طاقة الرياح تطفئ «شعلة» الغاز البريطاني
مستقبل غامض ينتظر الغاز الطبيعي في بريطانيا، إذ تتوقع شركات الغاز الطبيعي في بريطانيا تراجع الطلب على إنتاجها مع زيادة إنتاج الكهرباء باستخدام طاقة الرياح.
بحسب "الألمانية"، تراجعت حصة محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي من إجمالي إنتاج الكهرباء في بريطانيا إلى 19 في المائة، في حين إن متوسط حصة هذه المحطات خلال أيام العمل في الأسبوع الحالي كان 46 في المائة. وتبلغ حصة محطات الرياح 37 في المائة وحصة محطات الفحم 3.2 في المائة فقط خلال التشغيل اليومي، وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن متوسط تدفق الغاز الطبيعي في بريطانيا بلغ 132 مليون متر مكعب يوميا في حين إن متوسط التدفق خلال الأيام العشرة الماضية كان 146 مليون متر مكعب يوميا. ونجحت اسكتلندا وهي أحد أقاليم بريطانيا، في إنتاج كهرباء من الرياح تكفي لتلبية الاحتياجات المنزلية، ووصلت الطاقة الإنتاجية لمزارع الرياح فيها خلال النصف الأول من العام الحالي إلى 9.8 مليون ميجا واط، بما يكفي لتغطية احتياجات نحو 4.47 مليون منزل، في حين إن إجمالي عدد المنازل في اسكتلندا يبلغ نحو 2.6 مليون منزل فقط. وفي وقت سابق، أكدت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أنه للوصول إلى ارتفاع 1.5 درجة مئوية في درجات الحرارة فقط يجب خفض استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 75 في المائة بحلول 30 عاما. ويتعارض النمو الكبير في مشاريع بناء أنابيب وموانئ الغاز الطبيعي مع مساعي تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، وفق تحليل جديد بشأن الاستثمار في الغاز الطبيعي الذي بات الوقود المفضل للعالم.
وترى منظمة "مراقبة الطاقة العالمية" أن عدّ الغاز الطبيعي جسرا نحو مصادر الطاقة المتجددة، أمر يتناقض تماما مع الحقائق.
يجرى حاليا إنشاء أو التخطيط لإنشاء أكثر من 200 ميناء للغاز الطبيعي المسال في العالم، خصوصا في أمريكا الشمالية، بتكلفة 1.3 تريليون دولار "1.15 تريليون يورو". والتزمت الدول بموجب اتفاقية باريس عام 2015 بالحد من ارتفاع درجات الحرارة في العالم، لتكون أقل بكثير من درجتين مئويتين، وبوضع سقف أكثر أمانا عند درجة مئوية ونصف إن أمكن. بحسب الرابطة الدولية للطاقة، ارتفع استهلاك الغاز بنسبة 4.6 في المائة عام 2018 وحده، ليشكل نحو نصف الزيادة العالمية في الطلب على الطاقة، وأرجعت هذه الزيادة الضخمة إلى زيادة الإنتاج بشكل كبير في الولايات المتحدة والطلب الصيني الهائل على بدائل الفحم.