أسعار النفط تُعمق خسائرها 3 % مع تصاعد وتيرة الحرب التجارية
عمقت أسعار النفط من خسائرها خلال تعاملات الأمس لتتراجع بنحو 3 في المائة مع تصاعد الحرب التجارية، بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنه سيرد على أحدث رسوم جمركية صينية.
ويشهد النفط أداء متقلبا مع مخاوف النمو الاقتصادي العالمي وتباطؤ الطلب على الخام، في الوقت الذي يتراجع فيه المعروض من جانب دول منظمة أوبك، كما أن حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية في الدول الصناعية الكبرى ضغطت على أسعار الخام.
وأظهرت البيانات الاقتصادية انخفاض النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص الأمريكي لأدنى مستوى في ثلاثة أشهر خلال الشهر الجاري مع انكماش النشاط الصناعي لأول مرة منذ عام 2009. وتفاقمت المخاوف بشأن احتمال حدوث ركود، إذ سجل قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة أول انكماش شهري في نحو عشر سنوات.
لكن أسعار النفط تظل تتلقى الدعم من تخفيضات إنتاج النفط التي ينفذها أعضاء "أوبك" وروسيا، وكذلك تراجع صادرات إيران وفنزويلا بسبب العقوبات الأمريكية.
وقال هاري تشيلينجوريان من "بي.إن.بي باريبا" إن السوق تلقت بعض البيانات السلبية، مع زيادة إنتاج روسيا من الخام فوق حصتها بموجب اتفاق "أوبك+" وساعدت شركة النفط الروسية الحكومية روسنفت على شحن نفط فنزويلا إلى الصين والهند.
وبحسب "رويترز"، انخفض سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) بنحو 2.14 في المائة إلى 58.65 دولار للبرميل.
كما انخفض سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) بنسبة تزيد على 3.43 في المائة مُسجلا 53.44 دولار للبرميل.
في سياق منفصل، كشفت منظمة أوبك عن تراجع حصتها السوقية في سوق النفط العالمي إلى مستوى 30 في المائة في الشهر الماضي، وسط استمرار جهودها لخفض الإنتاج، مقابل مستوى 34 في المائة منذ عقد من الزمان، ومقارنة بالقمة المسجلة في 2012 عند مستوى 35 في المائة.
وفي الشهر الماضي تراجع إنتاج "أوبك" بمقدار 246 ألف برميل يوميا إلى 29.609 مليون برميل يوميا بقيادة خفض الإمدادات من الطوعي من السعودية والعقوبات الأمريكية الصارمة على إيران وفنزويلا.
ورغم أن منظمة أوبك مستمرة في عمليات خفض الإنتاج إلا أن الأسعار تراجعت من أعلى مستوياتها في 2019 التي سجلتها في نيسان (أبريل) عند 75 دولارا للبرميل، إلى أدنى من 60 دولار للبرميل في الوقت الحالي، ويستمر عمل منظمة أوبك والدول المنتجة للخام من خارجها باتفاق خفض الإنتاج حتى آذار (مارس) المقبل.
واستقر إنتاج الولايات المتحدة من النفط قرب مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي، مع هبوط يتجاوز 600 ألف برميل يوميا في صافي الواردات الأمريكية من الخام.
وكشف التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن إنتاج الولايات المتحدة النفطي بلغ 12.300 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 16 آب (أغسطس) الجاري وهي مستويات الأسبوع السابق له نفسها.
ويعد بذلك الخام الأمريكي ثابتا وذلك للأسبوع الثاني على التوالي قرب مستوى قياسي مرتفع والمسجل على صعيد الأرقام الأسبوعية والبالغ 12.400 مليون برميل يوميا.
وبحسب التقرير الأسبوعي، فإن صافي واردات النفط الأمريكية من الخام انخفض بنحو 617 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي مع تراجع ملحوظ للواردات النفطية وزيادة محدودة في الصادرات.
وسجل صافي الواردات الأمريكية من النفط مستوى 4.415 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي وهو أقل من 5.031 مليون برميل يوميا المسجلة في الأسبوع السابق له.
ويأتي ذلك مع تراجع الواردات النفطية بالولايات المتحدة بنحو 497 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنقضي لتهبط إلى 7.218 مليون برميل يوميا.
في حين ارتفعت الصادرات الأمريكية من الخام لتصل إلى مستوى 2.803 مليون برميل يوميا، وهو أعلى من مستويات الأسبوع السابق له بنحو 120 ألف برميل يوميا.
وعلى صعيد المخزونات الأمريكية من الخام، فتراجعت خلال الأسبوع المنصرم للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع لكن الهبوط جاء أقل من التوقعات، فيما صعدت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بمقدار 300 ألف برميل في الأسبوع الماضي.
وارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي بالولايات المتحدة بأكثر من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي.