعر النفط.
وأشارت "أوبك" في تقريرها الشهري إلى أن الطلب العالمي على النفط سيزيد 1.14 مليون برميل يوميا هذا العام، بما يقل 700 ألف برميل يوميا عن التقديرات السابقة.
من جانبه، حث ألكسندر ديوكوف الرئيس التنفيذي لجازبروم نفط الروسية أمس مجموعة أوبك والمنتجين المستقلين على زيادة إنتاج النفط اعتبارا من النصف الثاني من العام بهدف الحفاظ على توازن السوق والإبقاء على أسعار مقبولة للنفط.
وأبلغ ديوكوف الصحافيين أن سعر النفط في نطاق 55 - 65 دولارا للبرميل "مقبول" للمنتجين الروس، وأضاف أن الشركة مستعدة سريعا لتعويض إنتاجها النفطي الذي تقلص بفعل اتفاق عالمي.