"القدية" لـ"الاقتصادية": 50 شركة تعمل في المشروع .. وتصاميم للربط بمترو الرياض
كشف لـ"الاقتصادية" مايكل رينينجر؛ الرئيس التنفيذي لشركة القدية للاستثمار، عن وجود نحو 50 شركة عاملة في مشروع القدية حتى الآن، تتمثل في شركات تصميم واستشارات وغيرها.
وأوضح رينينجر، أنه يجري العمل على أن يصل مسار شبكة المترو في الرياض إلى المشروع، لنقل الركاب من قلب العاصمة مباشرة إلى الباب الأمامي لمركز المدينة.
وقال: "نحن بصدد تصميم وإعداد ما سيصبح امتدادا لشبكة المترو، الذي سيفتح الطريق إلى القدية"، دون الكشف عن التوقيت المحدد للانتهاء من خط هذا المشروع.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة القدية للاستثمار إلى أن "هناك أكثر من عشرة مليارات دولار يتم صرفها خارج السعودية، ونسعى إلى إعادة توجيه هذه المليارات إلى داخل المملكة وإنفاقها هنا، لأننا نعرف ما هو شغفهم في الترفية والأنشطة ومستوى الجودة من الحياة".
وحول الفرص الاستثمارية في المشروع، قال رينينجر: "نعمل على تصنيف الاستثمارات والأنشطة الاستثمارية، فأولا نركز على الجانب المحلي، وبعد ذلك ننظر إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وبعد ذلك الجانبين الإقليمي والدولي. الأمر يعتمد على الفرص الضخمة التي يقدمها المشروع".
وفيما يتعلق بالعقود الإنشائية للشركات، قال: "بدأنا الآن في ترسية بعض العقود الإنشائية، ولدينا عقود أخرى لأعمال الطرق، ستكون متوفرة نهاية العام وبعضها مطلع الشهر المقبل".
وأضاف لـ"الاقتصادية"، "سيكون لدينا بداية العام المقبل، عقود متوافرة سنبدأ بطرحها وترسيتها على الشركات التي تفوز بهذه المشروعات".
وفي السياق نفسه، كشفت الشركة خلال عرض خاص أقيم أمس في موقع المشروع، عن المشروعات التي ستنفذ في المرحلة الأولى من القدية البالغة أكثر من 45 مشروعا وأكثر من 300 نشاط عبر قطاعات الإبداع والضيافة والترفيه والرياضة، وتكليف 20 شركة للهندسة المعمارية بتصميم 12 معلما من المعالم الرئيسة للواجهة وبعض المعالم المهمة الأخرى، إضافة إلى فريق يضم أكثر من 500 محترف من 30 جنسية بالتعاون مع شركة "بيارك إنجلز جروب" الدنماركية، التي تقوم حاليا ببناء مشاريع من جميع الأحجام، من الأبراج المرتفعة إلى المرافق الإبداعية ومرافق الثقافة والرياضة.
ووفقا لبيان للشركة، فقد تناول العرض فكرة القدية المتمثلة في بناء مكان يولد الفرص ويكرس القيم عبر تقديم الترفيه والرياضة والفنون، ما من شأنه أن يسهم في توفير أسلوب حياة أكثر نشاطا وصحة وسعادة، لشباب المملكة الطامحين وأهلها الراغبين في مزيد من التقدم والتطور، ويتماشى مع المبادئ الأساسية لـ"رؤية المملكة 2030"، التي تعد مخططا رئيسا يوجه مسيرة التقدم الاجتماعي والاقتصادي في المملكة على مدار العقد المقبل.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة: "أردنا تطوير هوية للقدية تعبر عن طبيعة التجارب الفريدة التي سنقدمها، ونقوم بتطوير العلامة التجارية التي ترمز إلى المكان، موطن الإلهام والتجارب الجديدة، من خلال توسيع نطاق أفق تجارب الحياة، الذي يحفز الاستثمار، بطابع شبابي حيوي وتفاؤلي، حيث ستلهم القدية زوارها من خلال الترفيه والرياضة والفنون، لاستكشاف آفاق جديدة، وستعمل على رعاية مزيد من الأفراد والمهنيين والمواطنين، لتسهم في بناء مستقبل أكثر تقدما وازدهارا في المملكة".
وأوضح أنه مع تواصل العمل على تصميم المباني، تم البدء بأعمال الإنشاء والبنية التحتية الأولية للمساعدة على تحقيق الجدول الزمني لعملية التنفيذ الشامل على مدى أربع سنوات، ليتم الافتتاح الرئيسي المقرر في مطلع عام 2023، مبينا أنه جرى أخيرا إطلاق "استكشاف التصاميم العالمي" مع مجموعة من المهندسين المعماريين المشهورين من مختلف أنحاء العالم.
ولفت النظر إلى أن القدية تجمع بين الثنائيات التي تثري حياة الزوار وتعزز ازدهار المملكة، وتطور الفرد وتعزز نمو المجتمع في آن معا، وتلهم زوارها للتعلم واكتساب المعرفة وتتيح لهم قضاء أوقات ممتعة، إلى جانب تعزيز التطور والمهارات الفردية والإسهام في نمو اقتصاد المملكة.
من جهته، قال أندرياس كلوك بيدرسن، الشريك ومدير التصميم في شركة "بيارك إنجلز": "إن موقع القدية المذهل والاستثنائي يرقى إلى مستوى طموحات الفكرة، فأرضه الشاسعة من الطبيعة البكر فائقة الجمال تمتد على مساحة 334 كيلومترا مربعا على عتبة الرياض، ويمثل تجسيدا لأول أشكال التنوع الثري الذي سيسهم في صياغة هوية مميزة للقدية، بمناظرها الخلابة على حدود مدينة حضرية كبرى".
وينقسم موقع القدية بجرف طويق المهيب، حيث الهضبة العلوية، الممتدة إلى حافة الجرف الرأسية، تطل من ارتفاع 200 متر على أرض صحراوية في الأسفل تمتد على شكل "خلجان" في منطقة مفتوحة تحدها حواف الجرف.
وأنهت شركة القدية للاستثمار وضع المخطط العام لمشروع القدية المكون من خمس مناطق تطويرية رئيسة، وهي: منطقة منتجع الترفيه، ومنطقة مركز المدينة، ومنطقة الطبيعة، ومنطقة الحركة والتشويق، والجولف والمنطقة السكنية، لتصبح بذلك "عاصمة الترفيه والرياضة والفنون". وتتميز كل منطقة بعناصر مخصصة، تتكامل مع بقية عناصر النظام على نحو يعكس المثل والأهداف البيئية للمشروع بمجمله، الأمر الذي يميز هذه العناصر جميعها هو مدى تكاملها مع بعضها.
كما ستنشئ منطقة "الرياضة والصحة" من أجل الذين يطمحون إلى تطوير مهاراتهم وتعزيز لياقتهم البدنية من خلال المرافق والأنشطة الرياضية، حيث تتكرس لديهم كثير من المهارات التي يكتسبونها من الرياضة للارتقاء بأسلوب حياة صحي ونشط، وفي بناء أبطال غد المملكة.
أما منطقة "المتنزهات والوجهات الترفيهية"، فقد صممت لتوفر للزوار فرصة الاستمتاع بتجارب فريدة مع عائلاتهم، تغمر قلوبهم بالفرح وتثري مخيلتهم بذكريات لا تنسى.
وتتيح منطقة "الحركة والتشويق" للزوار إطلاق العنان لإمكاناتهم من خلال الفعاليات والتجارب وفرص استكشاف أحدث التقنيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
ومن خلال منطقة "الثقافة والفنون" ستوفر القدية لزوارها فرص تذوق الفنون في بيئة ثقافية ملهمة وتحفزهم على الارتقاء بتقديرهم لمدى أهميتها في توسيع أفق الخيال المبدع وإثراء الحياة. وتشجع "الطبيعة والبيئة" الزوار على تقدير جمال الطبيعة والحفاظ عليها وتعزز إدراكهم بمدى أهمية هذا النظام البيئي الصحراوي المميز، وذلك من خلال استكشاف تجارب ملهمة في أحضان الطبيعة.
