ارتفاع الإمدادات النفطية السعودية إلى الصين 115.9 % .. احتلت صدارة الموردين

ارتفاع الإمدادات النفطية السعودية إلى الصين 115.9 % .. احتلت صدارة الموردين

كشف لـ"الاقتصادية" ماركوس كروج؛ كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، عن ارتفاع الإمدادات النفطية السعودية إلى الصين بنسبة 115.9 في المائة على أساس سنوي، في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وفقا لأحدث البيانات الدولية، ونتيجة لذلك أصبحت الرياض أكبر مورد للنفط الخام إلى بكين خلال الفترة.
وأشار كروج إلى التقدم المستمر الذي حققته صادرات النفط السعودي في السوق الصينية، على الرغم من التزامها بخفض الصادرات عند مستوى أقل من سبعة ملايين برميل يوميا لعلاج فائض المخزونات.
وبين، أن صادرات "أوبك" من النفط الخام للصين شهدت أيضا زيادة بنسبة 10.4 في المائة، على أساس سنوي، مشيرا إلى حرص "أوبك" رغم انخفاض إنتاجها على تزويد السوق الصينية بشكل جيد وتعويضها عن تداعيات العقوبات على إيران.
وأوضح وفقا للبيانات، أنه من المتوقع على نحو كبير أن تهبط الولايات المتحدة من مكانتها الحالية كثامن أكبر مصدر للنفط إلى السوق الصينية، وذلك بعد قرار الصين فرض رسوم على الواردات النفطية الأمريكية في إطار تصاعد وتيرة الحرب التجارية.
ومالت أسعار النفط الخام أمس إلى الارتفاع بفضل أجواء إيجابية عن احتمال حدوث انفراجة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إثر تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن رغبة الجانبين في العودة إلى مائدة المفاوضات واحتواء النزاعات التجارية وبحث التوصل إلى اتفاق جديد.
كما تلقت الأسعار دعما من استمرار تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها في تقييد المعروض النفطي والعمل للسيطرة على فائض المخزونات إلى جانب دعم أساسيات السوق وتفادي التداعيات الواسعة للحرب التجارية وللمخاطر الجيوسياسية خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" جون هال مدير شركة ألفا إنرجي الدولية للطاقة، إن المنتجين في "أوبك" وحلفاءهم من المستقلين يبذلون جهودا واسعة لاستعادة التوازن والاستقرار في السوق النفطية.
وبين أن الأداة الرئيسة تتمثل في تقييد المعروض، إذ ارتفعت نسبة المطابقة لخفض الإنتاج بحسب أحدث إحصائيات "أوبك" إلى 159 في المائة في يوليو الماضي بارتفاع 22 في المائة عن يونيو.
وأضاف أن تحالف المنتجين أوبك + نجح بشكل لافت في السيطرة على فائض المخزونات ووقف وتيرة النمو السريعة السابقة ولذا فهو يأمل في ظل تحسن مؤشرات الطلب أن تتم استعادة الاستقرار في السوق على الرغم من المصاعب المهيمنة حاليا، كالشكوك في نمو الاقتصاد العالمي من جراء الحرب التجارية واستمرار تداعيات المخاطر الجيوسياسية.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية" جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، أنه على الرغم من الوضع المتوتر في الأسواق من جراء الحرب التجارية وتبادل فرض الرسوم بين الولايات المتحدة والصين، لكن الأمل ما زال قويا في احتواء الأزمة خاصة عندما بدأت الأسواق الأسبوع بشكل إيجابي بعد أن تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نبرة تصالحية، إذ شعر تجار النفط ببعض الارتياح في تعليقاته حول الرغبة في إبرام صفقة مع الصين وتمسك الصين بالعودة إلى المفاوضات.
وقال إن الحرب التجارية قادت إلى حرب تخفيض العملات، حينما خفضت الصين قيمة اليوان على نحو مؤثر، مشيرا إلى أن السماح للعملة بالهبوط لا يخلو من المخاطر، حيث إن ضعف اليوان يمكن أن يجعل سداد الديون أكثر إيلاما للشركات الصينية كما أن التأثيرات العالمية ربما تكون أكبر بسبب أهمية اليوان كعملة عالمية ونظرا لحجم الاقتصاد الصيني الكبير.
بدورها، قالت لـ"الاقتصادية" وينى أكيلو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج، إن امتداد حرب الرسوم إلى تجارة النفط الخام هو دون شك تصعيد كبير ومؤثر، لكنه لن يؤثر بشكل عام في الطلب على النفط الأمريكي في الأسواق الآسيوية، إذ توجد أسواق بديلة أمام النفط الأمريكي الذي يتمتع بطلب قوي.
وأشارت إلى أن النفط الخام الأمريكي أصبح - وبشكل متزايد - عنصرا أساسيا في منظومة عمل عديد من المصافي الآسيوية خاصة مع تأكيد البيانات وجود زيادة واسعة في مشتريات الخام الأمريكي من مصافي التكرير في كوريا الجنوبية وتايوان والهند وتايلاند، وذلك على نحو يفوق تخفيض مشتريات الصين هذا العام.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع خام برنت أمس 0.55 في المائة بما يعادل 32 سنتا إلى 59.02 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:50 بتوقيت جرينتش، وذلك بعد أن نزل 1 في المائة في الجلسة السابقة ليسجل تراجعا لليوم الثالث على التوالي.
كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.67 في المائة بما يعادل 36 سنتا إلى 54 دولارا للبرميل، وذلك بعد انخفاضه 1 في المائة أمس الأول.
وقال هاري شيلينجوريان، محلل النفط لدى بي. إن. بي باريبا في لندن، "في حين أن التهدئة بين أمريكا والصين وتوقع هدنة مؤقتة في حرب التجارة، ربما كان السبب وراء رفع المعنويات وأسعار النفط،.
ونزلت أسعار النفط 20 في المائة من أعلى مستوياتها للعام الجاري المسجل في أبريل، ويرجع ذلك في جزء منه إلى حالة القلق من أن تضر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بالاقتصاد العالمي ما قد يضعف الطلب على النفط.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 59.18 دولار للبرميل يوم الإثنين الماضي، مقابل 59.67 دولار للبرميل في اليوم السابق .
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث انخفاض على التوالي، وأن السلة استقرت تقريبا عند مستوى الأسبوع الماضي نفسه عند 59.46 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة