تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في سويسرا حلم بعيد المنال
أظهرت دراسة سويسرية لسوق الطاقة الشمسية لعام 2018 زيادة طفيفة في استخدام الخلايا الشمسية في البلاد، لافتة إلى أن الزيادة لا تلبي جيدا استراتيجية الطاقة لعام 2050 رغم أنها بدأت تؤتي ثمارها.
وقالت الدراسة الصادرة عن منظمة "سويس سولار" وصادق عليها المكتب الاتحادي الحكومي للطاقة، إنه إذا ما أريد الاستعاضة عن الوقود النووي والأحفوري بالاعتماد على مصادر الطاقة البديلة وحدها - طبقا لخطة 2050 -، ينبغي أن تكون القدرة السنوية لتركيب النظم الشمسية خمسة أضعاف ما تحقق حتى الآن.
ولتحقيق ذلك، من الضروري تعزيز الحوافز لبناء مرافق واسعة النطاق في المباني الزراعية والتجارية والإدارية، مؤكدة أن إنتاج الخلايا الشمسية ارتفع في 2018 بنسبة 12 في المائة عن العام الذي سبقه، إلى 271 ألف كيلوواط، وهو ما يعادل مساحة 253 ملعب لكرة القدم (نحو 1.7 مليون متر مربع من الوحدات المثبتة حديثا).
وكان السويسريون قد صوتوا في أيار (مايو) 2017 لصالح استراتيجية الطاقة لعام 2050 بأغلبية 58.21 في المائة، إذ تقتضي هذه الاستراتيجية التخلص التدريجي من الطاقة النووية والتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري في موعد أقصاه عام 2050. أما الآن فقد أيدت الحكومة القول إنه لا يمكن تحقيق هذين الهدفين إلا بنشر هائل للطاقة الشمسية.
وكان إنتاج الخلايا الشمسية في 2009 في حدود 40 ألف ميجاواط، ثم ارتفع إلى 45 ألف ميجاواط في 2010، وبعد هذا العام، شهدت الأعوام اللاحقة قفزات كبيرة، إذ بلغ الإنتاج 120 ألف ميجاواط في 2011، و225 ألف ميجاواط في 2012، و 330 ألف ميجاواط في 2013، ليهبط الإنتاج بعد ذلك إلى 305 آلاف ميجاواط في 2014.
وفي 2015، بلغ الإنتاج ذروته (340 ألف ميجاواط) ليعاود الهبوط إلى 260 ألف ميجاواط في 2016، ثم 240 ألف ميجاواط في 2017، قبل أن يسجل 270 ألف ميجاواط في 2018.
ومن ناحية النسبة المئوية، شكل إنتاج الطاقة الشمسية في 2018 3.4 في المائة من ستهلاك الكهرباء في البلاد، مقارنة بـ2.9 في المائة في 2017. لكن النسبة تقل كثيرا عن نسبة الإنتاج في ألمانيا وإيطاليا التي تبلغ 7 و 8 في المائة، على التوالي.
رغم ذلك، اعتبر المكتب نسبة الإنتاج المسجلة في 2018 (3.4 في المائة) بمنزلة "بداية عكس اتجاه الهبوط بعد عامين صعبين جدا في 2016 و 2017"، لكن الزيادة لا تزال أقل بكثير من إنتاج الذروة السابقة التي اقتربت من 340 ميجاواط في 2015.
وتم تسجيل زيادة عن العام السابق في مبيعات الألواح الشمسية من جميع فئات الحجم تقريبا، باستثناء الأحجام الكبيرة جدا "أكثر من 1 ميجاواط"، حيث قسمت قدرة تركيب الألواح الشمسية على 5. واستنادا إلى نوع المباني التي تلقت الألواح الشمسية، حققت المباني السكنية تقدما (المنازل الفردية + 13 في المائة، والمباني الجماعية + 47 في المائة)، في حين أن المباني الصناعية والتجارية شهدت ركودا، بل إن المباني الزراعية شهدت ركودا قويا.
وعانى بيع منشآت استشعار الحرارة الشمسية من انخفاض آخر في السوق بنسبة 9 في المائة ليصل إلى 58500 متر مربع، بعد زيادة طفيفة في العام السابق. لكن من المثير للدهشة أن قطاع السوق من أنظمة المنازل الفردية، الذي انخفض أكثر من غيره في الأعوام الأخيرة، نما بنسبة 18 في المائة، في الوقت الذي تقع فيه أكثر من نصف مساحة منشآت الاستشعار الجديدة التي تم نصبها في 2018 على منازل فردية.
وتوقع التقرير أن تبلغ الزيادة السنوية في الخلايا الشمسية ما لا يقل عن 1500 ميجاواط في السنة، أما الطاقة الحرارية الشمسية، فينبغي أن تصل مرة أخرى إلى 100 ألف متر مربع، كما كان الحال في 2014. ولتحقيق هذه الأهداف، يلزم اتخاذ تدابير دعم محددة الهدف للمنشآت الشمسية الكبيرة في المباني الزراعية والتجارية والإدارية.
وتمثل "سويس سولار"، بوصفها رابطة للمهنيين في مجال الطاقة الشمسية، مصالح ما يقرب من 700 عضو، وتوفر نحو ستة آلاف وظيفة في صناعة الطاقة الشمسية.