المخاطر الجيوسياسية تلقي بظلالها على أسواق النفط وتدفعها إلى مزيد من الارتفاع
عادت المخاطر الجيوسياسية لتلقي بظلال قوية على سوق النفط وتدفعها إلى تسجيل مكاسب
في ختام الأسبوع، بينما جاء الأداء ضعيفا على مدار الأسبوع، بسبب تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وأنهى خام برنت الأسبوع على خسارة بنحو 2 في المائة في رابع هبوط أسبوعي على التوالي، بينما بلغت خسائر الخام الأمريكي على مدار الأسبوع 3 في المائة.
وجاءت الاعتداءات على ناقلات النفط لتلهب المشهد السياسي في الشرق الأوسط وتجدد المخاوف على الإمدادات النفطية في هذه المنطقة الحيوية، حيث دفعت الهجمات التي وقعت بالقرب من إيران ومضيق هرمز أسعار النفط بما يصل إلى 4.5 في المائة يوم الخميس الماضي.
وفى هذا الإطار، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن عديدا من المخاطر الأساسية لا تزال قائمة، حيث تراقب المنظمة من كثب تطورات سوق النفط والانحدار الاقتصادي، الذي كان سائدا في الأسواق في الأسابيع الأخيرة مع وجود تحديات وشكوك كبيرة تتعلق بالمفاوضات التجارية الجارية وتطورات السياسة النقدية، فضلا عن القضايا الجيوسياسية.
ونوهت المنظمة في تقرير حديث لها إلى قول محمد باركيندو الأمين العام للمنظمة، بأنه سيتم مناقشة كل ذلك بالتفصيل خلال المؤتمر الوزاري المقبل لـ"أوبك"، حيث ستركز المناقشات على توازن السوق واستقراره لمصلحة المنتجين والمستهلكين والعالم بأسره، مشيرا إلى أن هذا الالتزام التاريخي بالتعاون وإحداث فرق لمصلحة الجميع، يؤكد كيف ترى "أوبك" المستقبل؟.
وأوضح التقرير أن التعاون والحوار الدوليين يعكسان فكر "أوبك" والإجراءات التي تتخذها، لافتا إلى أنهما بالفعل هما مفتاح "انتقال الطاقة"، حيث يجمع كل من المنتجين والمستهلكين، لافتا إلى أن جميع أصحاب المصلحة في صناعة الطاقة يسعون لمحاولة تطوير هذا الانتقال بأقل قدر من الاضطراب.
ونبه التقرير إلى أنه بالنظر إلى الأهمية الكبيرة للطاقة في حياتنا اليومية، فإن المجتمعات بحاجة إلى التفكير مليا في معنى انتقال الطاقة، ونحن جميعا بحاجة إلى اتباع المسار الصحيح لقيادتنا إلى مستقبل الطاقة المستدامة، لافتا إلى الحاجة للعمل جميعا معا خطوة بخطوة، وإيجاد القضايا المشتركة وتقدير ما هو على المحك.
وأضاف أن هناك شيئا واحدا يمكن أن نتفق عليه جميعا وهو أن العالم سيحتاج إلى مزيد من الطاقة في العقود المقبلة، ومن السهل تقدير الأسباب.
وتوقع التقرير أن يتضاعف الحجم الإجمالي للاقتصاد العالمي في عام 2040 إلى 214 في المائة مقارنة بعام 2017، لافتا إلى أنه خلال الإطار الزمني نفسه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى نحو 9.2 مليار بزيادة أكثر من 1.5 مليار عن المستوى الحالي.
وشدد التقرير على أنه لا ينبغي أن ننسى أيضا أن فقر الطاقة لا يزال يمثل آفة في عصرنا على الرغم من أنه في إشارة إلى تقدم كبير ذكرت وكالة الطاقة الدولية أخيرا أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الكهرباء انخفض إلى أقل من مليار شخص في عام 2017، وهناك كثير من العمل لا يزال يتعين القيام به علاوة على ذلك لا يزال هناك ثلاثة مليارات شخص يفتقرون إلى الوقود النظيف لأغراض الطهي.
وذكر التقرير أن الإنسان بحاجة إلى الانتقال إلى عالم أكثر شمولا يتمتع فيه كل شخص بالحصول على الطاقة، سواء أكان شابا أو كبيرا فقيرا أو غنيا.
وأوضح أن نشرة توقعات سوق النفط الدولي الصادرة عن منظمة أوبك في 2018 توقعت أن يزداد الطلب العالمي على الطاقة بنحو 33 في المائة بحلول عام 2040، مشيرا إلى أن الطاقة مطلوبة لتوفير مزيد من احتياجات المنازل ومزيد من الخدمات والأعمال التجارية والسيارات والطائرات والسفن.
وشدد التقرير على أن نحو 95 في المائة من الزيادة في الطلب على الطاقة من المتوقع أن تأتي من الدول النامية مع استمرار الصين والهند في قيادة هذا الطريق، لافتا إلى الحاجة لفهم التهديد الذي يشكله تغير المناخ على بيئتنا.
وبحسب التقرير فإن "أوبك" لا تزال تشارك بشكل كامل وداعم لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "اتفاق باريس"، الذي لا يزال الإطار العالمي الوحيد القابل للتطبيق لمعالجة تغير المناخ، مشيرا إلى أن مؤتمر كاتوفيتشي في بولندا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي نوه إلى وجوب أن تكون صناعة النفط جزءا من حل مشكلة التغير المناخي.
وشدد التقرير على أنه في حين أن العالم سيحتاج إلى مزيد من الطاقة، وما زالت هناك مليارات من البشر بحاجة إلى التخلص من فقر الطاقة فإنه يحتاج أيضا إلى استخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة، واستمرار في النظر في تطوير وتبني تكنولوجيات الطاقة الأنظف.
ونوه التقرير إلى أن هذا التحدي الرئيس هو ما أطلق عليه مجلس الطاقة العالمي "ثلاثية الطاقة"، التي تنطوي على تحقيق التوازن بين هذه الأهداف الثلاثة التي تبدو متضاربة في الوقت نفسه.