عواصف خليج المكسيك تعزز استمرار المكاسب السعرية للنفط خلال الأسبوع

 عواصف خليج المكسيك تعزز استمرار المكاسب السعرية للنفط خلال الأسبوع

توقع مختصون ومحللون نفطيون، استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد تسجيل خام برنت مكسبا أسبوعيا بنحو 4 في المائة والخام الأمريكي 4.7 في المائة فى الأسبوع الماضي، بتأثير من المخاوف من تداعيات العواصف المدارية على الساحل الأمريكي.
وأشاروا لـ"الاقتصادية"، إلى جهود "أوبك" وحلفائها في تقليص المعروض النفطي بعد تمديد العمل بتخفيضات الإنتاج حتى آذار (مارس) من العام المقبل، إلى جانب تأثير العوامل الجيوسياسية والتوترات في الشرق الأوسط خاصة مع تكرار الاعتداء على ناقلات النفط، مبينين أن هذه العوامل تعزز فرص تسجيل مزيد من الارتفاعات السعرية.
وأوضح المختصون أن الارتفاعات السعرية تقاومها المخاوف من التباطؤ في النمو الاقتصادي جراء النزاعات التجارية واستمرار الزيادات المتلاحقة في الإنتاج الأمريكي علاوة على بقاء مستوى المخزونات مرتفعا بشكل مطرد.
وذكروا أن 30 في المائة من إنتاج خليج المكسيك معطل حاليا بسبب العاصفة الاستوائية "باري" التي يمكن أن تتحول إلى إعصار، كما تم إغلاق 44 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي، مبينين أن وضع الإنتاج الأمريكي فى حالة انكماش وترقب وهو ما أسهم في رفع مستوى الأسعار بشكل لافت.
وقال روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة، "إن أسعار النفط الخام على الأرجح ستواصل حصد المكاسب خلال الأسبوع الجاري بعد ارتفاعات لافتة في الأسبوع الماضي"، مشيرا إلى أن أبرز العوامل الداعمة لصعود الأسعار هي التوترات الجيوسياسية والعاصفة الاستوائية في ساحل الخليج الأمريكي.
وأوضح أن الارتفاعات الحالية مؤقتة ومرتبطة بموسم الأعاصير في الولايات المتحدة الذي يؤدي إلى تعطل الإمدادات، لكن بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية ومنظمة "أوبك" فإن العام المقبل قد يشهد مزيدا من وفرة الإمدادات نتيجة تسارع الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري وهو ما يدفع المنتجين في "أوبك +" إلى تعميق التخفيضات الإنتاجية الحالية.
من جانبه، أكد ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن صناعة النفط الصخري فى الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار طويلا على الوتيرة المرتفعة في الإنتاج، وستواجه حالة من التباطؤ بسبب زيادة الإنفاق وانخفاض مستوى الربحية للحفاظ على مستوى إمدادات مرتفع.
وأوضح أنه بحسب توقعات "أوبك" لعام 2020 فإن من المرجح أن يزداد نمو الإمدادات من خارج "أوبك" بنحو ضعف نمو الطلب العالمي على النفط الخام وهو ما سيفرض مزيدا من التحديات والأعباء على تحالف المنتجين في "أوبك +" من أجل دعم استقرار وتوازن السوق والتغلب على تأثيرات هذه الطفرة المفاجئة في الإمدادات النفطية.
من ناحيته، ديفيد لديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية، إن تخفيضات الإنتاج التي أقرها تحالف المنتجين في "أوبك +" جاءت في توقيت مهم لاستعادة التوازن بين العرض والطلب، مشيرا إلى أن مراجعة جديدة لتطورات السوق ستجرى في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وسط توقعات باحتمال تمديد خفض الإنتاج ليغطي العام المقبل بالكامل.
وأشار إلى أن الطلب العالمي على النفط الخام سيستمر في النمو في العام المقبل 2020 بوتيرة هذا العام نفسها وبنحو 1.1 مليون برميل يوميا أو 1.1 في المائة، وفقا لبيانات صادرة عن "أوبك".
وذكر أن هذا النمو في الطلب سيكون مدعوما في الأساس من الاقتصادات الناشئة مثل الهند والصين بينما سيكون الطلب ضعيفا نسبيا في الدول المتقدمة.
