صادرات النفط الإيرانية قرب أدنى مستوى في 30 عاما
دفع تشديد الولايات المتحدة العقوبات على الخام الإيراني، صادرات طهران النفطية للانخفاض بواقع 450 ألف برميل يوميا إلى 530 ألف برميل يوميا قرب أدنى مستوى في 30 عاما.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس، إن ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي سيفوق الطلب العالمي، ويؤدي إلى تراكم كبير للمخزونات في أنحاء العالم في الأشهر التسعة المقبلة.
وبحسب "رويترز"، يبدو أن التوقعات تنبئ بالحاجة إلى أن تخفض "أوبك" وحلفاؤها الإنتاج، لتحقيق توازن في السوق على الرغم من تمديد اتفاقهم القائم، متوقعة انخفاض الطلب على نفط "أوبك" إلى 28 مليون برميل يوميا فقط في أوائل 2020.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري "شح الإمدادات في السوق ليس المشكلة في الوقت الراهن، ويبدو أن أي إعادة للتوازن قد تأجلت إلى المستقبل".
وأضافت "من الواضح أن هذا يمثل تحديا كبيرا لأولئك الذين يتولون مهمة إدارة السوق" في إشارة إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجين حلفاء مثل روسيا.
وذكرت الوكالة أن الطلب على نفط "أوبك" في أوائل 2020 قد ينخفض إلى 28 مليون برميل يوميا فقط، مع زيادة الإنتاج من خارج "أوبك" في 2020 بمقدار 2.1 مليون برميل يوميا، إذ من المتوقع أن يأتي مليونا برميل يوميا بالكامل من الولايات المتحدة.
وعند مستويات إنتاج "أوبك" الحالية البالغة 30 مليون برميل يوميا، تتوقع وكالة الطاقة احتمال ارتفاع المخزونات العالمية بمقدار 136 مليون برميل.
وأبقت الوكالة التي مقرها باريس على توقعاتها للطلب على النفط في الفترة المتبقية من 2019 وفي 2020، مشيرة إلى توقعات بتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ونمو للاقتصاد الأمريكي كعوامل مشجعة.
وقالت "هناك مؤشرات على تدهور الأنشطة التجارية والتصنيعية. البيانات في الآونة الأخيرة تظهر أن إنتاج قطاع الصناعات التحويلية عالميا انخفض في الربع الثاني من 2019 للمرة الأولى منذ أواخر 2012، وأن الطلبات الجديدة تراجعت بوتيرة سريعة".
وأكدت وكالة الطاقة أن الأسواق قلقة إزاء تصاعد التوتر بين إيران والغرب بشأن ناقلات النفط، التي تغادر الخليج لكن المخاوف بشأن الإمدادات طغت على الحوادث، التي وقعت في مسارات الشحن البحري في المنطقة.
وقالت الوكالة، "التأثير في سعر النفط كان محدودا مع عدم وجود علاوة حقيقة لأمن الإمدادات.. في الوقت الحالي، العمليات البحرية في المنطقة قريبة من الوضع الطبيعي والأسواق ما زالت هادئة".
وبحسب "الفرنسية" قالت الوكالة في تقريرها إن "القرار الذي كان مرتقبا على نطاق واسع من جانب وزراء منظمة أوبك وخارجها بتمديد الاتفاق على خفض الإنتاج حتى آذار (مارس) 2020 يوفر إرشادات، لكن السوق تشهد طفرة الإمدادات".
وفي اجتماع استمر أسبوعين في فيينا، اتفقت دول "أوبك" ومنتجو نفط آخرون بينهم روسيا، على تمديد خفض الإنتاج اليومي تسعة أشهر أخرى بهدف دعم الأسعار وخفض وفرة الإمدادات في السوق.
وقالت الوكالة، إن "الرسالة الرئيسية لهذا التقرير هي أنه في النصف الأول من 2019، تجاوزت إمدادات النفط الطلب بـ0.9 مليون برميل يوميا".
وبحسب الأرقام الأخيرة للوكالة، تم تسجيل فائض عالمي في الربع الثاني بمقدار نصف مليون برميل يوميا، مقارنة بتوقعات سابقة عن عجز بالمقدار نفسه تقريبا.
وقالت الوكالة، إن "الفائض يضيف إلى المخزون الهائل المسجل في النصف الثاني من 2018 عندما ارتفع إنتاج النفط فور بدء تراجع نمو الطلب. من الواضح أن ضيق السوق ليس مشكلة في الوقت الراهن، وأي إعادة للتوازن أرجئت على ما يبدو إلى المستقبل".
ومع افتراض بقاء إنتاج "أوبك" عند المستوى الحالي البالغ نحو 30 مليون برميل يوميا فبحلول نهاية الربع الأول من 2020، قد يرتفع صافي المخزونات 136 مليون برميل.
في الوقت نفسه، يمكن أن يتراجع الطلب على النفط الخام من دول "أوبك" مطلع 2020 إلى 28 مليون برميل فقط يوميا.
وقال التقرير "من الواضح أن هذا يمثل تحديا كبيرا بالنسبة للمكلفين بمهمة إدارة السوق. ستتضح الصورة أكثر عام 2019، لكن على المدى القريب يبقى التركيز الأساسي على نمو الطلب".
وقالت الوكالة إنها تبقي في الوقت الراهن توقعاتها الحالية فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، لكن "هناك مؤشرات على تدهور النشاط التجاري والتصنيعي".
وأي تباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي سيوقف الطلب على النفط.
وأظهرت بيانات حديثة أن إنتاج قطاع التصنيع العالمي في الربع الثاني من 2019 تراجع للمرة الأولى منذ أواخر 2012، كما سجلت الطلبيات الجديدة تراجعا بوتيرة سريعة.
وأضاف التقرير "من الناحية المبدئية، تبدو الأجواء المحيطة بالنزاع التجاري الأمريكي- الصيني إلى تحسن، وسيكون حل مسائل عالقة دعما هائلا للثقة بالاقتصاد".