وستضم المرحلة الأولى من المشروع مدينة للألعاب الترفيهية "6 فلاجز القدية"، وهي مدينة ترفيهية عائلية توفر أنشطة المرح والترفيه موزعة على ست مناطق مخصصة، أما الوجهة الترفيهية المسورة الثانية فهي عبارة عن حديقة الألعاب المائية التي توفر مجموعة متنوعة من ألعاب الركوب والمرافق الترفيهية المبتكرة، كما تشتمل أيضا على منتجع فندقي متكامل حيث يمكنك مواصلة الاستمتاع داخل الحديقة على مدار اليوم.
وستقام في المعلم الثالث، وهو "حلبة السرعة"، الأحداث والفعاليات العالمية لرياضة السيارات، حيث يستمتع المتفرج والسائق على حد سواء، وتشمل مضامير وصالات عرض ومحلات تجزئة وناد للسائقين وفندق فاخر. ويطل مركز المدينة على منتجع الترفيه من ارتفاع 200 متر، ويتصل بمنتجع الترفيه في الأسفل بواسطة نظام سكة حديد معلقة، ويضم مجمعات سكنية وتجارية ومحلات تجزئة تقام حول ممرين محوريين متقاطعين للمشاة يربطان بين مجموعة كبيرة من المرافق المميزة، وهو عبارة عن قرية مخصصة للرياضة والفنون وتعمل على مدار اليوم طيلة أيام الأسبوع، حيث يمكن العيش والعمل وقضاء أوقات ممتعة.
ويشتمل مركز المدينة على وحدات سكنية ومكاتب ضمن بيئة تركز على مجالات الإبداع والضيافة والرياضة التي تمثل أساس فكرة القدية، وهي قرية متعددة الاستخدامات، تطل على مشاهد بانورامية رائعة تجمع بين منتجع الترفيه في الأسفل وكل من منطقة "الحركة والتشويق" ومنطقة "الطبيعة" في الاتجاهين المعاكسين، ويكتمل المشهد البانورامي مع منطقة "الجولف والحي السكني" التي تقبع في المنتصف.
وفي الشمال الغربي من منتجع الترفيه، تمتد منطقة "الطبيعة" التي تشتمل على مناظر طبيعية ومشاهد الحياة البرية الخلابة، وملعب للجولف ومناطق لممارسة الأنشطة والمغامرات الرياضية في الهواء الطلق وعديد من عروض الضيافة الفريدة وسط بيئة صحراوية خلابة.
أما الجزء الجنوبي الغربي من منتجع الترفيه، فسيضم منطقة "الحركة والتشويق"، التي ستكون موطنا للفعاليات والتجارب ومرافق الإقامة والضيافة المبنية وفق أحدث التقنيات العلمية، إلى جانب "منتجع السباقات" الذي تتيح فيه مرافق الإقامة والنادي الوصول إلى مضمار رائع لسباق السيارات يمتد لنحو 15 كيلومترا، سيتم إقامة مرافق تجارب القيادة على الطرق الممهدة والوعرة، ومرافق تعليم القيادة وفعاليات رياضة السيارات، في أحضان المناظر الطبيعية الخلابة المحاطة بالمناطق الجبلية.
وستفتح المنظومة البيئية لرياضة السيارات المجال لإنشاء مجموعة من المؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تعد ضرورية لدعم النظام القائم على الابتكار والتجريب والاستمرار في تحقيق أعلى مستويات الأداء.
وتقع "منطقة الجولف والحي السكني" بالقرب من مرافق الإقامة، حيث توفر مشاهد بانورامية للمشروع عبر مجموعة من المرافق السكنية والترفيهية، التي تشمل ملعب جولف للبطولات يتألف من 18 حفرة، وناد، ومنتجع فندقي فاخر و"سبا" ومرافق للفروسية، يمكن الوصول إليها جميعا من الفيلات والمنازل.
وتتوزع مجموعة إضافية من الخدمات الخاصة بمتاجر التجزئة والمرافق السكنية والمجتمعية والتجارية في جميع أنحاء المدينة لتسهيل الوصول إليها بما يدعم نمط الحياة العصري في القدية.
وسيجري تعزيز كل هذه المناطق من خلال توفير أفضل مساحات الدعم الفني والمرافق الصناعية والخدمات المجتمعية المبنية وفق أعلى المعايير، وذلك لضمان أن تكون القدية وجهة استثنائية وعملية، تنبض بالحياة ليل نهار، على مدار العام.