بدورها، قالت المحللة الصينية إكسوي ساهي، "إن بيانات نمو الطلب الجيدة نسبيا والمماثلة للعام الجاري تقابلها توقعات بنمو واسع في الإمدادات من خارج "أوبك" خاصة مع مد خطوط أنابيب أمريكية جديدة تسهل أنشطة الحفر في مجال النفط الصخري علاوة على الإنتاج في البرازيل والمكسيك وهو ما رفع توقعات نمو الإمدادات من خارج "أوبك" إلى 2.4 مليون برميل يوميا وهو ما يتخطى نمو الطلب بكثير".
وذكرت أن كمية الخام المطلوبة من "أوبك" ستنخفض ربما للعام الثالث على التوالي، مشيرة إلى أن حصة "أوبك" من المعروض النفطي العالمي لا تتجاوز حاليا 40 في المائة ومرشحة للانخفاض بعدما فضل المنتجون الحفاظ على مستويات سعرية ملائمة عن الحفاظ على الحصص السوقية.
وأغلقت أسعار النفط بلا تغير يذكر يوم الجمعة الماضي مع تجاذب السوق بين هبوط إنتاج الخام الأمريكي في خليج المكسيك بأكثر من النصف بسبب عاصفة استوائية وبين مخاوف من فائض في الإمدادات العالمية في الأشهر المقبلة.
وسجلت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت عند التسوية 66.72 دولار للبرميل، مرتفعة 20 سنتا في حين زادت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط سنتا واحدا لتغلق عند 60.21 دولار للبرميل.
وعلى مدار الأسبوع صعد برنت 4 في المائة بينما سجل الخام الأمريكي مكاسب قدرها 4.7 في المائة. وكان الخامان القياسيان قد هبطا الأسبوع الماضي.
وعززت العاصفة الاستوائية باري، التي من المتوقع أن تصبح إعصارا، عقود الخام مع قيام شركات النفط في خليج المكسيك بتقليص الإنتاج.
لكن وكالة الطاقة الدولية توقعت يوم الجمعة أن إنتاج النفط الأمريكي المتزايد سيتفوق على الطلب العالمي ليؤدي إلى زيادة كبيرة في المخزونات حول العالم في الأشهر التسعة المقبلة.
وجاء تقرير الوكالة بعد يوم من توقعات لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" بوفرة في إمدادات الخام العام المقبل على الرغم من اتفاق تقوده المنظمة لكبح المعروض.
وخفضت شركات الطاقة الأمريكية هذا الأسبوع عدد الحفارات النفطية العاملة للأسبوع الثاني على التوالي مع تنفيذ شركات الاستكشاف والإنتاج المستقلة خططها لتقليص الإنفاق في العام الحالي.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة الماضي في تقريرها الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن الشركات أوقفت تشغيل أربعة حفارات على مدار الأسبوع المنتهي في 12 تموز (يوليو) الجاري، لينخفض العدد الإجمالي إلى 784، وهو الأدنى منذ شباط (فبراير) 2018".
كان عدد الحفارات العاملة 863 في الأسبوع ذاته قبل عام.
وتراجع عدد الحفارات، وهو مؤشر مبكر للإنتاج في المستقبل، على مدى الأشهر السبعة الماضية مع قيام شركات التنقيب والإنتاج المستقلة بخفض الإنفاق على أعمال الحفر الجديدة لتركز بدرجة أكبر على تنمية الأرباح بدلا من زيادة الإنتاج.
وقال تري كوان كبير المحللين لدى "ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس أناليتكس" لـ"رويترز"، "معظم التغيير في عدد الحفارات الأسبوعي يرجع إلى تراجعات في أنشطة الحفر الأفقي والعمودي".
وعلى مدار العام، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من الخام إلى 12.36 مليون برميل يوميا في 2019، من المستوى السنوي القياسي البالغ 10.96 مليون برميل يوميا المسجل في 2018.
وقالت وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة الماضي "إن تنامي إنتاج النفط الأمريكي سيتجاوز الطلب العالمي الآخذ في التباطؤ ويفضي إلى زيادة ضخمة في المخزونات النفطية حول العالم في الأشهر التسعة المقبلة".

الأكثر قراءة