ارتفاع استهلاك الهند من الخام السعودي 11 % في 7 أشهر
أظهرت بيانات خاصة بحركة ناقلات النفط أن استهلاك الهند من النفط السعودي خلال الأشهر السبعة حتى أيار (مايو) ارتفع بنسبة 11 في المائة، إلى 804 آلاف برميل يوميا، في حين ارتفعت الواردات من الإمارات بنسبة 37 في المائة؛ لتصل إلى 360 ألف برميل يوميا.
وكشفت البيانات أن الهند، وهي ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، اشترت نحو 184 ألف برميل يوميا من أمريكا خلال الفترة من تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 إلى أيار (مايو) 2019، مقارنة بنحو 40 ألف برميل يوميا في الفترة نفسها من العام السابق.
تأتي هذه الزيادة في واردات الهند من النفط الأمريكي بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على إيران في تشرين الثاني (نوفمبر).
ووفقا لـ "رويترز" أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب؛ فرض العقوبات على إيران العام الماضي بسبب برنامجها النووي، لكنها سمحت لبعض المشترين بمواصلة الحصول على كميات محدودة من النفط الإيراني بموجب إعفاءات دامت ستة أشهر.
وفي أيار (مايو)، ألغت الولايات المتحدة هذه الإعفاءات، وقالت إن الدول التي تواصل شراء النفط الإيراني ستواجه عقوبات. واتجه المشترون الهنود بالفعل إلى شراء بعض الكميات من مصادر خارج الشرق الأوسط.
وأظهرت البيانات، أن الهند خفضت وارداتها خلال الفترة نفسها من إيران بمقدار 48 في المائة؛ لتصل إلى 275 ألف برميل يوميا. وفي وقت سابق هذا الشهر، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو؛ الذي سيزور نيودلهي اليوم، إنه يتعين على الهند زيادة مشتريات النفط والغاز من واشنطن لخفض الاعتماد على فنزويلا وإيران.
لكن آليات السوق تغيرت وأصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم.
وقالت سري بارافيكاراسو؛ مديرة النفط الآسيوي في شركة "إف.جي.إي" لاستشارات الطاقة: "إنتاج النفط الفنزويلي يتراجع الآن، والعراق قدرته محدودة على زيادة مبيعات النفط. لذلك لا يمكن لمصافي التكرير الهندية الهروب من النفط الأمريكي".
وأضافت، أن ارتفاع أسعار البيع الرسمية للخامات في الشرق الأوسط، وارتفاع العلاوات السعرية في السوق الفورية، يدفعان الهند أيضا إلى شراء مزيد من النفط الأمريكي.
وأظهرت البيانات أيضا أن الواردات من العراق انخفضت بنسبة 3.3 في المائة إلى 1.01 مليون برميل يوميا.
في المقابل، زادت واردات الخام من الولايات المتحدة بأكثر من أربعة أضعاف.
وقبل العقوبات الأمريكية المشددة هذا العام، أعادت شركات التكرير الهندية ترتيب صفقاتها السنوية لشراء مزيد من النفط من بعض الموردين بما في ذلك المكسيك، ووقعت عقودا جديدة مع الولايات المتحدة.
وأيضا، خلال السنوات القليلة الماضية، أنشأت مصافي التكرير الهندية وحدات ثانوية قادرة على معالجة الخامات الأقل تكلفة وأقل جودة.
وقال إحسان الحق؛ كبير محللي أبحاث وتوقعات النفط في شركة ريفينيتيف، "يمكن للهنود أن يمزجوا الخامات عالية الكبريت الثقيلة من المكسيك بالنفط الخفيف من الولايات المتحدة ومصادر أخرى للحصول على خام متوسط الكبريت يشبه الخام في الشرق الأوسط".
وأظهرت البيانات أن واردات الهند النفطية من المكسيك ارتفعت بنحو 13 في المائة في الفترة من تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 إلى أيار (مايو) 2019 مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 268 ألف برميل يوميا.
وقال إحسان، "الخام الأمريكي متاح بحسم كبير مقارنة بخام برنت وفي كثير من الأحيان مقارنة بدبي وعُمان. وهناك مجال أن يشتري الهنود مزيدا من الخام الأمريكي؛ لأنه سيظل منخفضا أمام برنت".
والعقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" أرخص بنحو سبعة إلى ثمانية دولارات للبرميل مقارنة بالعقود الآجلة للخام القياسي العالمي "برنت".