ناسا تقترب أكثر من "يوروبا" ..القمر المرشح لوجود حياة
منحت الجهات المسؤولة في وكالة الفضاء الأمريكية الضوء الأخضر للمضي قدما في المراحل الأخيرة من تطوير مهمة "ناسا" لاستكشاف أكثر أقمار المشتري البالغ عددها 79 قمرا، إثارة.
والقمر المقصود هنا يوروبا، وهو أصغر من قمرنا، الذي يعد منذ فترة طويلة مرشحا محتملا في البحث عن حياة غريبة، حيث تشير الدلائل إلى وجود محيط تحت قشرة القمر الجليدية الكثيفة التي قد يصل عمقها إلى عشرات الكيلومترات.
ويعتقد العلماء أن هذه الكميات من المياه على "يوروبا"، التابع لكوكب المشتري، يمكن أن تحتوي على الخليط الكيماوي المناسب للحياة، ويمكن أن تكون موطنا لشكل من الكائنات الحية، بحسب ما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية.
ويبدو أن القمر يوروبا يمتلك الشروط الثلاثة المطلوبة لبدء الحياة عليه، وهذه الشروط هي الماء وربما الكيمياء المناسبة والطاقة في شكل تسخين مدي "المد والجزر"، وهي ظاهرة ناشئة عن قوى الجذب على القمر.
ولا يمكن لهذا أن يحفز التفاعلات الكيماوية فحسب، بل قد يساعد أيضا في حركة انتقال المواد الكيماوية بين الصخور والسطح والمحيطات، وربما من خلال فتحات التهوية الحرارية.
وقالت "ناسا" في معرض تأكيد المهمة، على موقعها على الإنترنت "عالم المحيطات الجليدي في نظامنا الشمسي، الذي يمكن أن يخبرنا أكثر عن إمكانات الحياة في عوالم أخرى، أصبح في بؤرة التركيز مع تأكيد المرحلة المقبلة لبعثة يوروبا كليبر".
وأضافت أن القرار يسمح للمهمة بالمضي قدما للوصول إلى ختام المرحلة للتصميم النهائي، ثم الانتقال إلى مرحلة بناء مركبة الفضاء واختبار الحمولة إلى الفضاء.
وأشارت "ناسا" إلى أن المهمة ستقوم بإجراء استكشاف متعمق للقمر يوروبا، والتحقق ما إذا كان القمر الجليدي يمكن أن يوفر ظروفا مناسبة للحياة، مشيرة إلى أنها تهدف إلى استكمال مركبة الفضاء يوروبا كليبر؛ لتكون جاهزة للإطلاق في وقت مبكر من عام 2023، مع الالتزام بموعد جاهزية الإطلاق بحلول عام 2025.
وستبحث المهمة عن البحيرات تحت السطح، وتقدم بيانات عن سمك القشرة الجليدية للقمر، فيما يأمل علماء "ناسا" أيضا في تأكيد وجود أعمدة من الماء، كانت اكتشفتها سابقا مركبة الفضاء جاليليو ومرصد هابل الفضائي، وإذا تم تأكيد ذلك، فهذا يعني أن العلماء لن يحتاجوا إلى إيجاد طريقة لاختراق قشرة القمر الجليدية لاستكشاف بنية المحيط.