الاتجاه الهبوطي يسيطر على الأسواق النفطية بفعل تصاعد وتيرة الحرب التجارية وارتفاع المخزونات
سيطر الاتجاه الهبوطي على أسواق النفط الأسبوع الماضي بفعل تصاعد الحرب التجارية والارتفاع المفاجئ في مستوى المخزونات النفطية، وبقيت الأسعار أقل بنحو 20 في المائة عن أعلى مستوياتها هذا العام، التي سجلتها في نيسان (أبريل) الماضي.
وأنهى خام برنت الأسبوع على هبوط بأكثر من 5 في المائة في حين تراجع الخام الأمريكي نحو 2 في المائة بسبب عديد من العوامل الضاغطة على الأسعار، وأبرزها المخاوف من تباطؤ الطلب وسط تصاعد الحرب التجاربة بين واشنطن وبكين إلى جانب تخفيض الوكالة الدولية للطاقة توقعاتها لنمو الطلب خلال العامين الجاري والمقبل.
وفي هذا الإطار، أكدت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن دول "أوبك" وحلفائها من خارج المنظمة سيقيمون صحة وضع السوق ويخططون لمناقشة الرد على انخفاض الأسعار في اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في 12 أيلول (سبتمبر) المقبل في أبو ظبي.
وأشار تقرير حديث للوكالة إلى أن اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج التي ترأسها السعودية وروسيا وتشارك في عضويتها دول منتجة منتقاة من "أوبك" وخارجها ستبحث تخفيضات الإنتاج اللازمة لإعادة التوازن إلى الأسواق.
وأوضح التقرير أن السعودية تتدخل بآليات فعالة من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق النفط الخام متوقعة أن يتم تركيز الجهود في الفترة المقبلة على توازن السوق والحفاظ على تماسك الأسعار.
ولفت التقرير إلى أن المملكة تعتزم خفض مبيعاتها من الخام بنحو 700 الف برميل الشهر المقبل في إطار السعي لإبقاء الصادرات عند مستوى أقل من سبعة ملايين برميل يوميا استجابة لتراجع الأسعار، مشيرا إلى تأكيد مسؤولين سعوديين بأن الصادرات بالفعل ستقل عن سبعة ملايين برميل يوميا للمساعدة على خفض المخزونات العالمية.
ونوه التقرير إلى ارتفاع أسعار الخام في ختام الأسبوع الماضي على الرغم من حدوث جولة جديدة من ضعف توقعات نمو الطلب التي صدرت عن وكالة الطاقة الدولية في نهاية الأسبوع.
وأشار إلى تخفيض وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب النفطي لعام 2019 بمقدار 100 ألف برميل يوميا ليسجل 1.1 مليون برميل يوميا كما خفضت توقعات نمو الطلب في عام 2020 إلى 1.3 مليون برميل يوميا وسط مخاوف من ضعف الاقتصاد العالمي وزيادة عدم اليقين بشأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وأبرز التقرير تأكيد وكالة الطاقة الدولية أن توقعات النمو الاقتصادي هشة مع وجود احتمالية أكبر لهيمنة الاتجاهات السعرية الهابطة وذلك على نحو أوسع من التوقعات الصعودية.
وذكر أن أسواق النفط العالمية ما زالت مزودة بشكل جيد على الرغم من التخفيضات الكبيرة في إنتاج "أوبك" والخسائر المستمرة في إنتاج كل من فنزويلا وإيران.
ونوه التقرير إلى تأكيد وكالة الطاقة الدولية أنه على الرغم من انخفاض المعروض العالمي من النفط في تموز (يوليو) عن مستويات العام السابق لأول مرة منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 فقد ظل أعلى من 100 مليون برميل يوميا.
ولفت إلى تكثيف دول "أوبك" وحلفائها الجهود في محاولة لاستعادة توازن السوق في ظل تراجع إنتاج نفط "أوبك" بمقدار مليوني برميل يوميا مقارنة بشهر تموز (يوليو) 2018، ويقود هذه التخفيضات الطوعية السعودية بهدف التخلص من وفرة المعروض وتعزيز استقرار السوق.
وأضاف التقرير، أنه في إشارة واضحة إلى تصميمها على دعم إعادة التوازن في السوق، فقد كان إنتاج السعودية أقل بمقدار 0.7 مليون برميل يوميا عن المستوى المسموح به في اتفاقية خفض الإنتاج، لافتا إلى أن مستوى إنتاج "أوبك" في تموز (يوليو) سجل 29.7 مليون برميل يوميا، حيث تم الحفاظ على المخزون في النصف الثاني من عام 2019، ويساعد على ذلك أيضا تسجيل معدل أبطأ من نمو الإنتاج من خارج "أوبك".
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في ختام الأسبوع الماضي أكثر من دولار للبرميل بدعم من هبوط في المخزونات الأوروبية والتخفيضات الإنتاجية التي تقودها "أوبك" على الرغم من تقرير لوكالة الطاقة الدولية أظهر أدنى مستوى لنمو الطلب منذ الأزمة المالية لعام 2008.
وبحسب "رويترز"، أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 1.15 دولار، أو 2 في المائة، لتبلغ عند التسوية 58.53 دولار للبرميل.
وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.96 دولار، أو 3.7 في المائة، لتسجل عند التسوية 54.50 دولار للبرميل.
ولقيت أسعار النفط دعما من بيانات أظهرت تراجعا طفيفا في مجمل مخزونات الخام والمنتجات النفطية في 16 دولة أوروبية في تموز (يوليو) مقارنة بالشهر السابق.
لكن أسعار النفط تبقى منخفضة نحو 20 في المائة عن أعلى مستوياتها هذا العام التي سجلتها في نيسان (أبريل).
وأنهي برنت الأسبوع على هبوط بأكثر من 5 في المائة في حين تراجع الخام الأمريكي نحو 2 في المائة بعدما تأثرت الأسواق سلبا هذا الأسبوع بزيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأمريكية ومخاوف من تباطؤ الطلب وسط تصاعد الحرب التجاربة بين واشنطن وبكين.
واتفقت "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا، وهو تحالف يعرف باسم "أوبك+"، في تموز (يوليو)، على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى آذار (مارس) 2020 في مسعى لدعم أسعار الخام.
وأشارت وزارة الطاقة الروسية إلى أن تقديرات وكالة الطاقة الدولية تتطابق إلى حد كبير مع توقعاتها، مضيفة أن موسكو أخذت بعين الاعتبار إمكانية حدوث تباطؤ للطلب على النفط عندما مددت اتفاق تخفيض الإنتاج مع "أوبك".
وأفاد مصدران مطلعان على بيانات وزارة الطاقة الروسية أمس أن إنتاج النفط في روسيا زاد إلى 11.32 مليون برميل يوميا في الفترة من أول آب (أغسطس) وحتى الثامن من الشهر نفسه ارتفاعا من 11.15 مليون برميل يوميا في المتوسط في تموز (يوليو).
ويفوق هذا المستوى ما تعهدت به موسكو بموجب اتفاق خفض الإنتاج مع "أوبك"، بخفض إنتاجها عند 228 ألف برميل يوميا من 11.41 مليون برميل يوميا ضختها في تشرين الأول (أكتوبر) 2018.
وتوقع ألكسندر نوفاك وزير النفط الروسي الشهر الماضي أن يبلغ إنتاج النفط الروسي في المجمل ما يراوح بين 556 و557 مليون طن هذا العام، أو 11.17-11.19 مليون برميل يوميا، بما يتماشى مع ذلك التعهد.
وقال مسؤول نفطي سعودي إن المملكة، أكبر منتج للخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، تخطط للإبقاء على صادراتها من النفط الخام عند أقل من سبعة ملايين برميل يوميا في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) لإعادة التوازن إلى السوق والمساهمة في تقليص مخزونات النفط العالمية.
كما قال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي إن بلاده ستواصل دعم إجراءات تحقيق التوازن في سوق النفط.
من جهة أخرى، يواصل إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصعود للأسبوع الثاني على التوالي، متجها بذلك صوب أعلى مستوى في تاريخه.
وكشف التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الإنتاج النفطي للولايات المتحدة ارتفع بمقدار 100 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 2 آب (أغسطس) الجاري ليصل إلى 12.300 مليون برميل يوميا.
ويتبع بذلك إنتاج النفط الأمريكي اتجاها صعوديا للأسبوع الثاني على التوالي، كما يفصله 100 ألف برميل يوميا فقط عن المستوى القياسي الأعلى المسجل على صعيد التقييمات الأسبوعية.
وشهد إنتاج الولايات المتحدة من الخام قفزة قوية في الأسبوع الأخير من شهر تموز (يوليو) الماضي قدرها 900 ألف برميل يوميا.
وبحسب التقرير الأسبوعي، فإن صافي الواردات الأمريكية من النفط ارتفعت بنحو 1.2 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي مع هبوط ملحوظ في الصادرات وزيادة في الواردات من الخام.
ويقف صافي واردات الولايات المتحدة من الخام عند مستوى 5.283 مليون برميل يوميا بزيادة 1.194 مليون برميل يوميا عن مستويات الأسبوع السابق له.
وبالنسبة للواردات النفطية في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت في الأسبوع الماضي بنحو 485 ألف برميل يوميا لتصل إلى 7.148 مليون برميل يوميا.
في حين هبطت صادرات الولايات المتحدة من الخام في الأسبوع الماضي إلى مستوى 1.865 مليون برميل يوميا وهو أقل بنحو 709 ألف برميل يوميا عن أرقام الأسبوع السابق له.
وفيما يتعلق بمخزونات النفط الأمريكية، شهدت زيادة 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنقضي وهو ما يخالف التوقعات التي كانت تشير إلى هبوط قدره 2.9 مليون برميل.
وارتفعت مخزونات البنزين داخل الولايات المتحدة بمقدار 4.4 مليون برميل.
وخفضت شركات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي عدد حفارات النفط النشطة لسادس أسبوع على التوالي مع قيام المنتجين المستقلين بخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة.
وأفادت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، أن شركات الحفر النفطي أوقفت تشغيل ستة حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في التاسع من آب (أغسطس) ليصل إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 764، وهو أدنى مستوى منذ شباط (فبراير) 2018.
وفي الأسبوع نفسه من العام الماضي كان عدد حفارات النفط النشطة في الولايات المتحدة 869 حفارا، وهذه هي أطول سلسلة انخفاضات أسبوعية منذ آذار (مارس) عندما انخفض عدد حفارات النفط العاملة لستة أسابيع متتالية أيضا.
وتراجع عدد حفارات النفط، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، على مدار الأشهر الثمانية الماضية مع قيام شركات الاستكشاف والإنتاج المستقلة بخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة بينما تركز بشكل أكبر على نمو الأرباح بدلا من زيادة الإنتاج.